محطات

قناطر مصر الخيرية واحة نابضة بالحياة

القاهرة: «الخليج»

تفتح قناطر محمد علي أياديها للزائرين من المصريين البسطاء طوال موسم الاصطياف، على ما توفره من أجواء ساحرة، تجتمع فيها المياه مع المساحات الخضراء الشاسعة، ما يحوّلها إلى ما يشبه واحة نابضة بالحياة.

وتجذب «القناطر الخيرية»، كثيراً من الباحثين، لدراسة معمارها الفريد وروعة بنائها، إذ تعد القناطر الوحيدة في العالم، التي تعمل بنظام السد المفتوح، الذي يصب مياهه في أكبر ثلاث رياحات فرعية للنيل، تغذي منطقة الدلتا بكاملها بالمياه العذبة، حيث تقوم الرياحات الثلاث بتوزيع المياه على محافظات الدلتا المصرية، وفق حصص ثابتة، عبر مئات من الترع والمصارف التي تنتشر في أراضي الدلتا، وتبدو أقرب ما تكون إلى شرايين تضخ فيها مياه الحياة.

ويرجع تاريخ إنشاء القناطر إلى عهد محمد علي باشا، وقد وضع بيديه حجر الأساس لها في إبريل من عام 1843، لكنها افتتحت في ما بعد في 30 أغسطس من عام 1868، لتوزّع بدورها المياه على أهم فرعين من فروع النيل في مصر، وهما فرعا دمياط ورشيد. ولا يقتصر الدور الذي تلعبه القناطر على رفد الدلتا بمياه النهر، لكنها تحولت، خلال العقود الماضية، إلى واحدة من أكبر مراكز الجذب للسياحة الداخلية، حيث تضم المنطقة التي تقع فيها القناطر مساحات شاسعة من الحدائق والمتنزهات، تمتد بطول ما يقرب من 500 فدان على النيل مباشرة، وهو الأمر الذي يجعلها أشبه ما تكون بالريفييرا الفرنسية، وقد كان ذلك أحد الأسباب التي دفعت الملك فاروق في ما بعد إلى بناء استراحة ملكية له في تلك المنطقة، ومن بعده الرئيس السادات، الذي كان يحرص على قضاء معظم وقته فيها، بل إنه كان يستقبل فيها معظم ضيوفه من الملوك والأمراء والرؤساء.

وتتكون قناطر محمد علي من سد كبير يعترض مسار مياه النهر التي تمر إلى الناحية الأخرى عبر 71 بوابة في جسم السد، منها 20 بوابة مغلقة، و49 بوابة خصصت لسريان المياه، يصل عرض كل منها إلى نحو خمسة أمتار، فضلاً عن بوابتين أخريين عرض كل منهما يصل إلى خمسة أمتار ونصف، فيما يصل عرض الطريق فوق جسد القناطر إلى نحو 8.65 متر.

وتضم قناطر محمد على الخيرية، إلى جانب حدائقها الغناءة وقصورها التاريخية واستراحتها الرئاسية، واحداً من أهم المتاحف في مصر، وهو متحف الري الذي تروي مقتنياته قصة الزراعة والري في مصر منذ عصور الفراعنة وحتى العصر الحديث، كما يوجد بها أول محلج للقطن، أنشئ في عهد محمد علي باشا، وهو ما جعل تلك المنطقة واحدة من أكبر مناطق الجذب للسياحة الداخلية، حيث يقدر عدد زوارها من المصريين والأجانب، بنحو عشرة ملايين زائر سنوياً.

المصدر: صحيفة الخليج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى