محطات

سارة بروك تناضل من أجل أطفال مالاوي

حوار: سومية سعد

نذرت البريطانية سارة بروك، مؤسسة سباركل لرعاية الأطفال، حياتها للاهتمام بأطفال مالاوي، فكان قلبها بيتاً لهم. والأهم أنها اختارت الإمارات مستقراً لها ومنطلقاً لأنشطة جمعيتها إيماناً منها بأهمية الدور الإنساني الذي تلعبه الإمارات بأفرادها ومؤسساتها.

ومن داخل الدولة، ركزت سارة بروك كل جهودها المهنية والتطوعية لإزاحة الخطر عن أطفال مالاوي، ومحاولة تحسين ظروف عيشهم، والتخفيف من معاناتهم وآلامهم، كما تقول في هذا الحوار.

  • لماذا اختارت المؤسسة التركيز على أطفال مالاوي؟

– ليست مجرد صدفة، في الثامنة عشرة من عمري، قررت التطوع، لكنني بلا فكرة عن كيفية البداية، فاخترت مكاناً عشوائياً على الخريطة، ووقع إصبعي على مدينة مالاوي في إفريقيا. عندما وصلت هناك، كان عليّ أن أخضع لعملية جراحية تكللت بالنجاح وأنقذت حياتي.

وفي تلك اللحظة الصعبة، حيث كان الطبيب يُفضل علاجي على علاج السكان المحليين، كانت هناك أرواح صغيرة تفارق الحياة، فهمت أنني مدينة بحياتي لهذا البلد، وقطعت وعداً بأنني سأحقق تأثيراً إيجابياً على حياة طفل واحد على الأقل هناك، عازمة على تحمل مسؤوليتي، اليوم، بلغت أعمالنا إلى أكثر من 15 ألف حياة، ونطمح إلى تكرار نموذجنا الناجح عبر إفريقيا، بمشاريع مشابهة في دول أخرى. رغم الصعاب، إلا أن الالتزام بالوعد يظل قائماً، وملتزمون بتحقيق تأثير إنساني إيجابي يتجاوز الحدود.

  • أخبرينا عن قيمة المساعدات التي تم تقدميها لهم؟

– تسعى مؤسسة سباركل المحلية إلى خلق مستقبل أكثر إشراقاً للأطفال والمجتمعات في مالاوي من خلال مبادرات في مجالات التعليم والرعاية الصحية والتغذية، ودعم المجتمع، وتعود قيمة الدعم إلى عيادة طبية تستقبل نحو 80 مريضاً يومياً، وهي الوحيدة التي تقدم خدمات مجانية في المنطقة، نقدم التعليم للأطفال من عمر عامين إلى 24، من خلال مراحل الروضة والابتدائية ومدارس ما بعد الظهر، وندير برنامجاً لكرة القدم، ونوفر وجبتين مجانيتين يومياً لهم، وكذلك لدينا مجموعات ندعمها من خلال التمويل الصغير وبدء الأعمال التجارية، وأيضاً لدينا خدمة سيارات الإسعاف، ونقوم ببرامج توعية تدعم 17 قرية عدد سكانها يبلغ 15 ألف شخص، في مجال الصحة النفسية، وفحص سرطان عنق الرحم، وتوفير آبار للمياه النقية، وتطعيم شلل الأطفال، والإرشاد، وغيرها.

  • كم عدد الأطفال الذين تساعدونهم حالياً؟

– نحن نقدم الدعم ل 500 طفل يومياً عبر موقعين في مالاوي.

  • هل تخططون لمساعدة الأطفال في بلدان أخرى؟

– تتجه رؤيتنا نحو هذا الهدف، ونستعد لافتتاح مواقعنا الثالثة والرابعة، خلال عام 2024، ومن ثم نخطط لتوسيع نطاق هذا النجاح في بلد آخر في إفريقيا. وعندما يحقق المشروع مكانته الراسخة ونصل إلى هدفنا، ونطمح بتفاؤل إلى أن يكون نموذج «سباركل» المعتمد كإطار قياسي للجمعيات الخيرية الأساسية في أنحاء إفريقيا، هدفنا تحقيق تأثير إيجابي يتسع ليمتد على نطاق القارة، حتى يصبح نموذج «سباركل» المعيار الذهبي للأعمال الخيرية في القارة.

  • ما مشاعرك أثناء مشاركتك في هذا العمل الإنساني؟

– أعتقد أن الجميع هنا في الإمارات يرغب في إحداث فرق إيجابي، سباركل، كجمعية خيرية مسجلة في الإمارات، تعطي الجميع الفرصة لتحويل هذه الرغبة إلى واقع، إذ يبلغ عمر أصغر متطوع لدينا أربع سنوات، وأكبرهم 83 عاماً، ونحن نهدف إلى خلق حركة من صناع التغيير الذين سيساهمون في جعل هذا العالم مكاناً أفضل، وأشعر بامتنان لتمكيني من قيادة هذا الفريق الملتزم بجعل العالم أفضل، ونهدف إلى التأثير في حياة 100 ألف شخص.

المصدر: صحيفة الخليج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى