أخبارأخبار الإمارات

تأخير الكتب في مدارس خاصة.. «قصور» يدفع الطلبة ثمنه

  • أولياء أمور: سددنا الرسوم لكن المدارس لم تلتزم
  • طلبة: نعاني صعوبة في التعلم بدون الكتب
  • تربويون: الجهات المسؤولة مطالبة بالتدخل

تحقيق: محمد إبراهيم

على الرغم من انقضاء 40 يوماً من العام الدراسي الجاري (2023-2024)، مازال هناك طلبة في بعض المدارس الخاصة يعانون عدم استلامهم للكتب الدراسية التي تأخرت لسيناريوهات غير مقنعة، فضلًا عن عدم توفر الزي المدرسي، برغم أن إدارات المدارس أجبرت الآباء على سداد رسوم الكتب والزي في بداية العام، مما أدى إلى عزوف معظم الطلبة عن الدراسة، خصوصاً وأن عدم حصولهم على الكتب الدراسية يشكل عائقاً كبيراً في التحصيل الدراسي، كما أن عدم توفر الزي المدرسي يضعهم في مظهر غير مألوف بين زملائهم ممن يرتدوا الزي الرسمي.

«الخليج» تناقش مع ميدان التعليم الخاص، أبعاد إشكالية عدم توفر الكتب والزي، ودور الجهات المعنية في إلزام المدارس بالتعامل بجدية في تلك الإشكالية.

أكد أولياء أمور، أن تأخير الكتب الدراسية وعدم توفر الزي «قصور» في مدارس أبنائهم يدفع ثمنه الطلبة، وعلى الجهات المسؤولة عن التعليم الخاص التدخل السريع وإلزام الإدارات بمعالجة الأمر، لاسيما أن الإدارات فرضت على الإباء سداد الرسوم كاملة شريطة التحاق الأبناء بالدراسة.

فيما يرى عدد من التربويين أن الإشكالية تكمن في عدم التزام بعض الإدارات المدرسية في سداد تكاليف طباعة الكتب، وبالتالي لم يتمكنوا من استلامها، فضلًا عن عدم التزامهم في سداد تكلفة الزي إلى المورد الذي حجز بدوره الكميات المتفق عليها مع المدرسة، ويدفع الثمن الطلبة وأولياء الأمور.

شواهد من الميدان

في شواهد رصدتها «الخليج»، تبين أن هناك مدارس خاصة التزمت إلى حد كبير بتوفير الكتب الدراسية، لاسيما الخاصة بمواد اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية والاجتماعيات، للطلبة في مختلف حلقات التعليم في مدارس المنهاج الوزاري والمناهج الأخرى.

في المقابل هناك بعض المدارس عجزت عن توفير الكتب الدراسية لأسباب متعددة أبرزها تأخر الطباعة وتقاعس شركات التوصيل المعنية بتوزيع الكتب، مما أدى إلى عدم قدرة الطلبة من الحصول على الكتب بعد مرور أكثر من شهر على الدراسة، وتزامنت مع إشكالية نقص الكتب، عدم توفر الزي المدرسي، إذ تعاقدت إدارات مدرسية مع مصانع ومحال مختلفة ولكنها لم تلتزم بالسداد، فلم تلتزم الأخيرة بتوفير الزي الخاص بالطلبة.

والمشكلة الأهم أن بعض الهيئات المسؤولة عن إدارة التعليم الخاص ربطت رسوم الكتب والزي بالرسوم الدراسية، مما فرض على أولياء الأمور سداد الرسوم بأنواعها «الدراسية والكتب والزي» لضمان التحاق أبنائهم بالدراسة هذا العام.

معاناة الطلبة

عبّر عدد من الطلبة من مختلف حلقات التعليم، عن معاناتهم بسبب عدم استلام الكتب المدرسية على الرغم من مرور أكثر من شهر على بداية العام الدراسي، حيث شكا الطلبة من صعوبة التعلم دون وجود الكتب المدرسية، مما أثر في تحصيلهم الدراسي.

وقالت الطالبات سمية علي وسهام عبد الله وعلياء محمد: «لقد مضى أكثر من شهر على بداية العام الدراسي، ولم نستلم الكتب المدرسية حتى الآن، مما يصعب علينا متابعة الدروس والفهم جيداً».

وأكد الطلبة حسين مراد وحمدان حمد ومناع عبد الله، معاناتهم منذ بداية العام بسبب نقص الكتب وعدم قدرتهم على استلامها حتى الآن على الرغم من سداد رسومها، بالإضافة إلى الزي المدرسي الذي كان متوفراً لفئات ولم توجد القياسات لفئات أخرى، موضحين أنهم في غاية الاستياء بسبب الوعود غير الصادقة من إدارات مدارسهم، أسبوع تلو الآخر بلا فائدة، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لتمكينهم من الحصول على الكتب الدراسية، لاسيما أن مدارسهم منعتهم من الاستعانة بكتب العام المنصرف.

وأفادوا بأن عدم استلام الكتب المدرسية، تسبب في صعوبة التعلم، وعدم القدرة على فهم الدروس بشكل جيد، وتراجع التحصيل الدراسي، وتسبب ذلك في عزوف بعضهم عن الذهاب إلى المدرسة.مشاكل ومعوقات

على الرغم من مرور أكثر من شهر على العام الدراسي الجاري، إلا أن ميدان التعليم الخاص مازال يعج بالمشاكل التي تعوق تقدم الطلبة دراسياً ومعنوياً، وفقًا لما أكده بعض أولياء الأمور، حيث أكد كل من سماح علي وولاء عبد الله وحسام المعني وصديق عامر ومها منير، أن أبرز الإشكاليات الراهنة، تلك التي ترتبط بعدم قدرة أبنائنا من الحصول على الكتب الدراسية، وعدم توفر الزي المدرسي، على الرغم من إجبار إدارات المدارس بسداد رسومها عند بدء الدراسة.

