ما دلالات إرسال الغواصة الأمريكية «يو إس إس جورجيا» إلى الشرق الأوسط؟
إعداد ـ محمد كمال
في كشف غير عادي؛ أعلن البنتاغون أنه سيرسل غواصة الصواريخ الموجهة «يو إس إس جورجيا» إلى الشرق الأوسط، وذلك عقب مكالمة هاتفية ثالثة معلنة خلال أسبوع بين وزيري دفاع أمريكا لويد أوستن وإسرائيل يوآف غالانت، في الوقت الذي تشهد المنطقة توترات أكثر سخونة.
ونادراً ما تعلن وزارة الدفاع الأمريكية عن تحركات أسطولها من الغواصات، مما يؤكد خطورة الأزمة الإقليمية، إذ قال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر إن أوستن أمر بإرسال غواصة الصواريخ الموجهة إلى الشرق الأوسط، كما أمر بتسريع وصول حاملة طائرات إضافية، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
وأشار رايدر إلى أن أوستن قد أمر بالفعل بإرسال طائرات مقاتلة إضافية وسفن حربية لإطلاق الصواريخ إلى المنطقة. وجاءت الأوامر رداً على تهديدات بمهاجمة إسرائيل انتقاماً لمقتل القيادي السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران يوم 31 يوليو/تموز.
كما وجه أوستن حاملة الطائرات أبراهام لينكولن، المجهزة بطائرات مقاتلة من طراز F-35، للتوجه بسرعة إلى المنطقة، والانضمام إلى حاملة الطائرات تيودور روزفلت والسفن الحربية المرافقة لها الموجودة بالفعل هناك.
ـ خصائص الغواصة ـ
ومجموعة يو إس إس أبراهام لينكولن، المجهزة بمقاتلات نفاثة من طراز إف-35 سي، والتي ستتحرك بسرعة أكبر إلى الشرق الأوسط، ستضيف إلى قدرات يو إس إس تيودور روزفلت، المجموعة الموجودة بالفعل في المنطقة. وفي أوائل أغسطس، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن لينكولن ستحل محل روزفلت في الشرق الأوسط.
وتندرج لينكولن ضمن فئة أكبر السفن الحربية في العالم، وفقا للبحرية الأمريكية، ويمكنها حمل عشرات الطائرات.
كما يمكن لغواصة الصواريخ الموجهة التي أمر بإرسالها للمنطقة، يو إس إس جورجيا، أن تحمل أكثر من 150 صاروخ توماهوك، وفقًا للبحرية.
ـ التعليق الإسرائيلي ـ
وتحدث وزير الدفاع الأمريكي أوستن مع نظيره الإسرائيلي غالانت، الأحد، وهي المكالمة الثالثة التي من المعروف أنهما أجرياها خلال أسبوع، وسط مخاوف متزايدة من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط. وأكد أوستن خلال المكالمة “التزام الولايات المتحدة باتخاذ كل خطوة ممكنة للدفاع عن إسرائيل”، وفقًا للجنرال رايدر.
وجاء في بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية أن غالانت تحدث إلى أوستن حول “استعداد الجيش الإسرائيلي وقدراته في مواجهة التهديدات المحتملة”. وذكر البيان أن وزير الدفاع الإسرائيلي ناقش أيضا “الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وشكر الإدارة الأمريكية على قيادتها والتزامها بهذه القضية”.
وتستعد الولايات المتحدة والوسطاء العرب لتقديم ما وصفوه بالاقتراح “النهائي” لوقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع يعقد يوم الخميس في الشرق الأوسط، وقالت إسرائيل إن مفاوضيها سيحضرونه. ولم توضح حماس ما إذا كان ممثلوها سيحضرون الاجتماع.
وأكد أوستن أن عمليات النشر تعزز الموقف العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط في ضوء التوترات الأخيرة وتعكس “الالتزام باتخاذ كل خطوة ممكنة للدفاع عن إسرائيل”.
ـ توترات غير مسبوقة ـ
ووصلت التوترات في المنطقة إلى أعلى مستوياتها خلال الأشهر العشرة من الحرب في غزة بعد عمليتي القتل البارزتين في بيروت للقياد بحزب الله فؤاد شكر، وفي طهران لإسماعيل هنية.
ويأمل بعض المراقبين والمحللين السياسيين أن تتم السيطرة على الرد الإيراني المحتمل، فيما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة حذرت طهران بشكل مباشر ومن خلال وسطاء من أنها قد تتعرض لضربة مدمرة إذا شنت هجوماً كبيراً ضد إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، ازداد الوضع في لبنان متوتراً بشكل متزايد وسط مخاوف من قيام إسرائيل بضربة انتقامية رداً على أي هجوم لحزب الله. وتحلق المقاتلات الإسرائيلية بانتظام على ارتفاع منخفض فوق بيروت، مما يتسبب في حدوث دوي صوتي ويثير قلق السكان.