
«رغم تراجع أغلبيته».. مودي يحتفل بفوزه في الانتخابات الهندية
نيودلهي- أ.ف.ب
أعلن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، فوز حزبه، وحلفائه، في الانتخابات، الثلاثاء، غير أن المعارضة قالت: إن الناخبين وجهوا رسالة واضحة بعد خسارة حزبه الأغلبية البرلمانية للمرة الأولى منذ عقد.
ولطالما توقّع المراقبون والاستطلاعات أن يحقق مودي فوزاً ساحقاً. لكن حزب «بهاراتيا جاناتا» فشل في ضمان أغلبية مطلقة بمفرده، وفق الأرقام الصادرة عن مفوضية الانتخابات، ما يعني أنه سيضطر للاعتماد على شركائه.
وكتب مودي على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي بشأن ائتلافه: «وضع الشعب ثقته بالتحالف الوطني الديمقراطي للمرة الثالثة على التوالي». وأضاف: «سنواصل العمل الجيد الذي قمنا به في العقد الماضي لنستمر في تحقيق تطلعات الشعب».
الرد الصحيح
ويتوقع أن يضاعف حزب المؤتمر المعارض الرئيسي تقريباً، عدد مقاعده في البرلمان، في تحوّل لافت، مدفوع إلى حد كبير بالاتفاقات الرامية لتقديم مرشحين بشكل منفرد في مواجهة «بهاراتيا جاناتا».
وقال زعيم حزب المؤتمر، راهول غاندي، إن «البلاد قالت لناريندرا مودي لا نريدك»، مضيفاً: «كنت على ثقة بأن شعب هذا البلد سيعطي الرد الصحيح».
ومع فرز أكثر من 99 في المئة من الأصوات، بلغت حصة «بهاراتيا جاناتا» من الأصوات 36,7 في المئة، وهي نسبة أقل بقليل من تلك المسجلة في آخر انتخابات عام 2019.
وأعيد انتخاب مودي عن دائرته الانتخابية التي تمثل مدينة فاراناسي المقدسة لدى الهندوس بفارق 152300 صوت مقارنة بنحو نصف مليون صوت قبل خمس سنوات. وأظهرت أرقام مفوضية الانتخابات أن «بهاراتيا جاناتا» وحلفاءه، احتلوا الصدارة مع فوزهم بـ291 مقعداً على الأقل، من مجموع المقاعد البالغ 543، ما يكفي للحصول على أغلبية برلمانية.
لكن «بهاراتيا جاناتا» نفسه لم يحصل إلا على 239 مقعداً، مقارنة مع 303 مقاعد فاز فيها قبل خمس سنوات، بينما فاز حزب المؤتمر بـ99 مقعداً مقارنة مع 52 في الانتخابات الماضية.
ومن بين النواب المستقلين المنتخَبين، اثنان يمضيان عقوبة في السجن هما الداعية الانفصالي من السيخ أمريتبال سينغ، المثير للجدل، والشيخ عبد الرشيد، وهو من الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير، والذي أوقف بتهمة «تمويل الإرهاب»، وغسل الأموال في 2019.
«هزيمة معنوية»
وبدأت الاحتفالات في مقر حزب «بهاراتيا جاناتا» قبل الإعلان الكامل عن النتائج.
كذلك، سادت أجواء احتفالية أيضاً في مقر حزب المؤتمر في نيودلهي.
وقال النائب في الكونغرس راجيف شوكلا للصحفيين، إن «بهاراتيا جاناتا فشل بالفوز بأغلبية كبيرة وحده.. إنها هزيمة معنوية بالنسبة إليهم».
وتراجعت الأسهم إثر التوقعات بأن تعرقل الأغلبية الأقل قدرة «بهاراتيا جاناتا» على المضي قدماً في تنفيذ إصلاحات.
وتراجعت الأسهم في الوحدة الرئيسية المدرجة في البورصة من «أداني انتربرايزس» المملوكة لغواتام أداني، حليف مودي الرئيسي، بنسبة 25 في المئة، قبل أن تتعافى قليلاً.
وواجه معارضو مودي صعوبة في التصدي لحملة حزبه الضخمة، إذ تضعفهم الخلافات الداخلية، إلى جانب القضايا الجنائية.
والأحد، عاد رئيس وزراء العاصمة نيودلهي، أرفيند كيجريوال، وهو قيادي بارز في تحالف تم تشكيله لمنافسة مودي، إلى السجن.
واعتُقل كيجريوال (55 عاماً) في آذار/ مارس، بعد تحقيق فساد استمر مدة طويلة، لكن أطلق سراحه لاحقاً وسمح له بمواصلة حملته شرط عودته إلى السجن فور انتهاء التصويت.
وقال كيجريوال قبل تسليم نفسه: «عندما تصبح السلطة ديكتاتورية، يصبح السجن مسؤولية»، متعهّداً مواصلة «الكفاح» من خلف القضبان.