أخبارالأخبار العالمية

قمة شي وماكرون تأمل تنسيقاً صينياً أوروبياً لحل الأزمات الكبرى

دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس الاثنين، في باريس إلى تعزيز «التعاون الاستراتيجي»، بين بكين والاتحاد الأوروبي، والحفاظ على «شراكتهما»، على خلفية العديد من الخلافات، من التجارة إلى حقوق الإنسان، وأبدى استعداده لدعم مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقاً، وأكثر موثوقية وفعالية، لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فيما شدد نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على أهمية التنسيق مع الصين بشأن «الأزمات الكبرى» في الشرق الأوسط، وأوكرانيا، معتبراً أن ذلك الأمر «حاسم تماماً».

ووسط تأكيد على ضرورة تنسيق صيني أوروبي حول الأزمات الراهنة، قال شي في بداية اجتماع ثلاثي في الإليزيه، مع ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين «كقوتين عالميتين رئيسيتين، على الصين والاتحاد الأوروبي أن يبقيا شريكين، ويواصلا الحوار والتعاون، ويعمّقا التواصل الاستراتيجي، ويعزّزا الثقة الاستراتيجية المتبادلة».

وبشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في غزة، قال شي لماكرون، وفون دير لاين، إن المهمة الملحّة هي تحقيق وقف شامل لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وإن الأولوية الرئيسية هي ضمان وصول المساعدة الإنسانية.

وفي ما يتعلق بالقضية الأخرى حالياً، دعا ماكرون إلى تنسيق «حاسم» بشأن الحرب في أوكرانيا، على أمل ألا تزيد بكين دعمها لروسيا، في حين قالت فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي وباريس يعوّلان على الصين «لاستخدام كل تأثيرها في روسيا»، لوقف حرب أوكرانيا. وقال ماكرون في بداية اللقاء «مستقبل قارتنا سيعتمد بوضوح على قدرتنا على مواصلة تطوير علاقاتنا مع الصين بطريقة متوازنة»، مضيفاً «الوضع على الساحة الدولية يحتاج بوضوح أكثر من أي وقت مضى، إلى هذا الحوار الأوروبي الصيني».

وفي اجتماعه الأول في الإليزيه، حضرت فون دير لايين بهدف إظهار جبهة قارية موحدة بشأن القضايا التجارية، كما حدث قبل خمسة أعوام، والعام الماضي، في الصين. وأوضح ماكرون أنه يريد أن يطرح «بكل ودّ وثقة (…) المخاوف» من أجل «محاولة التغلب عليها»، محذراً من «منطق الفصل الذي سيكون ضاراً» على المستوى الاقتصادي، داعياً إلى «قواعد عادلة للجميع».

من جهتها، قالت فون دير لايين «لدينا مصلحة في إظهار أن تعاوننا يؤتي ثماره»، متحدّثة عن «التحدي» المتمثل في «العلاقة الاقتصادية الجوهرية» بين بروكسل وبكين، ومطالبة ب«مساواة في الوصول إلى الأسواق». وقالت قبل الاجتماع، إن أوروبا لا يمكنها «أن تقبل» ب«تجارة غير عادلة» ناجمة عن تدفق السيارات الكهربائية، أو الفولاذ الصيني المصنّع بفضل «الإعانات الضخمة». وفي وقت لاحق، جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية أن شي جين بينغ أوضح لنظيره الفرنسي، ولرئيسة المفوضية الأوروبية، أن «القطاع الصيني للطاقة الجديدة» أتاح «زيادة العرض العالمي وتخفيف الضغوط التضخمية العالمية». وأضاف «ما يسمى مشكلة القدرة الفائضة للصين غير موجودة، سواء من حيث الميزة النسبية، أو في ضوء الطلب العالمي». ولم يخض الرئيس الصيني في القضايا الحساسة أمام الصحفيين، مكتفيا بقوله إنهما «كقوتين عالميتين رئيسيتين، على الصين والاتحاد الأوروبي أن يبقيا شريكين، ويواصلا الحوار والتعاون ويعمّقا التواصل الاستراتيجي ويعزّزا الثقة الاستراتيجية المتبادلة». (وكالات)

المصدر: صحيفة الخليج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى