أخبارأخبار الإمارات

الإمارات ضمن قائمة الـ 20 في مؤشر «تشاندلر» للحكومات الرشيدة

دبي: «الخليج»

جاءت دولة الإمارات كأول دولة شرق أوسطية تفوز بترتيب ضمن أفضل 20 حكومة على مستوى العالم، حيث يمثل عام 2023 علامة فارقة بالنسبة للدولة في مؤشر تشاندلر للحكومات الرشيدة. ومن خلال اقتحامها المراكز العشرين الأولى، فقد حققت الإمارات قفزة مذهلة، حيث صعدت أربعة مراكز عن موقعها في عام 2022.

نشر معهد تشاندلر للحوكمة، أمس الأربعاء، تقريره السنوي الثالث لمؤشر تشاندلر للحكومات الرشيدة (CGGI) وتصنيفاته للدول. وبالاعتماد على بيانات من 35 مؤشراً عبر سبع ركائز للحوكمة، يوفر المؤشر لهذا العام لمحة عن القدرات الحكومية في 104 دول (مغطياً 90% من سكان العالم)، ويعمل كأداة تحليلية شاملة لتحسن الأداء الحكومي من خلال بيانات واضحة وقابلة للتطبيق.

 ويشير التقرير إلى أن صعود الإمارات ضمن أفضل 20 حكومة يرجع، إلى حد كبير، إلى الأداء القوي في ركيزتين من الركائز التي يتكون منها المؤشر، حيث حلت في المرتبة الثانية عالمياً في القيادة والاستبصار، وفي الثالثة عالمياً في الإشراف المالي. وبانتظار الشروع في تنفيذ خطتها الوطنية التي تبلغ مدتها 50 عاماً، وهي مئوية الإمارات 2071، يتضمن تقرير مؤشر تشاندلر للحكومات الرشيدة لهذا العام محادثة مع المهندس محمد بن طليعة، رئيس الخدمات الحكومية، يتحدث خلالها عن تركيز دولة الإمارات على التميز في الخدمة.

خدمات عامة

خصم يصل إلى 50% | عروض التصفية من أمازون

واحتلت الإمارات المرتبة الأولى بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينما جاءت كل من إسرائيل والمغرب بالمرتبتين الثانية والثالثة، على التوالي، من بين دول الشرق الأوسط العشر المدرجة في المؤشر. 

 ويستكشف تقرير هذا العام سبب كون الحوكمة الرشيدة أكثر أهمية اليوم، في الوقت الذي تتجاوز فيه الحكومات «أزمات متعددة». فهو يبحث بعمق في رحلة دولة الإمارات لإنشاء خدمات عامة عالمية المستوى. وتتجلى قدرة الخدمة العامة في الإمارات على الأداء في مؤشر الرضا عن الخدمات العامة ضمن المؤشر، حيث تحتل المرتبة الخامسة عالمياً، والأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما تحتل الإمارات المرتبة الثانية عالمياً في القدرة على التكيف والتنفيذ، والمرتبة الثالثة في مؤشرات التنسيق والابتكار وتحديد الأولويات الاستراتيجية، وكلها قدرات أساسية للحكومات لتحقيق نتائج وطنية جيدة في هذه الأوقات المضطربة.

تعزيز القدرات

 وقال المهندس محمد بن طليعة، رئيس الخدمات الحكومية في دولة الإمارات، في محادثة مع تشاندلر للحوكمة، حول كيف أن تنمية القدرات  تلعب دوراً رئيسياً في استراتيجية الحوكمة في دولة الإمارات: «الإمارات العربية المتحدة بلد المستقبل، ويجب أن تكون مواهبنا دائماً مستعدة للمستقبل. إذ يعتبر الاستثمار في رأسمالنا البشري وتعزيز القدرات الحكومية بمهارات تصلح للمستقبل ركيزة أساسية لاستراتيجية خدماتنا الحكومية. وتعمل حكومة الإمارات العربية المتحدة باستمرار على تطوير كفاءات القوى العاملة الموهوبة في حكومتها الاتحادية، وتزويد تلك القوى بالمهارات والمعرفة اللازمة لتشكيل المستقبل الذي نتصوره لبلدنا. كما أن الحكومة تعمل على خلق أفضل بيئة عمل ممكنة للقوى العاملة لتعزيز الكفاءة والإنتاجية. ولدعم هذه الأهداف، جرى تنفيذ عدة مبادرات مؤثرة على مدى السنوات القليلة الماضية».

الدول العشر الأولى

في سياق عالمي مملوء بالتحديات، أبرزت تصنيفات مؤشر CGGI لعام 2023 بعض الحركات المهمة التي تعزز الاتجاهات العالمية الناشئة. 

