أخبار الإمارات

الآبار المنزلية القديمة في «الشرقية» مصائد مفتوحة تهدد بالموت

خصصت الجهات المحلية في المنطقة الشرقية فرقاً للكشف عن آبار مهجورة تهدد حياة الأشخاص والحيوانات في المزارع القديمة والأماكن المفتوحة، وقامت بجولات تفتيشية أدت إلى ردم 27 بئراً، منها خمس في منازل أسر بالإمارة.

وأكدت هيئة الفجيرة للبيئة، أن آبار المنازل التي تم حفرها قبل أكثر من 20 عاماً لأغراض منزلية وري الزرع، تعتبر مصائد قائمة تهدد حياة الأشخاص لاسيما الأطفال وكبار السن والعمالة المنزلية، في ظل عدم تأمينها بالطرق الصحيحة وإغلاقها بإحكام، والاعتماد على أغطية خشبية وبلاستيكية غير آمنة.

فيما طالبت عضو المجلس الوطني الاتحادي المستشارة القانونية المختصة في العلوم البيئية، صابرين حسن اليماحي، الجهات المسؤولة بضرورة رفع مستوى وعي أصحاب المنازل الذين يعتمدون على مياه الآبار في أغراض منزلية، تجنباً لدفع فواتير المياه.

وتفصيلاً كشفت المدير العام لهيئة الفجيرة للبيئة، أصيلة المعلا، عن ردم 27 بئراً خلال حملة موسعة نظمتها الهيئة، بالتعاون مع بلدية الفجيرة ودائرة الأشغال والزراعة أخيراً، لرصد آبار مهجورة ومكشوفة، والعمل على ردمها، مشيرة إلى أن الهيئة تلقت خمسة طلبات من قبل السكان الذين يرغبون في ردم الآبار المهجورة داخل منازلهم، حفاظاً على أرواح وسلامة أطفالهم.

وأضافت أن خطر الآبار في المنازل يزداد في حال وجود الأطفال وكبار السن بالقرب منها، خصوصاً خلال ساعات الليل أو عند سقوط الأمطار، نظراً إلى عدم وجود وسائل حماية أو تنبيه كافية.

وأكدت أن عملية ردم الآبار لا تتطلب أي رسوم مقابلها، وتوفر الهيئة قنوات تواصل لاستقبال كل الاستفسارات حول الطرق السليمة لإغلاق الآبار المستخدمة في الأغراض المنزلية بالمواد الآمنة التي تمنع أي خطر يهدد سلامة أصحاب المنزل، كما خصصت رقماً للتواصل المباشر مع الهيئة للتوعية وتوضيح أي إشكالية تواجه السكان حول تلك الآبار، عبر التواصل على الرقم (0501974341).

وطالبت المعلا أصحاب المنازل الذين يمتلكون آباراً بعدم استخدام الطرق التقليدية في تغطيتها، المعتمدة على مواد تتلف بمرور الزمن، وتتأثر بالعوامل الطبيعية، مثل الأمطار والرياح وحرارة الشمس العالية.

إلى ذلك قالت عضو المجلس الوطني الاتحادي، صابرين حسن اليماحي: «آبار المنازل وجدت منذ أكثر من 30 عاماً، خصوصاً في المنازل القديمة التي قام أصحابها بحفرها لأغراض منزلية، وسقاية الزرع وغيرها، لاعتقادهم بأن مياه الآبار لها الأفضلية لأنها طبيعية».

وأضافت أن السبب الآخر لحفر الآبار في المنازل قديماً هو تجنب ارتفاع فواتير استهلاك المياه المنزلية، إذ كانت المساحات الزراعية في المنازل سابقاً أكبر من المساحات الحالية، وبحاجة لكميات كبيرة من المياه لريها، إلا أن الجهات المعنية نظمت عملية حفر الآبار وفق اشتراطات لحماية المياه الجوفية من النضوب.

ولفتت إلى أنه مع إصدار القوانين المتخصصة بحفر الآبار بقي عدد من المنازل يحوي آباراً حفرت قبل 20 عاماً وأكثر، وتستخدم لليوم، نظراً لتوافر المياه بها بكميات كافية لري الزرع وغسل المركبات وغيرها من الاستخدامات اليومية، على الرغم من أنها تشكل خطراً، وتهدد سلامة الأشخاص والأطفال في ظل عدم وجود وعي كاف لتأمينها وإغلاقها واتباع أسس سليمة لمنع تسببها في حوادث سقوط.

وشددت اليماحي على أهمية اتخاذ إجراءات تحقق حماية ووقاية من الآبار الموجودة في باحات المنازل كتأمينها بأغطية محكمة الإغلاق وتثبيتها بإحكام، بالإضافة إلى التأكد من عدم وجود أي ثغرات في الأغطية، لافتة إلى ضرورة وضع حواجز وأسوار آمنة حول المناطق المحيطة بها، أو وضع لافتات تحذيرية، للحد من حوادث سقوط الأشخاص فيها، وتحذير الأطفال لعدم الاقتراب منها، وكذلك التواصل مع الجهات المختصة لتزويدهم بالتعليمات والإرشادات الخاصة بالآبار وكيفية تأمينها.

إلى ذلك أكدت المحامية والمستشارة القانونية، موزة مسعود، أن على أصحاب المنازل والمزارع التي تحوي آباراً، سواء مهجورة أو قائمة، اتباع الإجراءات التي تعفيهم من المساءلة القانونية، وتتمثل في إبلاغ الجهات المحلية المسؤولة عن وجود البئر، وإغلاق فتحة البئر بصورة محكمة، أو ردمها.

واعتبرت أن مسؤولية تعرض الأطفال وكبار السن والعمالة المنزلية والأشخاص لخطر السقوط في الآبار المكشوفة في المنازل أو المزارع تقع على عاتق صاحب المنزل أو المزرعة.

فيما حذر مختص في العلوم البيئية، الدكتور محمد العلي من الاستخدام المباشر لمياه الآبار دون فحصها بشكل دوري من قبل المختبرات المختصة، التي تتيح للأفراد خدمة فحص المياه، بهدف التأكد من عدم احتوائها على المواد الكيميائية أو الميكروبات بالإضافة إلى أهمية استخدام أجهزة تنقية المياه لتحسين جودتها، لافتاً إلى أهمية حفظ المياه بشكل صحيح من خلال إغلاقها بشكل جيد يجنب تعريضها لأي تلوث.

وشدد على ضرورة الحصول على مياه الشرب أو المستخدمة في الطبخ من مصادر موثوقة.

حوادث سقوط

شهدت الدولة حوادث سقوط عدة لأطفال وكبار السن في آبار منزلية، أبرزها سقوط طفلة في بئر بعمق 15 متراً بأحد المنازل بمنطقة واسط بدبا الفجيرة، فيما توفي طفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام العام الماضي، بعد سقوطه في بئر بعمق 72 متراً بمنطقة الظاهر في مدينة العين، كما توفي مواطن في العقد السادس من عمره قبل عامين، إثر سقوطه في بئر بإحدى العزب بمنطقة القرية في إمارة الفجيرة.

• ردم الآبار لا يتطلب أي رسوم.. و«بيئة الفجيرة» توفر قنوات تواصل لاستقبال الاستفسارات كافة.

• 27 بئراً تم ردمها في الفجيرة خلال حملة موسعة، منها خمس في منازل أسر.

المصدر: الإمارات اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى