أخبارأخبار الإمارات

سوق الجبيل كلباء.. علامة فارقة

كلباء: محمد الوسيلة

قبل أن يمضي عام 2023، أهدى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مدينة كلباء مرافق خدمية غاية في الفخامة، ودشن سموه سوق الجبيل والسوق التراثي، بالقرب من مدخل المدينة من جهة الشمال، حيث تمتد أياديه البيضاء دوماً إلى خدمة أهله وعشيرته، بفكر تخطيطي استثنائي وروح متوثبة.

جاءت حداثة التنفيذ في سوق الجبيل، لتثير دهشة الزائرين والمتسوقين، سواء من حيث جمال التصميم أو توزيع الأقسام والمرافق بشكل رائع وعناية فائقة، أما موقع السوق المطل على البحر، زاد من تفرده وجعل من زيارته فرصة للتمتع بالجمال.

وبات سوق الجبيل بعد افتتاحه منصة متفردة للتسوق في الخضروات والفواكه واللحوم والأسماك، بأقسامها المنفصلة عن بعضها، تضمها القبة وباحة المدخل بطرازها المعماري الفريد.

وقبل أن يودعنا عام 2023 بأيام، وتحديداً في الأسبوع الأخير من ديسمبر الماضي، تم افتتاح السوق ليشكّل إضافة نوعية لحزمة المشاريع العملاقة التي أمر صاحب السمو حاكم الشارقة بتنفيذها في مدينة كلباء، تعزيزاً لرؤيته الثاقبة وحرصه الأكيد على تنفيذ مشروعه الطموح القائم على الاستثمار الأمثل في موارد كلباء المتعددة، بجميع المجالات السياحية والثقافية والعلمية والخدمية.

كما مثّل سوق الجبيل علامة فارقة في مشاريع التطوير الخدمية بكلباء، وكانت فرحة افتتاحه كبيرة في نفوس أهالي المدينة الساحلية، تماثل حبهم العميق «لسلطان الخير».

أما الموقع الاستراتيجي الذي يتميز به سوق الجبيل، الواقع في منطقة البحايص، بات مقصداً للمتسوقين من شتى الأحياء والضواحي والمدن المجاورة، بسبب قربه من جميع المناطق والأحياء، إلى جانب خدماته المتعددة والمتميزة ومستويات النظافة المتوافرة في جميع أقسامه، فضلاً عن الطرق الحديثة المتبعة في عرض المنتجات الطازجة بمنصات فاخرة.

ويخدم السوق مجتمع كلباء والضواحي التابعة لها إدارياً، ووفر تجربة تسوق نوعية ومميزة لسكان وزوار الإمارة، لذا فإنه عزز مشروع كلباء التنموي عبر دوره الخدمي في توفير المنتجات الغذائية الطازجة، وتحقيق استدامة منظومة الأمن الغذائي المحلي. ويقول المواطن محمود محمد المسلم: «شكراً أبونا سلطان على منجز سوق الجبيل الفاخر الذي بات مشروعاً نباهي به ونحرص دوماً للتسوق في أقسامه المختلفة مثل اللحوم والأسماك والخضر والفواكه، ولا نملك إلا أن ندعو المولى، عزّ وجلّ، أن يطيل عمر سموه ويمنحه موفور الصحة والعافية، بعد أن منحنا نحن موطني الشارقة أكثر مما نتوقع ونتخيل، ولا نستطيع أن نوفيه حقه مهما تحدثنا بعد أن جعل مواطن الإمارة همه الرئيس».

122 مليون درهم

استغرق بناء سوق الجبيل 31 شهراً وتبلغ مساحته الإجمالية 33 ألف متر مربع ويضم 3 أقسام للحوم، والأسماك، والخضروات والفواكه، ومنطقة مزاد داخلية لعرض وبيع المنتجات البحرية الطازجة، فيما بلغت كلفة أعماله الإنشائية 122 مليون درهم.

ويعلن جمال تصميم السوق عن تحفة معمارية فريدة تم تنفيذها بمعايير ومواصفات حديثة وراقية، حيث تبلغ مساحة المبنى 10,500 متر مربع، ويتكون من طابق أرضي وطابق ميزانين جزئي، فيما تشتمل المساحة الإجمالية على مبنى السوق ومواقف السيارات.

