بريق المهرجانات يضيء أجواء السياحة الشتوية بالإمارات
تحولت المهرجانات، بمختلف أنواعها، إلى أحد أبرز عوامل إنعاش وتنشيط المواسم السياحية في دولة الإمارات، بفضل ما اكتسبته من حضور وسمعة عالمية مرموقة. وبرزت منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مجموعة من المهرجانات التي احتلت صدارة المشهد، خلال موسم السياحة الشتوية في الدولة، عبر فعالياتها الفنية والرياضية والثقافية والتجارية العالمية، على مدى أسابيع وأشهر، والتي تُساهم في استقطاب أعداد كبيرة من الزائرين.
مهرجان الشيخ زايد
يحقق مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة في أبوظبي، منذ انطلاقه في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حضوراً لافتاً للزوار، من المواطنين والمقيمين والسياح حول العالم، الذين يحرصون على زيارة أقسامه وساحاته لمشاهدة ومتابعة العروض وفرق الفنون الشعبية، والفعاليات المختلفة.
ويُعد المهرجان، الذي تتواصل فعالياته حتى التاسع من مارس/آذار المقبل، أكبر حدث تراثي وثقافي وترفيهي احتفالي يقام في الإمارات، من حيث النوعية، وما يتضمنه من فعاليات وبرامج، والمدة التي يقام فيها، حيث يشهد مشاركة واسعة من قبل الدول الشقيقة والصديقة، التي تستعرض فنونها ومنتجاتها وثقافتها، بامتزاج وتقارب بين الجميع في شمولية تجمع الماضي والحاضر على أرض الإمارات.
وتتصدر القرية التراثية فعاليات المهرجان أحد أهم أقسامه، والتي يتم فيها عرض جانب من تراث الإمارات، كما أضاف المهرجان أجنحة جديدة تتمثل في «محمية النوادر»، التي تجمع عدداً كبيراً من أندر وأغرب الحيوانات والطيور والكائنات، وحديقة أبراج الأضواء التي تقدّم تجربة فريدة في عروض الموسيقى وأضواء الليزر.
ويقدم المهرجان تجربة جديدة لأول مرة في أبوظبي في المطعم الطائر «Flying Cup»، حيث يتيح للزوار تناول العشاء وهم على ارتفاع كبير، كما أضيفت هذا العام لعشاق البر والتخييم «قرية التخييم»، وتجربة الحياة في أجواء طبيعية مفتوحة، ولم يغفل المهرجان عشاق الحفلات والموسيقى، حيث يقدم على مسرحه الكبير عدداً من الحفلات الغنائية والموسيقية، التي يشارك فيها نجوم الغناء من الإمارات، ومن المنطقة عموماً.
«مهرجان أم الإمارات»
استقطب «مهرجان أم الإمارات»، في دورته الأكبر على الإطلاق، من يزيدون على 266 ألف زائر، استمتعوا بأجمل لحظات الترفيه العائلي، والعروض الفنية والأنشطة الإبداعية والحفلات الحية، على مدار 34 يوماً، خلال الفترة من 8 إلى 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في كورنيش أبوظبي، فيما استقبل زوّاره للمرة الأولى في الظفرة من 22 إلى 26 نوفمبر الماضي، وفي العين من 29 نوفمبر إلى 3 ديسمبر/ كانون الأول الماضيين.
وشهد المهرجان 493 عرضاً لكوكبة من الفنانين العالميين، إضافة إلى جولات الكرنفالات النابضة بالحماس، والتجارب الفنية الآسرة، وأنشطة الأطفال المشوّقة، وأكثر من 62 من المطاعم، ومفاهيم الطهي المفعمة بأشهى النكهات من الإمارات والعالم.
وقدّم المهرجان لزوّاره 273 ساعة من الترفيه المتواصل، على مدى 34 يوماً، بما في ذلك 51 نشاطاً جديداً كُليّاً، من حول العالم، إضافة إلى المطاعم وأكشاك المأكولات والمشروبات، المحلية والعالمية، من بينها مفاهيم مأكولات الشارع والحلويات.
«ليوا الدولي 2024»
تحوّل مهرجان ليوا الدولي إلى مناسبة سنوية لمحبي رياضات السرعة والتحدي وعشاق البر، وأصبح علامة فارقة في كل موسم، بما يحمله من بطولات عالمية ودولية ونشاطات، ساهمت في اجتذاب المشاركين من كل العالم. وتضمن المهرجان الذي أقيم في الفترة من 8 إلى 31 ديسمبر الماضي، سلسلة من البطولات الرياضية للسيارات والدراجات والمحركات، إضافة إلى البطولات التراثية المختلفة وأبرزها سباقات الخيل، والهجن، والصقور وهدد الحمام، إضافة إلى بطولة «صعود تل مرعب» للسيارات.
وحفلت منطقة تل مرعب في ليوا، يومياً، بفعاليات وأنشطة مختلفة أبرزها المزرعة الذكية، وحديقة حيوان مرعب، وممشى مرعب، وقرية ليوا، وسوق تل مرعب والملاعب الرياضية الحاضرة هناك.
