شطر يحزن وآخر يحتفل.. نصف قرن على تقسيم قبرص
نيقوسيا – رويترز
انطلقت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في أنحاء العاصمة القبرصية نيقوسيا المنقسمة عرقياً فجر السبت، وساد الحزن بين القبارصة اليونانيين، بينما احتفل القبارصة الأتراك بمرور 50 عاماً على غزو تركيا لجزء من الجزيرة، رداً على انقلاب بإيعاز من اليونان.
ومن المقرر أن يحضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس حدثين منفصلين في شطري الجزيرة المنقسمة، لإظهار دعم كل منهما لأحد الطرفين المتنافسين.
وبين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي سلسلة خلافات. وعلى الرغم من تحسن العلاقات بين تركيا واليونان في الآونة الأخيرة، فلا تزال قبرص نقطة مثيرة للنزاع.
ومن المقرر أن يتابع أردوغان عرضاً عسكرياً احتفالياً في شمال نيقوسيا بمناسبة ما تصفه تركيا بأنه «عملية سلام وحرية».
وفي الجنوب، أقامت الكنائس مراسم لإحياء ذكرى القتلى، ومن المقرر أن يحضر ميتسوتاكيس فعالية السبت، بمناسبة ما يسميه القبارصة اليونانيون «الذكرى السوداء».
وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس الجمعة: «إذا أردنا حقاً تكريم كل الذين ضحوا من أجل أن نكون هنا اليوم، في جمهورية قبرص، فعلينا أن نفعل ما بوسعنا لاستئناف حوار من أجل السلام».
ونالت قبرص استقلالها عن بريطانيا في عام 1960، لكن الإدارة المشتركة بين القبارصة اليونانيين والأتراك سرعان ما انهارت وسط أعمال عنف أدت إلى انسحاب القبارصة الأتراك إلى جيوب، وإرسال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.
وتمكن غزو تركي عام 1974 من السيطرة على أكثر من ثلث مساحة الجزيرة، وطرد ما يزيد على 160 ألف قبرصي يوناني إلى الجنوب. وانهارت محادثات إعادة التوحيد في عام 2017. وشمال قبرص دولة انفصالية لا تعترف بها سوى تركيا، ويريد قادتها نيل الاعتراف الدولي.