كيلي تيمونز: صورة ذهنية سلبية ترعب البشر من القرش
حوار: مها عادل
يستضيف فندق أتلانتس النخلة بدبي، احتفاليته السنوية للحفاظ على أسماك القرش بالمنطقة والتعريف بخصائصها وأهميتها لتحقيق التوازن البيئي بعالم البحار، وانطلقت الفعالية هذا العام تحت عنوان «أسبوع القروش في الإمارات» وتستمر حتي 2 يوليو/تموز المقبل.
على هامش الفعالية، التقينا كيلي تيمونز، مديرة العمليات بقسم الكائنات البحرية والاستدامة بأتلانتس، حول أهمية الفعالية والأهداف المرجوة منها.
تستهل كيلي تيمونز حديثها معنا عن سبب الاحتفال بالقروش دون غيرها من الكائنات البحرية، وتقول: نحتفل في «أتلانتس» بجميع أشكال الحياة البحرية بشكل عام، ولكنّ هناك أسبوعاً واحداً في العام نضاعف فيه جهودنا للاحتفال بأسماك القرش على وجه التحديد؛ لأن ثلثها معرض للانقراض، وفقاً لأحدث الأبحاث العلمية، ونهدف أيضاً لتصحيح الصورة الذهنية السلبية عنها، والتي اكتسبتها نتيجة لبعض الأفلام السينمائية الشهيرة، وشكلت حاجزاً كبيراً من الخوف بينها وبين عامة الناس، وهي للأسف لا تستند لأي سند علمي دقيق. ومن خلال الفعالية نحث الزوار لدينا على إعادة تقدير أسماك القرش بشكل واقعي مبني على أساس وأبحاث موثقة.
عن بعض حوادث تعدي القروش على البشر تقول: هذه حوادث نادرة للغاية، خاصة أن أسماك القرش تتمتع بطابع ودود ومسالم للغاية، ولا تهاجم البشر بالعادة دون سبب، ولا يندرج البشر تحت قائمة نظامها الغذائي، ولكن ما رصده العلماء أن هذه الحوادث النادرة قد تكون نتيجة شعور القرش بالخوف أو التهديد من البشر.
جهود الإنقاذ
عن أهم الجهود التي يبذلها الفريق العلمي بأتلانتس لإنقاذ أسماك القرش تقول كيلي تيمونز: ندرس أسماك القرش وسلوكها وتشريحها، ونقدم هذه المعلومات إلى المجتمع الأوسع محلياً وعالمياً؛ حتى يتمكنوا من فهم هذه الحيوانات بشكل أفضل. ولدينا مجموعة من الكائنات البحرية المحيطة بالدولة، نادراً ما يجدها الباحثون الذين يمارسون الغوص في محيطهم في الكثير من بلدان العالم، ونتعاون حالياً مع جامعة الإمارات في مشروع يبحث في سمات أسماك القرش المهددة بالانقراض حول ساحل أبوظبي، وندرس 25 نوعاً من أسماك القرش؛ لمحاولة فهم المزيد عنهم، حتى نتمكن من حماية القرش محلياً أو عالمياً.
تضيف: هذا إلى جانب التعاون الدائم مع بلدية دبي للتغير المناخي والبيئة للقيام بتربية أسماك القرش وإطلاقها في محمية الحياة البرية في جبل علي، ونهتمّ أيضاً بحماية الدلافين على ساحل دبي، بالتعاون مع باحثين محليين للقيام بذلك.
التحكم في الشهية
عن كيفية التحكم بشهية القروش ومنعها من تناول الأسماك داخل الأكواريوم تقول كيلي تيمونز:
لدينا فريق محترف من مشرفي أحواض السمك الذين يطعمون أسماك القرش بنظام غذائي جيد ومتوازن، وفحصها للتأكد من أنها تأكل الكمية المناسبة من الطعام.
وعن عدد أنواع أسماك القرش الموجودة بالإمارات تقول: تم تسجيل حوالي 30 نوعاً، وهي تتراوح من أسماك القرش الصغيرة التي تعيش في القاع والتي تعيش تحت الصخور والشعاب المرجانية، إلى أسماك قرش الحوت الكبيرة التي يصل طولها من 8 إلى 10 أمتار.
نصائح للتعامل
تقدم كيلي تيمونز نصائح لمرتادي الشواطئ وعشاق الغطس بالعالم، فتقول: لا ترمِ طعاماً في الماء، فلا يجب إطعام أي حيوان في البحار أبداً. لا ترمِ الأسماك الميتة لاجتذاب القروش لتقترب منك، فقط راقبها باحترام، سواء كان ذلك من القارب في الماء أو في حوض السمك فقط شاهدها، فهي لا تزال حيوانات بحرية ولا يمكن التنبؤ بسلوكياتها دائماً. وعند رؤية أحد أسماك القرش كن هادئاً، فأغلبية الوقت سوف يسبحون حولك ويتجنبونك.
كن ملتزماً وهادئاً تجاه الحيوان، وتذكر أنك في بيئته الأصلية وأنت مجرد ضيف. خاصة أن أسماك القرش لا تستهدف حقاً أن تأكل البشر على الإطلاق، فلدى البشر الكثير من الحديد في دمائهم، وعندما تأتي أسماك القرش وتأخذ عضة عن طريق الخطأ، عادة ما تلفظ لحم البشر ولا تستسيغه.
سبب الحوادث
أغلبية الحوادث المتعلقة بأسماك القرش تحدث حينما يعتقد القرش أن الشخص هو السمك الذي يأكله عادةً؛ لذلك عندما يسبح الناس على السطح ويجعلون أنفسهم يشبهون الأسماك المصابة الممدة على سطح الماء دون حراك، أو عندما يكون الناس على ألواح التزلج على الماء ويسبحون بشكل يجعلهم يشبهون السلاحف أو الفقمة، قد يختلط الأمر على أحد أسماك القرش فترى الشكل بتشوش وقد تهاجم. ولكن أسماك القرش لا تسبح حول المحيط بحثاً عن البشر، وهذا ما يمكنك رؤيته هنا في أتلانتس، لدينا غواصون يمارسون الغطس والسباحة حولها كل يوم من الصباح إلى المساء دون مشاكل أو خوف.