ويتمتع السوق بواجهة أمامية بطول 177 متراً، ويشتمل على رواقين أمامي وخلفي بعرض 4.5 متر، وارتفاع 7.5 متر، ويحتوي كل منهما على 22 قوساً بديكورات تحمل طابعاً زخرفياً تتناسق مع التصميم العام للمبنى، و4 براجيل لكل من الواجهتين الأمامية والخلفية، حيث تمت كسوة المبنى باستخدام ديكورات مميزة من الحجر المقوى بالزجاج (GRC) المقاوم للتآكل والرطوبة، إضافة إلى الحجر الطبيعي والصناعي.

وتم تزويد المبنى بنظام تكييف عالي الجودة يعتمد على استخدام مبردات مركزية، للحفاظ على درجة حرارة مناسبة داخل السوق، وله أيضاً على مدخل رئيسي مطل على طريق كورنيش كلباء، ومدخل خلفي جهة المواقف الخلفية، ومدخلين جانبيين لخدمة السوق والمحال التجارية، لتسهيل عمليات التفريغ والتحميل وفصل حركة الشاحنات عن حركة مرتادي السوق، إضافة إلى 8 مداخل طوارئ.

69 محلاً

يضم سوق الجبيل 69 محلاً متنوعاً ضمن 3 أقسام ومنطقة داخلية مخصصة لمزاد الأسماك، إضافة إلى مقاهٍ ومطاعم متنوعة من ضمنها مقهى شعبي ومطعم بحري لشواء الأسماك، كما تم توفير منطقة ألعاب للأطفال.

كما يضم فناء وسطياً واسعاً، بمساحة إجمالية 620 متراً مربعاً ذا أرضية رخامية بتصميم مميز تعلوه قبة كبيرة بقطر داخلي بلغ 16.5 متر، وارتفاع 25 متراً وتوفر إضاءة علوية طبيعية مميزة، إضافة إلى مساحتين للتأجير بواقع 40 متراً مربعاً و48 متراً مربعاً لخدمة الفناء، مخصصتين لعلامات تجارية عالمية.

زوار السوق لديهم فرصة لمشاهدة مزاد الأسماك، والذي يقام بطريقته التقليدية التراثية في أجواء معاصرة وحديثة، وذلك في منطقة المزاد التي تمتد على مساحة 480 متراً مربعاً، وتم تصميمها بأرضيات تتناسب مع عملية المزاد، وأنظمة صرف تسهل أنشطته، كما تم تخصيص مدخل من ناحية البحر للتسهيل على الصيادين نقل بضائعهم.

مرافق حديثة

تسير حركة السوق اليومية بسهولة ويسر، وذلك بفضل المرافق الإدارية والتشغيلية التي تسهم في تنفيذ المهام بكفاءة عالية، مثل توفير مناطق للتحميل والتفريغ لكل قسم مع تخصيص مكاتب وغرف للتفتيش على المنتجات لضمان الجودة، وتوفير ثلاجات ومصانع للثلج، ومناطق لتنظيف وغسل المنتجات، ومكاتب لموظفي الشارقة لإدارة الأصول.

وكان من الطبيعي أن يحاط هذا الصرح بعوامل التأمين والأمان اللازمة، لذا يشتمل المبنى على أنظمة إنذار مبكر للحريق وأنظمه حماية عالية الجودة مرتبطة بمركز الدفاع المدني في الشارقة، وغرف لتقديم الإسعافات الأولية وللتحكم وإدارة المبنى بنظام متطور لهذا الغرض، ومكاتب للإدارة في طابق الميزانين.

وتمت مراعاة فئة أصحاب الهمم، بتوفير 4 مواقف سيارات مخصصة لهم وقريبة من المداخل ضمن مساحة كبيرة لمواقف السيارات تتسع ل 500 سيارة، ويخدم السوق شبكة من الطرق والمواقف التي تعمل على تحقيق الانسيابية والسهولة في حركة نقل البضائع وحركة الزوار من وإلى السوق دون التسبب في عرقلة حركة السير.