دبي للتسوق
يلعب مهرجان دبي للتسوق دوراً حيوياً في تعزيز المشهد الثقافي النابض بالحياة، وإنعاش الأسواق، وتحريك عجلة اقتصاد المدينة، عبر استقطاب الزوار من أنحاء العالم المختلفة، إضافة إلى تنشيط السياحة الداخلية، وتحسين أسلوب حياة سكان المدينة، ودعم الشركات المحلية. ويقدّم المهرجان، الذي انطلقت فعاليات دورته ال 29 في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتستمر حتى منتصف يناير/كانون الثاني الجاري، العديد من التخفيضات الضخمة لأشهر العلامات التجارية، المحلية والعالمية، والعروض الترفيهية والجوائز القيمة.
ويشهد المهرجان، الذي يعدّ أكبر وأطول مهرجانات التسوق على مستوى العالم، فعاليات مشوّقة، بما في ذلك الأسواق المؤقتة في الهواء الطلق، وتجارب تناول الأطعمة، وعروض طائرات «الدرون»، والفعاليات الفنية، والمجسمات والأحداث الرياضية المميزة، والجوائز القيمة كالشقق والسيارات، وقسائم التسوق، والمبالغ النقدية، وغيرها.
ويتميز المهرجان هذا العام بمجموعة من الفعاليات الجديدة تشمل فعالية «كانتين X»، وكرنفال شرطة دبي في «سيتي ووك»، والمعرض الحصري لعطور «أرماني بريفيه» الفاخرة في حديقة «أوبرا دبي»، ومجسمات شخصيات «Anooki»، ضمن فعالية «أضواء دبي»، و«سول دي إكس بي»، وهو أشهر مهرجان ثقافي مجتمعي في المنطقة، ومعرض الإمارات للسيارات الكلاسيكية 2023.
«شتانا في حتا»
شكلت النسخة الأولى من مهرجان «شتانا في حتا»، التي أقيمت في الفترة بين 15 و31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فرصة للاستمتاع بأفضل التجارب، خلال فصل الشتاء في منطقة حتّا بدبي، والتي تنوعت بين الوجهات المتميزة، والفعاليات الثقافية، إلى جانب الأنشطة الرياضية المختلفة، والمطاعم الراقية.
وشهد المهرجان إقبالاً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع على الفعاليات الثقافية والرياضية والمجتمعية، إضافة إلى ورش العمل التي تم اختيارها بعناية لتناسب جميع الزوار.
وتضمّن المهرجان مجموعة من الفعاليات المتنوعة التي توفر خيارات عدة، للاستمتاع بأشهى المأكولات الإماراتية بين جبال حتّا، ومعالمها التاريخية والأثرية، كما شهد عرض الأضواء الجبلية في «بحيرة ليم»، وإضاءة حصن حتّا طوال أيام المهرجان للترحيب بالزوار، إضافة إلى الإضاءة الرئيسية في منطقة حتّا، لتعزيز الأجواء الاحتفالية على مدار الحدث.
«خورفكان البحري»
استقطبت النسخة الأولى من مهرجان خورفكان البحري التي نظمها نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية في الفترة بين 1 و 10 ديسمبر الماضي، 33 ألف زائر، حيث نظم النادي العديد من العروض والفعاليات التراثية والمسابقات البحرية على شاطئ مدينة خورفكان.
وتضمن المهرجان الكثير من المسابقات البحرية والتراثية والحديثة، مثل بطولة الشارقة الدولية للدراجات المائية الجولة الختامية، وبطولة الإمارات للفلاي بورد، ومسابقة صيد السمك، ومسابقة قوارب الشوش، وبطولة الإمارات للزوارق السريعة الفئة الثالثة، وبطولة الإمارات للقوارب الخشبية السريعة، الشواحيف، إضافة إلى مسابقتي «أفضل زي تراثي»، و«أفضل صورة في المهرجان»، إلى جانب العروض التراثية اليومية التي شهدها المهرجان.
«فعاليات الشارقة»
شهدت النسخة الثالثة من مهرجان فعاليات الشارقة، الذي نظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر الماضي، حضور نحو 20 ألف زائر.
واستمتع زوار المهرجان بالعروض الترفيهية التي قدمت على المسرح الخارجي، وعرض الفنون القتالية، والعلاج بالموسيقى، فيما طغت أجواء التحدي على المسابقات التي شهدها المهرجان وقدمت جوائز قيمة للفائزين.
وحظيت منصات الجهات المشاركة بتوافد الحضور إليها، والتعرف إلى برامجها ورسائلها المجتمعية، عبر عدد من العروض وورش العمل الترفيهية والتوعوية والتثقيفية، كما استمتع الأطفال بمناطق اللعب المخصصة لهم.
الجدير بالذكر أن إمارات الدولة كافة، تشهد خلال فصل الشتاء مجموعة متنوعة من المهرجانات ذات الحضور الجماهيري الكبير، التي تُسهم في تعزيز وتنشيط حركة السياحة، الداخلية والخارجية، فيها. (وام)