وقالوا إن عدم توفر الزي دفع بالأبناء إلى العزوف عن الدراسة لشعورهم بالاختلاف مقارنة بزملائهم؛ فالجميع يلتزم الزي المدرسي وهم يمثلون قاعدة شاذه بينهم، كما أن عدم استلام الأبناء للكتب حتى الآن أمر غير مقبول، والمسؤولية تتحملها الجهات المسؤولة عن الإشراف على المدارس الخاصة قبل الإدارات ذاتها، لاسيما أنها صاحبة قرار ربط الزي والكتب بالرسوم الدراسية، ولتضمن حقوق المدارس ولم تمنح أولياء الأمور والطلبة أية ضمانات بتوفير تلك الخدمات المدفوعة مقدماً.

وأكدوا اعتراضهم على تأخير الكتب المدرسية والزي المدرسي لهذا العام الدراسي، لأن هذا التأخير يؤثر سلباً في العملية التعليمية، حيث يحرم أبناءنا من الاستفادة من المناهج الدراسية والمواد التعليمية بشكل كامل، واضطر الآباء إلى شراء الكتب المدرسية والزي المدرسي من السوق بأسعار مرتفعة، مطالب ين بالتدخل الفوري لحل هذه المشكلة، وضمان حصول أبنائنا على الكتب المدرسية والزي المدرسي في أقرب وقت ممكن.

تحفظات ووعود

التقت «الخليج» عدداً من مديري المدارس التي يعاني طلابها إشكالية عدم استلام الكتب الدراسية، وعدم توفر الزي المدرسي، إذ أكد «م.ع – س.ص – ر.م – ق.ك»، أن هذه المشكلة تشكل معاناة متجددة ليس للطلبة وأولياء الأمور فحسب، بل للإدارات المدرسية أيضاً، موضحين أن الأسباب في وجودها تكمن في عدم التزام بمواعيد طباعة وتوزيع الكتب على الرغم من تحديد الأعداد وسداد التكلفة الكلية لهم قبل بداية العام الدراسي، وهناك تواصل دائم مع المعنيين بهذا الشأن لحل المشكلة في أقرب وقت.

أما بالنسبة للزي المدرسي، أوضحوا أن هناك عقوداً تربطهم بمصانع ومحال، لتوفير الزي للطلبة في جميع مراحل التعليم ولكن الاختلاف دائماً يأتي في توفير القياسات التي شكلت معضلة لبعض الطلبة، مما أضطر المصنع لأخذ القياسات لإنتاج الزي المناسب بعض الفئات الطلابية.

ولم توضح تصريحاتهم أي إجابات أو رد على الآراء التي تؤكد عدم سداد تكاليف الكتب كاملة، مما جعل المعنيين بالطباعة والتوزيع يتقاعسون في تسليم الكتب، وتحفظوا على الإجابة عن سؤال حول مدى مطابقة الأعداد المقدمة لمصانع الملابس ومطابع الكتب بالأعداد الفعلية للطلبة في المدرسة هذا العام، ولم يقدموا ما يفيد أن هناك متابعة ومسألة من الجهات المعنية حول هذه الإشكالية.

تنسيق مسبق

في وقفة مع فريق آخر من مديري المدارس، أكد كل من الدكتور فارس الجبور ومني سالم وحميدان ماضي، أن الزي المدرسي كان متوفراً منذ الأسبوع الأول من الدراسة وتمكن الطلبة من الحصول عليه بكل سهولة ويسر، إذ تم التنسيق المسبق مع الموردين قبل بداية العام الدراسي وبأعداد كافية، مما أسهم في عدم وجود أي مشاكل في الزي المدرسي لجميع الطلبة في مختلف الحلقات.

وفيما يخص الكتب الدراسية، أفادوا بأنها تأخرت العشرة أيام الأولى من العام الدراسي وبعدها استلمتها المدارس على دفعات لجميع الطلبة، ولا يوجد أحد من المتعلمين في أي صف من دون كتب، موضحين أن كل مدرسة تقدم على احتياجاتها في طلب الكتب والصفوف المستهدفة، لتحصل بعدها على موعد تقريبي للتسليم بعد سداد كافة التكاليف المطلوبة.

وأكدوا أن النقص في الكتب وعدم توفير الزي المدرسي في بعض المدارس، هو قصور كبير من الإدارات يدفع ثمنه الطلبة وأولياء الأمور، وتسبب في وجود مشكلة حقيقية لاسيما الخاصة بالكتب الدراسية، التي يعتمد عليها الطلبة في استقطاب معارفهم وعلومهم وتفاعلهم مع المعلمين داخل الصف والامتحانات بأنواعها على مدار الفصل الدراسي الأول، والجهات المسؤولة مطالبة بالتدخل وإلزام المدارس بالمعالجة.

إجراءات أخرى

أكد عدد من التربويين أن أولياء الأمور يمكنهم اتخاذ إجراءات مختلفة لمعالجة مشكلة تأخير الكتب والزي المدرسي، أبرزها التواصل مع إدارة المدرسة مباشرة لطلب توضيح حول أسباب التأخير بشكل رسمي، ثم تقديم شكوى إلى الجهات المسؤولة، وأوضحوا أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدخل المعنيين لضمان حصول الطلبة على الكتب والزي المدرسي في الوقت المناسب.

المصدر: صحيفة الخليج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى