يوم الشهيد يوم وفاء وعرفان لبطولات سيخلّدها التاريخ
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن بنيان دولة الإمارات تأسس على ثوابت وطنية راسخة وقِيَم نبيلة تأصّلت في نفوس أبنائها، وتوارثتها الأجيال، ومن أهمها قيم الوفاء والعطاء والتفاني في خدمة الوطن والتباري في رفعة شأنه، وبذل الغالي والنفيس في سبيل حفظ أمنه وإعلاء شأن أهله بين الأمم والشعوب، وهي ذاتها القيم التي حفظت على الدولة صلابة اتحادها ورسوخ القواعد التي قامت عليها، مؤكدة قدرتها على تجاوز مختلف التحديات، فيما تتجلى تلك القيم في العديد من المناسبات، ومنها «يوم الشهيد» بما تجسده هذه المناسبة في كل عام، من قيمة ترقى بأصحابها إلى أعلى المراتب، وهي قيمة الفداء في سبيل الوطن، والتضحية بالروح ليبقى عزيزاً أبياً شامخاً.
وأوضح سمو ولي عهد دبي، أنه في الوقت الذي تواصل فيه دولة الإمارات – بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حُكّام الإمارات – مسيرة النماء والبناء والتطوير، واضعة المستقبل المزدهر والريادة فيه هدفاً تتضافر في تحقيقه الجهود، تبقى تضحيات شهداء الوطن الأبرار ماثلة أمام أبناء الإمارات، تشدّ من أزرهم وتحفّزهم على مزيد من العمل والبذل والعطاء، للانتقال بهذه الدولة الفتية من نجاحات إلى نجاحات أكبر، ومن إنجازات إلى إنجازات أهم وأشمل، تتقدّم بها إلى الأمام دائماً، ضمن مختلف مؤشرات التنافسية العالمية.
وقال سموه: «يوم الشهيد هو يوم وفاء وعرفان لبطولات سيخلّدها التاريخ رمزاً لعزة الإمارات وكرامتها. لقد سطر شهداؤنا الأبرار بدمائهم الزكية أروع قصص البطولة في ميادين الفداء التي خاضوها، متسلحين بقوة انتمائهم للوطن ورسوخ ولائهم لقيادته، وصلابة وحدتهم والتفافهم حول رايتهم، متقدمين الصفوف للذود عن الحق وإعلاء كلمته».
وأضاف سمو ولي عهد دبي: «ستظل بطولات وتضحيات شهدائنا الأبرار محفوظة في ذاكرة الوطن، وستبقى تيجان عز وكرامة تُكلّل هامات الرجال، رمزاً لشموخ الإمارات وصلابة عزيمة أبنائها، وصدق إصرارهم على صون مقدرات وطنهم وحماية مكتسباته، حتى وإن كان الثمن هو التضحية بالروح كي تبقى الإمارات قوية منيعة في مواجهة أعتى التحديات، ولتبقى رايتها ترفرف عالياً عنواناً لرفعتها في كل وقت وحين».
ودعا سموه شباب الإمارات إلى أن يتوقفوا أمام قصص البطولة التي كتب فصولها رجال أشداء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وجعلوا ضمان أمن الوطن وسلامة أراضيه واستقرار شعبه وحماية مصالحه، غاية تتضاءل أمامها التضحيات مهما كان حجمها، للتدبُّر في ما تحمله تلك البطولات من دروس وعِبَر للأجيال الجديدة، تُلهمهم وتحفزهم وتقود خطاهم على دروب العطاء، وتحثّهم على مضاعفة العمل لتحقيق مزيد من الإنجازات التي تترسخ معها – يوماً بعد يوم – المكانة الرفيعة لدولة الإمارات على الصعيد العالمي، ولتوطيد دعائم مستقبل وطن قوي مزدهر يُعلي مبادئ الحق والعدل والسلام.
وفي يوم الكرامة، وجّه سمو ولي عهد دبي تحية اعتزاز وتقدير لأبطال القوات المسلحة الإماراتية البواسل، معرباً عن كامل تقديره لما يقومون به من أدوار يؤدونها بكل شرف وأمانة، لتعكس نهج الإمارات الذي سارت عليه منذ تأسيسها، وهو النهج الداعي إلى السلام والمساعدة على نشر أسبابه وإقرار أسسه ومقوماته في ربوع الأرض، لما تقدّمه القوات المسلحة من نموذج مشرّف في مجال دعم العمل الإنساني العالمي، تأكيداً لالتزام الإمارات الراسخ بالمبادرة إلى مدّ يد العون لكل محتاج وفي كل الأوقات.
كما وجّه سموه تحية إجلال وتقدير لأمهات وذوي شهداء الوطن الأبرار، لما قدّموه من أروع آيات الانتماء للوطن والثبات والفخر بتضحيات أبنائهم وذويهم في سبيل رفعة الوطن، وصون مقدّراته وتأكيد سيادته، لتظل رايته عالية خفّاقة في سماء المجد والكرامة.