أخبار الإمارات

الكتابة للطفل قادتني نحو أجناس أدبية أخرى

أكثر من 40 قصة في أدب الطفل وعشرات المؤلفات والروايات المخصصة لليافعين، توجت تجربة الكاتبة الإماراتية شيماء المرزوقي لتؤهلها من ثم بجدارة، لاقتناص المركز الأول في جائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع عن فئة الرواية الإماراتية 2020، فضلاً عن نيلها جوائز أدبية أخرى عدة، شكلت علامات فارقة في مسيرتها الأدبية المتميزة في مجال الكتابة للأطفال واليافعين، مؤكدة أن الاختلاف الكبير بين الأجناس الأدبية يجعل الكتابة والتأليف تحدياً حقيقياً للمؤلف، معتبرة في الوقت نفسه أن للكتابة للطفل مدارس وطرقاً، ومجالات إبداعية ومتطلبات عدة.

ثراء وتميز

وأكدت المرزوقي لـ«الإمارات اليوم» أن الكتابة للطفل، تجربة ثرية ومفيدة، معربة عن سعادتها وفخرها بأن تخصص أولى نتاجاتها الإبداعية للطفل، قائلة «بدأت بجنس أدبي يحتاج للغة قريبة وبسيطة وأيضاً مبدعة، لغة تمزج الإبداع والتميز مع البساطة والسهولة، لأن المتلقي طفل، وفي اللحظة نفسها، حرصت ألا يكون هناك ابتذال، أو تبسيط مخل، أو شوائب في المحتوى، أو تشتت في الحبكة، أو سرد غير متقن»، مضيفة «الكتابة للطفل قادتني نحو أجناس أدبية أخرى، وأشعر بفضلها علي لأنها صقلتني وعلمتني، وأعتقد أنها مهدت لي الطريق لأكتب في مجالات وأجناس أدبية أخرى»، لافتة إلى أنها لاتزال تمتلك المزيد من الأفكار والمشاريع الإبداعية التي تستهدف الأطفال واليافعين.

تحديات ومسؤولية

وحول تحديات الكتابة للطفل في عصر الإنترنت والوسائط الرقمية وسطوة وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبرت الكاتبة الإماراتية، أن صناعة الكتاب للطفل تحتاج لجوانب إبداعية متعددة، تتجاوز النص الإبداعي والقصة المبدعة الجميلة، حيث تحتاج لإبداع فني يتمثل في رسام متخصص يدرك العقل الطفولي الذي يرسم له، كما تحتاج أيضاً لإخراج وتصميم مختلف تماماً عن الكتاب الاعتيادي، تتبعها تكاليف الطباعة الملونة المرتفعة، ما يقلل من نسبة تحقيق المؤلف أي عوائد مالية تذكر، بل حتى الناشر، الذي يواجه في هذا المجال تحديات بالجملة لأن هناك مشاركة من الموزعين عند بيع أي نسخة من القصة، لا تقل عن 50%.

وفي ما يتعلق بالطريقة المثلى لحماية الأطفال من تحديات ومخاطر عوالم الافتراض والسبيل الأمثل لتشجيعهم اليوم على القراءة وثقافة المعرفة، أكدت المرزوقي قائلة «الطفل سهل التوجيه ويقتنع بتوجيهات الأبوين، لذلك تقع المسؤولية الجسيمة على الأب والأم في غرس قيم المعرفة وثقافة الكتاب، وتعويد طفلهم منذ نعومة أظفاره على القراءة وإدماجها بقوة في روتين حياته لتصبح جزءاً من عاداته اليومية». مضيفة «عندما يهمل الطفل وينمو ويكبر، يتكرس هذا النأي وتزداد صعوبة جذبه نحو الكتب، فنعاني عند محاولة إقناعه بالقراءة، لأنه لم يتعود عليها من جهة، ولأنه حصل من جهة أخرى على بدائل تجعله بعيداً كل البعد عن مضمار القراءة، لهذا السبب يجب أن تبدأ مهمة حماية الأطفال من داخل المنزل، وتحديداً من الوالدين».

المشهد الإعلامي

وحول تأثير دراستها وتخصصها في مجال التربية والطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية على توجهاتها الأدبية، أكدت المرزوقي أن تقديمها مجموعة من الكتب المخصصة لفئة اليافعين، يعود في أكثره إلى هذا الأثر الأكاديمي، دون شك، وتقول: «كان لتخصصي الأكاديمي أثر إيجابي، لأن المعرفة قوة، فقد استندت عند الكتابة والتأليف، على حقائق علمية في مجال رعاية الطفولة واليافعين، وهذا التخصص هو الذي منحني الثقة باقتحام هذا المجال، بل وأسهم في تقديم نصوص إبداعية وأيضاً تربوية في قوالب قصصية جاذبة، في الوقت الذي أعكف باستمرار على تقديم محتوى أجمل وأكثر إبداعاً للطفل».

تحرص المرزوقي على المشاركة الفاعلة في عدد من المنابر والدوريات الإعلامية وعن هذه التجربة تقول: «لطالما اعتبرت المؤلف، دون الإعلام بصفة عامة، مثل الطائر، يحاول التحليق وهو لا يملك إلا جناحاً واحداً، والمؤلف والكاتب قد لا يصلان للجمهور دون الإعلام، خصوصاً في هذا العصر الذي نعيشه، الذي تضاعفت تحدياته وانحصر قراؤه، وبات الوصول إليهم أصعب بكثير من السنوات الماضية». وتابعت «لم أقتحم المجال الصحافي في الحقيقة، سوى من خلال كتابة مقال يومي، فضلاً عن مقالات متخصصة في قضايا محددة، في بعض المجلات، ولا أخفي أني راضية تماماً عما أطرح وعما أكتب، وراضية أكثر بتلقي القراء وتفاعلهم معي، الذي يشعرني بالفخر ويدفعني نحو اعتبار هذه التجربة ناجحة ومثمرة».


شيماء المرزوقي:

• «صناعة الكتاب للطفل تحتاج لجوانب إبداعية عدة تتجاوز النص الإبداعي والقصة المبدعة الجميلة».

• «راضية عما أطرح وأكتب، وتفاعل القراء يشعرني بالفخر ويدفعني نحو اعتبار هذه التجربة ناجحة ومثمرة».


سعادة

أعربت الكاتبة الإماراتية شيماء المرزوقي عن سعادتها وفخرها بنيل ابنتها حفصة، تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في عام 2016 في أوائل الإمارات، عن أصغر مؤلفة في ذلك الحين، مؤكدة أن الطفولة والبراءة هي أكبر وأعظم محفز للمؤلف والمبدع عموما، «خصوصاً وأن الكتابة للطفل والتأليف في عالمنا العربي في هذا المضمار بالذات، متعثرة، وليست بالمستوى المأمول».

أقلام المستقبل

أعربت شيماء المرزوقي عن سعادتها بالمنتج الروائي الإماراتي عبر القول: «لا شك أن سقف الطموح عال وكبير، ليس لدي بل لدى كل متخصص ومهتم بالشأن الأدبي، فضلاً عن المؤلفين. لأن الدعم والرعاية ماثلة وواضحة، ولأن جميع الظروف مهيأة لتحفيز تيار الإنتاج والإبداع في هذا المجال».

المصدر: الإمارات اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى