ضغوط أمريكية لإبرام صفقة الهدنة والرهائن في غزة
أعلن البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، أن الرئيس جو بايدن يرى أن اتفاق وقف إطلاق النار المطروح على الطاولة هو أفضل فرصة لإخراج الرهائن من غزة وإنهاء الأعمال القتالية، مشيراً إلى أنه سيواصل العمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنجاز المقترح المطروح، في وقت تسلمت حركة حماس من قطر المقترح الإسرائيلي، وأكدت الحاجة إلى وضوح الموقف الإسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار الدائم، فيما ألمح بايدن في مقابلة مع مجلة تايم إلى أن نتنياهو يطيل أمد حرب غزة لإنقاذ نفسه سياسياً، وبينما أكدت مفوضية حقوق الإنسان دعمها لمقترحات بايدن، دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مجدداً حركة حماس إلى قبول خطة وقف إطلاق النار.
ذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع نتنياهو لإنجاز المقترح، الذي لم ترد حركة حماس عليه بعد. وقررت واشنطن إيفاد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز للشرق الأوسط، للمساعدة في إنجاز اتفاق للرهائن وهدنة في غزة. وحسب موقع «والا» الإسرائيلي توجه بيرنز أمس الثلاثاء إلى العاصمة القطرية الدوحة، ومن المنتظر أن يصل ماكغورك اليوم الأربعاء إلى القاهرة. وقال القيادي في «حماس» أسامة حمدان إن الحركة لا يمكنها الموافقة على اتفاق لا يضمن موقفاً إسرائيلياً واضحاً بشأن وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل من غزة. وأوضح في مؤتمر صحفي في بيروت «دون موقف واضح من إسرائيل بالاستعداد لوقف دائم للحرب والانسحاب من غزة فإنه لن يكون هناك اتفاق».
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قال إن الجانب القطري تسلم مقترحاً إسرائيلياً يعكس مبادئ اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة كما ذكرها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونقلها لحركة حماس. وأكد الأنصاري، في مؤتمر صحفي أمس، أن المقترح يتضمن الآن مواقف للجانبين أقرب من السابق، وأن هناك جهوداً لوضع اللمسات الأخيرة للوصول إلى اتفاق.
وأضاف أن الاتصالات لم تتوقف مع كل الأطراف المعنية بالأزمة في غزة. لكن المتحدث باسم الخارجية القطرية أكد أيضاً أنها تنتظر «موقفاً واضحاً» من إسرائيل حيال مقترح الهدنة في غزة الذي أعلنه بايدن الأسبوع الماضي. وأضاف «لقد قرأنا وشاهدنا التصريحات المتناقضة الصادرة عن الوزراء الإسرائيليين، وهو ما لا يعطينا ثقة كبيرة بوجود موقف موحّد في إسرائيل تجاه هذا المقترح الحالي المطروح على الطاولة». وحتى أمس الثلاثاء، لم يعلن نتنياهو رسمياً موافقته على العرض الذي قال الرئيس الأمريكي إنه بالأصل «عرض إسرائيلي».
وكانت الولايات المتحدة أعلنت الاثنين عن توزيع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعم مقترحاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة كشف عنه الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي، وحضت «حماس» على الموافقة على الاتفاق المقترح. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن «العديد من القادة والحكومات، بما في ذلك في المنطقة، أيدوا هذه الخطة».
من جهة أخرى، وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقاداً لبنيامين نتنياهو في مقابلة مع مجلة تايم نشرت، أمس الثلاثاء، معتبراً أن هناك «كافة الأسباب» للاستنتاج بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يطيل أمد حرب غزة لإنقاذ نفسه سياسياً. وأضاف بايدن أن «خلافاً كبيراً» حصل مع نتنياهو بشأن مستقبل غزة بعد الحرب، وأن إسرائيل مارست سلوكاً «غير لائق» خلال الحرب. وأقر بايدن بأن الخلاف مع نتنياهو، الذي توترت العلاقات معه إثر ارتفاع أعداد القتلى في غزة، يتعلق خصوصاً بضرورة إقامة دولة فلسطينية.
ومن جهته، دعا ماكرون حركة حماس إلى قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي طرحه نظيره الأمريكي جو بايدن على الطاولة، بحسب قصر الإليزيه. وقال في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي «يجب في النهاية إعادة الرهائن وبينهم مواطنان فرنسيان إلى عائلاتهم. ويجب إنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة». وأضاف «على السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها وتعزيزها أن تتولى إدارة غزة التي يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية».
وفي السياق ذاته، أعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، أنه يدعم خطة وقف إطلاق النار الأمريكية المقترحة لتسوية الحرب في غزة، ووصف الوضع في القطاع بأنه «هش تماماً». وقال تورك أيضاً إن القواعد والمعايير المتعلقة بإدارة الحرب «تُنتهك بوحشية» مضيفاً أنه «لا أمان داخل غزة وهو وضع مأساوي للغاية».
إلى ذلك، نفى مكتب نتنياهو، أمس الثلاثاء، ما ورد في تقارير إعلامية أمريكية عن اعتزامه إلقاء كلمة أمام الكونغرس الأمريكي في 13 حزيران/يونيو، وسط تصاعد الضغوط عليه للموافقة على وقف لإطلاق النار في غزة.
(وكالات)