وكان من اللافت للنظر أن سنغافورة برزت كأقوى أداء في التصنيف العالمي، متغلبة بذلك على فنلندا التي كانت تحتل المرتبة الأولى لمدة عامين متتاليين، في المؤشر، وتخطت سويسرا في هذه العملية. 

 وبعد سنغافورة، تهيمن دول شمال أوروبا على قمة المؤشر مع احتلال نيوزيلندا المركز الأخير في المراكز العشرة الأولى. 

ومن بين التغيرات الأخرى الجديرة بالملاحظة في تصنيفات هذا العام هو صعود كل من الولايات المتحدة (بزيادة أربعة مراكز إلى المرتبة 14)؛ والإمارات العربية المتحدة (بزيادة أربع مراتب إلى المركز العشرين)؛ وفيتنام (بزيادة سبعة مراكز إلى المرتبة 49).

 منهجية المؤشر

 يقول وو دي نينغ المدير التنفيذي لمعهد تشاندلر للحوكمة: «لقد صممنا مؤشر شاندلر للحكومات الرشيدة لإلهام وتنوير القادة الوطنيين حول العالم في سعينا المشترك الى تقديم حكومات أفضل، ومعها، نتائج أفضل للمواطنين والشركات. تركز منهجية المؤشر لدينا على القدرات والمهارات التكنوقراطية، بدلاً من الأيديولوجيات السياسية.

 نريد أن يكون مؤشر CGGI أداة عملية لدعم الحوكمة الأكثر فعالية وتقديم الخدمات العامة في جميع البلدان، بغض النظر عن نظام الحكومة أو مستوى الدخل. وإنه لمن المشجع أن نرى حركة إيجابية في التصنيف بين البلدان ذات الدخل المتوسط وعدد من البلدان في آسيا. وفي هذا السياق، يمكن لمؤشر (CGGI) أن يدعم حواراً شاملاً عالمياً حول ماهية الحوكمة الرشيدة وكيفية تحقيقها، مع مجموعة من وجهات النظر من مختلف أنحاء العالم. وتأتي مثل هذه المحادثات في الوقت المناسب في هذا المنعطف الحرج».

القيادة الخلاقة

 وقال كريستيان باسون، الرئيس التنفيذي لمركز التصميم الدنماركي وعضو اللجنة الاستشارية العالمية لمؤشر CGGI: «واحدة من أكثر النتائج المدهشة التي توصل إليها مؤشر CGGI لهذا العام هي الدور الرئيسي الدائم للقيادة الأخلاقية، الذي يشير إلى مسؤولية مختلف صانعي القرار العام عن التمسك بمعايير عالية من النزاهة والتعاطف مع المواطنين والمجتمعات التي يعملون من أجلها. ويتعلق الأمر في النهاية بما إذا كنت تخدم نفسك، أو تخدم الأشخاص الذين منحوك السلطة. ومع ذلك، ينبغي أيضاً النظر إلى القيادة الأخلاقية في السياق الأوسع للقيادة والاستبصار. وربما يكون الأهم في وقت الأزمات المتعددة، هي القدرة على تعزيز رؤى جديدة بشكل تعاوني لما يبدو عليه المجتمع الرشيد. وفي نهاية المطاف، إذا كنت تستطيع تخيله، إذن يمكنك تصميمه».

مؤشر تشاندلر

 يقيس هذا المؤشر قدرات الحوكمة وفعالية القطاع العام في 104 دول، ما يقرب من 90٪ من سكان العالم. وتم تطوير إطار عمل مؤشر تشاندلر للحكومات الرشيدة من خلال بحث مكثف، بالاعتماد على مقابلات مع ممارسين وخبراء حول القدرات والخصائص الأكثر أهمية بالنسبة للحكومة لأداء جيد، وتقديم نتائج جيدة للمواطنين والشركات. وتتكون المؤشرات ال35 من أكثر من 50 مقياساً، منها 40٪ تقريباً عبارة عن مصادر بيانات كمية. والأهم من ذلك، أن مؤشر تشاندلر مبني مع نظرة عالمية غير حزبية وغير أيديولوجية، وتركز على العوامل التشغيلية، وقدرات التخطيط، والاستشراف الاستراتيجي، ونتائج الحوكمة. وهذا يجعل نتائج المؤشر أكثر صلة بمجموعة واسعة من البلدان، بغض النظر عن مستوى دخلها ونظامها السياسي وثقافتها.

المصدر: صحيفة الخليج

amazon.ae

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى