بعد قضاء سنوات في دراسة سبب متلازمة موت الرضع المفاجئ SIDS، أكد أطباء أنهم حددوا السبب، وفقاً لدراسة جديدة نشرت في مجلة علم الأعصاب.
وأوضحوا أن نوبات قصيرة مصحوبة بتشنجات عضلية هي السبب المحتمل للوفيات الغامضة للرضع، وهي خسارة مأساوية تعانيها آلاف العائلات سنوياً.
من جانبها، قالت الدكتورة لورا غولد من جامعة نيويورك: «دراستنا، على الرغم من صغرها، تقدم أول دليل مباشر على أن هذه النوبات التشنجية قد تكون مسؤولة عن بعض الوفيات المفاجئة لدى الأطفال، والتي عادة لا تتم ملاحظتها أثناء النوم».
متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS)، التي يشار إليها أحياناً باسم «الموت السريري»، تصيب الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، وتحدث الوفيات عادة أثناء النوم.
وعند الأطفال الأكبر سناً الذين يتجاوز عمرهم 12 شهراً، يتم تعريف هذا الحدث الذي لا يمكن تفسيره على أنه الموت المفاجئ غير المبرر عند الأطفال SUDC.
لذا قام فريق من الباحثين في جامعة نيويورك بدراسة أكثر من 300 حالة من حالات SUDC في السجل، وفحص السجلات الطبية وحتى تسجيلات الفيديو للأطفال النائمين، إلى جانب سبع حالات حيث كان من المحتمل أن تكون الوفاة ناجمة عن النوبات.
وأظهرت اللقطات أن التشنجات استمرت لمدة تقل عن 60 ثانية، ثم حدثت الوفاة خلال 30 دقيقة.
وقال كبير الباحثين في الدراسة وطبيب الأعصاب الدكتور أورين ديفينسكي: «قد تكون النوبات المتشنجة هي الدليل القاطع الذي يبحث عنه العلم الطبي لفهم سبب وفاة هؤلاء الأطفال».
إن دراسة هذه الظاهرة قد توفر أيضاً نظرة ثاقبة للعديد من الوفيات الأخرى، بما في ذلك الوفيات الناجمة عن متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS) والصرع.
وقد لاحظ العلماء سابقاً وجود صلة بين SUDC والنوبات، ووجدوا أن أولئك الذين عانوا بسبب النوبات الحموية (النوبات المصحوبة بالحمى) كانوا أكثر عرضة للوفاة فجأة وبشكل غير متوقع بمقدار 10 مرات.
وأشار فريق الدراسة في جامعة نيويورك إلى أنه ليس لديهم بيانات توضح ما إذا كانت الحمى قد تسببت في الوفيات التي درسوها، لكنهم وجدوا أن العديد من الأطفال لديهم علامات التهابات خفيفة.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف يمكن أن تؤدي النوبات إلى الوفاة.
ويأتي هذا الإنجاز بعد أن أعلن فريق آخر من الباحثين أن انخفاض مستويات إنزيم الدم، المسمى بوتيريل كولينستراز (BChE)، قد يكون سبباً محتملاً لمتلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS)، إذ يلعب الإنزيم دوراً مهماً في الاستيقاظ.
في السابق، كان الأطباء يطلبون من الأمهات وضع أطفالهن على ظهورهم للنوم، وتطهير السرير من الألعاب أو الأغطية الزائدة التي قد تسبب ارتفاع درجة حرارة أجسادهم الحساسة أو تؤدي إلى الاختناق أو الاختناق العرضي، لكنهم ما زالوا غير قادرين على ضمان سلامة المولود الجديد.