تحفة معمارية

وفي جولة ل «الخليج» داخل سوق الجبيل، أجمع متسوقون على أن المشروع نُفذ بطراز حديث، وبات تحفة ومعلماً معمارياً وحضارياً لافتاً بالمدينة التي تمضي برؤى «سلطان الخير» إلى إنجاز مشروعها التنموي المستدام.

وأعربوا عن خالص شكرهم لمكارم صاحب السمو حاكم الشارقة المتتالية، والتي أثمرت مشاريع فاقت حد الخيال بمدينة كلباء، مؤكدين أن السوق وفر لهم تجربة تسوق غير مسبوقة بالمرافق الحديثة والمتنوعة بالسوق إلى جانب جمالية منصات العرض.

كما رفعوا أسمى آيات الشكر لصاحب السمو حاكم الشارقة، على هداياه الكبيرة والمستمرة والتي ساهمت في إحداث نهضة عمرانية واقتصادية بالمدينة.

صبيحة سالم الصريدي: «سوق الجبيل منجز معماري مدهش بتصميم لافت، ورمز متميز لمشاريع سلطان التطويرية بالإمارة، موقعه استراتيجي وقريب من جميع المناطق وقريب من البحر، يتوافر على مستويات نظافة خيالة وتنظيم لافت من خلال أقسامه المتعددة والمنفصلة عن بعضها إلى جانب المرافق الخدمية الأخرى، فضلاً عن منتوجاته الغذائية الطازجة وطرق عرضها في منصات مرتبة، وأزياء البائعين المميزة والموحدة والرقابة البلدية اللافتة وأسعار المنتجات المحفزة».

فيما يوضح المواطن عبد الله حسين: «إن مشروع سوق الجبيل دليل حي على سلامة نهج صاحب السمو حاكم الشارقة في مشروعه التطويري، ونرفع الأكف أن يحفظ الله سموه حتى يظل سنداً وذخراً لأهلة وأبنائه.

ويضيف:«السوق منصة فاخرة للتسوق بتنفيذه المعماري ذي الطابع الإسلامي، يدخل البهجة والسرور في نفوس زواره، ويتميز بالنظافة اللافتة والتنظيم الدقيق، وحفاوة الاستقبال، وطرق العرض المحفزة وأسعار المنتوجات الجيدة».

السوق التراثي.. إعادة إحياء قلب المدينة

دشن صاحب السمو حاكم الشارقة السوق التراثي بالتزامن مع افتتاح سوق الجبيل، حيث جاء افتتاح سموه لمشروع سوق كلباء التراثي بمنطقة القلعة على جانبي طريق الشيخ سعيد بن حمد القاسمي، بعد أن أعيد ترميمه وتطوير المنطقة المحيطة به.

ويتكون السوق من محال تجارية متنوعة تخدم القاطنين في مدينة كلباء وزوارها، بإجمالي 104 محال تجارية ورواق تراثي أمام كافة المحال بطول 570 متراً، وأصبح يشكل إضافة مميزة للأنشطة الاقتصادية والترفيهية والاجتماعية والسياحية في كلباء.

وشمل الترميم السوق القديم والبيوت والمسجد القديم، وتخصيص محال تجارية متنوعة كالمطاعم والمقاهي ومحال العطور والملابس، مستهدفاً إعادة إحياء قلب مدينة كلباء مع الحفاظ على العراقة والأصالة والتصاميم والعناصر المعمارية التراثية ومواد البناء التقليدية، لتحاكي النمط المعماري القديم للمنطقة، بهدف المحافظة على التراث وربط الجيل الجديد بماضيهم وتراثهم وتعزيز الترابط الاجتماعي والانتماء.

وتم رفد السوق بعدد من الخدمات والمرافق العامة والصحية مع تطوير البنية التحتية للمنطقة وتعبيد كافة الطرق المحيطة، ويشتمل على 473 موقفاً للسيارات تحيطه من مختلف المواقع والشوارع الأمامية والخلفية، تسهيلاً على الزوار في الوصول لمختلف مناطق التسوق والترفيه.

المصدر: صحيفة الخليج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى