محطات

مشروبات رمضان.. مذاق متوارث بطرق جديدة

تحقيق: مها عادل

مشروبات رمضان من أهم عناصر المائدة طوال الشهر الكريم، فهي المكون الأساسي الذي يستهل به الصائمون إفطارهم، ويعتبر إعداد هذه المشروبات بشكل يومي من أهم الطقوس التي يشارك بها جميع أفراد الأسرة، حيث يهتم الجميع أن ترضي قائمة المشروبات اختلاف الأذواق بين كل أفراد الأسرة، وتمتد قائمة المشروبات بين العرقسوس والتمر هندي والكركديه وقمر الدين والخروب وغيرها، ولكن هل لا تزال هذه المشروبات التقليدية والمتوارثة ترضي كل الأذواق أم يتم تقديمها أحياناً مع بعض التعديلات؟. في السطور التالية سنتعرف على الطرق الجديدة التي يتم بها إعداد مشروبات رمضان التقليدية.

تقول سحر علي، موظفة بدبي: قررت إعداد مائدتنا الرمضانية بشكل مختلف عن كل عام، فقد كانت دائماً تتميز بالكثير من الأكلات الدسمة الثقيلة التي كانت تتسبب لنا بزيادة كبيرة في الوزن إلى جانب الحلويات الأساسية برمضان من كنافة وبسبوسة وقطايف وغيرها الكثير من الحلويات التي تزيد من تفاقم المشكلات الصحية لي ولبعض أفراد العائلة بسبب الإقبال عليها بنهم بعد الإفطار، حيث لا يستطيع أحد مهما حاولنا ضبط النفس أن يمنع نفسه من الإسراف أحياناً في تناول هذه الأطعمة الشهية والحلويات اللذيذة والمشروبات المحلاة، ولذلك اتفقت مع أسرتي على اتباع حمية رمضانية حيث إنه يعتبر الفترة الوحيدة في العام التي نتشارك فيها مائدة الطعام، وأعددت قائمة تتضمن مجموعة أكلات صحية واستعنت بمواقع الإنترنت المتخصصة في وضع هذه القوائم التي تتميز بأنها يتم إعدادها بأساليب صحية وخفيفة، وهذا ما اتبعته أيضاً في إعداد المشروبات الرمضانية، وكانت المشكلة أن هذه المشروبات تكون أحياناً مصدراً لكميات كبيرة من السكريات والطاقة التي لا يمكن الاستغناء عنها والتي نتناولها بإسراف لأنها تطفئ العطش ولكنها تجعلنا نحصل على كمية هائلة من السعرات قبل حتى أن نبدأ في تناول الطعام والحلويات. ولذلك كانت مشروبات رمضان أول ما قمت بتغييره على مائدتنا الرمضانية فأجريت بعض التعديلات الصحية، حيث قمت بمزج عصير البرتقال الطازج مع قمر الدين لزيادة الفائدة وتقليل المواد السكرية المضافة، وقمت بخلط الكركدية مع عصير التفاح لزيادة القيمة الغذائية إلى جانب المشروبات التقليدية بدون إضافة السكر لها مثل العرقسوس والتمرهندي والجلاب وجعلتها بديلاً عن المشروبات الغازية التي كان أبنائي يستهلكون كميات كبيرة منها في رمضان، وهكذا حافظنا على أجواء شهر رمضان وعاداته مع الحفاظ على صحة ولياقة أفضل لنا ولأبنائنا.

التحكم في السعرات

نسرين عبد الله، ربة بيت بالشارقة، تقول: لا يمكنني الاستغناء عن المشروبات الرمضانية أو تغيير طعمها ولكن ما أحرص عليه هو تقليل السكريات بها والاستعاضة عنها بالتحلية بعسل النحل تارة وبالسكر الدايت تارة أخرى حيث أضع السكر الخالي من السعرات الحرارية أو السكر البني في هذه المشروبات كما استخدم السكر الخالي من السعرات أيضاً في صناعة الحلويات الرمضانية مثل الكنافة والبسبوسة مع عدم المبالغة في استخدام السمن والدهون سواء في أطباق الحلويات أو في الأطباق الرئيسية وأركز على إعداد طبق سلاطة شديدة التنوع وأدعو أسرتي لتناوله في بداية وجبة الإفطار مع الشوربة لزيادة نسبة المواد المغذية والألياف في بداية كل وجبة.

ويحدثنا صالح محمد موظف بدبي عن علاقته بمشروبات رمضان قائلاً: الشهر الكريم فرصة لإصلاح حالنا بشكل عام والتحكم في رغباتنا، ومن باب أولى تعديل عاداتنا الغذائية السيئة، لذلك يجب علينا التركيز على القضاء على عادة استخدام ما يسميه الأطباء «السموم البيضاء» وهي السكر والملح بالإضافة إلى تقليل الدهون بالطعام، لذلك تحظى المشروبات الرمضانية بأهمية كبيرة لأنها تحتوي على فوائد غذائية كبيرة للجسم بشرط أن نحرص على ترشيد كمية السكر بها، ولذلك فالكركدية مثلاً والعرقسوس يمكن تناولهما بدون سكر على الإطلاق وفي هذه الحالة تكون فائدتهما أكبر، والتمر يمكن نقعه مع الحليب ليصبح وجبة غذائية متكاملة وخفيفة تسمح للصائم أن يكسر صيامه ثم يصلي المغرب ليبدأ بعد ذلك في تناول الطعام ولكن بلهفة أقل وبالتالي تكون الفائدة أكبر فمشروبات رمضان من ملامح بهجته والاحتفاء به يومياً.

المصدر: صحيفة الخليج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى