مرضى يعالجون مشكلات الشعر بـ «المنشطات».. وأطباء يحذّرون من مخاطرها
حذّر أطباء مختصون من استخدام المنشطات الجنسية، وأدوية أخرى، لعلاج مشكلات الشعر، مؤكدين أن الاستخدام العشوائي لهذه الأدوية، دون إشراف طبي، قد يسبب مشكلات صحية كبيرة لمستخدميها، خصوصاً أن كل دواء يحمل أعراضاً جانبية قد تؤثر سلباً في صحة بعض المستخدمين.
جاء ذلك، إثر انتشار وتداول معلومات بوسائل التواصل الاجتماعي، أخيراً، تنصح من يعانون مشكلات وأمراضاً في الشعر بخلط عقار «الفياجرا»، الذي يستخدم كمنشط جنسي، وحبوب أخرى مثل حبوب «منع الحمل»، مع مستحضرات العناية بالشعر، وتدليك فروة الرأس بها، بهدف تنشيط الدورة الدموية في الرأس، والمساعدة على نمو الشعر وعلاج أمراضه.
وقال استشاري الأمراض الجلدية، الأستاذ المساعد في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، الدكتور أنور الحمادي، إن ظاهرة إضافة بعض المواد، مثل المنشطات الجنسية، وحبوب منع الحمل، والأسبرين، إلى الشامبوهات ومستحضرات العناية بالشعر، بدأت في الانتشار خلال الفترة الأخيرة، دون أن تبنى على أساس علمي.
ولفت إلى أن إضافة بعض العقاقير، مثل الفياجرا، قد تزيد من تدفق الدم في منطقة الرأس، وتحقق بعض الفوائد، إلا أنها قد تحمل معها مضار صحية أكبر، مشدداً على أن إضافة أية مادة لأي دواء، لزيادة الفاعلية، قد تنتج عنها أضرار صحية كثيرة.
وشدد على أن إضافة أو استخدام أدوية بشكل عبثي وعشوائي، لأغراض غير مخصصة لها، قد تنتج عنها أضرار وخيمة. وطالب بضرورة اللجوء إلى العقاقير المرخصة لأغراضها، والتي صنعت ورخصت بعد دراسات وتجارب كثيرة، تؤكد مأمونيتها وسلامتها.
ومن أبرز الأعراض التي قد تنتج عن خلط هذه العقاقير مع مستحضرات العناية بالشعر، نمو الشعر بشكل مكثف وزائد في الجسم كله، والإصابة بأنواع من الحساسية، والتأثير سلباً على ضغط الدم، فضلاً عن المشكلات الصحية التي قد تنتج في حال تعارض مكونات هذه العقاقير مع الأدوية الأخرى التي يستخدمها المريض.
من جهتها، أفادت أخصائية الأمراض الجلدية في مستشفى التداوي بدبي، الدكتورة سماح الحسن، أن الأصل في استخدام المنشطات الجنسية يعود لعلاج المشكلات الجنسية لدى الرجال، إلا أن استخدامها بهدف توسيع الأوعية الدموية وتنشيطها في الرأس قد تنتج عنه أعراض إيجابية للبعض، ومخاطر جانبية للبعض الآخر، بسبب خطورة المادة الفعالة للعقاقير المخلوطة عليهم.
وشددت الدكتورة سماح على ضرورة استخدام هذه العقاقير تحت إشراف الطبيب المختص، والابتعاد عن الاستخدام العشوائي لها، خصوصاً أن هذه المواد تمتص وتدخل إلى الدم، وقد تسبب مخاطر كثيرة للمستخدمين، خصوصاً من يعانون أمراضاً مختلفة، ويتناولون أدوية قد تتعارض مع مكونات المواد المخلوطة.
حالات محددة
أفادت أخصائية التغذية العلاجية، الدكتورة فيرا متى، أن خلط المنشط الجنسي «الفياجرا» مع الشامبو بهدف المساعدة على نمو الشعر، أثبت فاعلية لدى الكثير من النساء، إلا أن هذه الخلطة قد لا تناسب الجميع، خصوصاً النساء الحوامل، ومن يعانين سيلان الدم، وكذلك من هن دون سن الـ18 عاماً.
وأضافت: «المادة الفعالة لعقار الفياجرا وجدت في الأساس لعلاج أمراض الضغط وسيلان الدم، إلا أنه تم استخدامها لأغراض أخرى، مثل علاج المشكلات الجنسية عند الرجال»، مشيرة إلى أن «خلط أربع حبات من هذا المنشط مع عبوة الشامبو، ثم تديلك فروة الرأس، بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، من شأنه تحفيز الدورة الدموية في المنطقة، والمساعدة على توسيع الأوعية الدموية، ثم نمو الشعر بشكل أسرع».
وأكدت ضرورة التشخيص الطبي السليم من قبل الأطباء المختصين، للوقوف على سبب مشكلات الشعر التي يعانيها المريض، قبل استخدام هذه الخلطة، للتأكد من ملاءمة هذه الطريقة من العلاج، حيث تستخدم هذه الطريقة في حالات محددة، لا تعاني أية مشكلات صحية تتعارض مع هذه الأدوية.