عائشة الشامسي: تعليم الأجيال وتربيتها أمانة
رأس الخيمة: حصة سيف
التربوية عائشة جاسم الشامسي، معلمة الرياضيات، التي أحبت الكثير من طالبات رأس الخيمة، مادة الرياضيات بعد شرحها الدقيق والواضح، والمُوجّه إلى كل طالبة، فهي الحريصة على أن تأخذ كل طالبة حقها في المادة، وهي تنحني على طاولة كل منهنّ، لتشرح لها المسألة الرياضية، ولا تنتهي الحصة الدراسية إلا والجميع فهم واستوعب الدرس.
أمضت 30 عاماً في المجال التربوي، وتعددت وظائفها من معلمة إلى موجهة إلى مختصة بإدارة الموهوبين إلى مديرة نطاق، وكانت أحب مرحلة إلى قلبها حين كانت تشرح الرياضيات لطالباتها في الصف.
فضل المُعلم
وعن مسيرتها التربوية تقول عائشة الشامسي: «أنهيت الثانوية العامة في مدرسة الصباحية بنسبة 93%، وكان حلمي أن أكون طبيبة، وكنت أقرأ كتب الطب كثيراً. وحين دخلت الجامعة، لم أجد فرصتي في كلية الطب، ودخلت كلية الهندسة، درست سنة كاملة في التخصص، وتوقفت عن الدراسة لمدة فصل واحد، ولم أجد نفسي في «الهندسة»، لأنتقل إلى كلية العلوم، وتخصصت في الرياضيات، وأصبحت معلمة، ووجدتها مناسبة تماماً لشخصيتي، وهي طريقي، أحببت التدريس كثيراً، لاسيما أن فضل المعلم كبير، وهو يجني حصاد عمله في الأجيال التي يدرسها».
وتضيف: «تعلمت من التعليم الكثير وصقلت شخصيتي وتعددت مهاراتي، فالمعلم يصبح خبيراً في التعامل مع أطياف مختلفة من الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين والإداريين، والمعلم يغير لغة الحوار في كل مرة لتتناسب مع الجميع، ويعطي الناس حقهم في التعامل، وتستشعر حقاً بأنك تبني وطناً بالتعليم، وتضع لبناته القوية، لتسهم في بنائه، وتشكيل شخصيات الطلبة المتنافسين في حب الوطن والعطاء له».
وتابعت: تخرجت في «جامعة الإمارات» سنة 1989، وأول وظيفة لي كانت مدرسة رياضيات في «مدرسة قباء» برأس الخيمة، وكانت مديرتها موزة المري، التي تعلمت منها الكثير وكنا نتعلم من لباقتها وهدوئها، وتعطينا التغذية الراجعة التي تحتاج إليها كل معلمة، وبقيت أربع سنوات فيها. ثم انتقلت إلى «مدرسة زبيدة»، وكانت مديرتها فاطمة الفقاعي، رحمها الله، التي كنت أسابقها ولا أستطيع أن أسبقها في الحضور مبكراً للمدرسة، وكانت، رحمها الله، تعطينا دافعية، وساعدتنا بتوجيهها على كيفية الارتقاء بخدمة الوطن. وبقيت في المدرسة خمس سنوات. وترقيت بعدها للتوجيه عام 2000. ثم اشتغلت لمدة عام، ودرست ماجستير في تربية الموهوبين في «جامعة الخليج العربي» في البحرين وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف.
شغف التطبيق
وتقول الشامسي: «عرضت عليّ الجامعة أن أعمل ضمن طاقمها، إلا أنني كنت مشغوفة بالتطبيق على الطلبة وتوجيه المعلمين، وكنت في الوقت نفسه أشتغل موجهة رياضيات ومنتدبة في إدارة الأنشطة الطلابية، وأقود فريق الأولمبياد العالمي للرياضيات، وانتدبت في إدارة التربية الخاصة، وسلّمت لمبادرة الموهوبين في وزارة التربية والتعليم بإدارة التربية الخاصة، ل«ذوي الهمم».
ومن 2009 إلى عام 2012، كنت مقيمة ومدربة في برنامج الاعتماد الأكاديمي، مقيمة ضمن فريق التقييم، ومدربة ضمن فريق التدريب على التقييم الذاتي للمدارس. وفي 2014، أصبحت مديرة نطاق، وكنت أدير 17 مدرسة في الفجيرة ورأس الخيمة، إلى عام 2016. بعدها تقاعدت من وزارة التربية والتعليم وعملت في «كليات التقنية العليا»، ضمن هيئة التدريس في قسم الدراسات العامة، إلى عام 2019.
المرحلة الأجمل
وتستطرد: أجمل مرحلة لديّ كانت التدريس، حين أستيقظ وأنا أحمل أمانة بناء اللبنات التي سيبُنى بها مستقبل الوطن، وأن أحاول على قدر اجتهادي المحافظة عليها ومنحها العطاء الصحيح، وأن أستشعر الأمانة، التي كُلفت بها، في تعليم الأجيال وتربيتها، والحمد لله يوم أسمع عن نجاحات الطلبة يغمرني الفرح، لكوني ساعدتهم في يوم من الأيام، وأديت الأمانة بالشكل المطلوب.