أخبار الإمارات

التوعية بالاستدامة في الإمارات.. ثقافة ومسؤولية

تمتلك دولة الإمارات تجربة ناجحة في مجال رفع مستوى الوعي البيئي الموجه لمختلف شرائح المجتمع، ويتصدر الاهتمام بالقضايا البيئية الأولويات الوطنية منذ تأسيس الدولة من خلال الخطط والاستراتيجيات التي تضمن استباق ومواجهة التحديات المناخية، وتحافظ في الوقت نفسه على الموارد الطبيعية من الاستنزاف أو الهدر.

وشرّعت دولة الإمارات منظومة قانونية محكمة لحماية البيئة، إذ حرصت على ضبط التصرفات المهددة للبيئة سواء من الأفراد أو المؤسسات، وعزّزتها بمبادرات تثقيفية وحملات توعية وبرامج بيئية إرشادية تم توجيهها لجميع فئات المجتمع.

وحرصت الدولة على الارتقاء بمستوى الوعي البيئي لدى أبناء الإمارات من خلال تبني التعامل مع قضايا البيئة بوصفها ثقافة ومسؤولية مجتمعية، بحيث يتفاعل الأفراد من خلالها مع أدوارهم في حماية البيئة وصون الطبيعة.

ولم تنحصر التوعية البيئية في ورش أو برامج توعية مؤقتة بل ترسخت في بنية المجتمع لتصبح جزءاً أساسياً من المناهج التعليمية والمقررات الدراسية للطلبة، وذلك لإعداد أجيال تنهض بدورها في حفظ وصون الطبيعة.

وتأتي مبادرة «عام الاستدامة» تحت شعار «اليوم للغد» لتكون جزءاً مهماً في هذه المنظومة التوعوية التي تسعى من ورائها دولة الإمارات إلى إبراز أهمية تراثها الحافل منذ تأسيسها في إطلاق وتبني المبادرات المستدامة، فضلاً عن نشر الوعي بقضايا حماية البيئة واستدامة الموارد وفتح الباب لمزيد من مشاركات أبناء المجتمع في الجهود الوطنية المرتبطة بقضايا حماية البيئة، ومواجهة تداعيات التغير المناخي.

وتتماشى هذه الجهود مع محور الأثر ضمن حملة «استدامة وطنية»، التي تسعى لنشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية في دولة الإمارات، تزامناً مع مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، حيث تستهدف الحملة تعزيز مفهوم الوعي البيئي في المجتمع، وتشجيع مشاركته في الجهود التي تسعى للحد من آثار التغير المناخي.

وتعد مبادرات التوعية المجتمعية بقضايا البيئة الموجهة إلى طلبة المدارس إحدى أهم المبادرات التوعوية، وتبرز في هذا الخصوص سلسلة برامج التعليم والتوعية البيئية الرائدة التي نفذتها هيئة البيئة – أبوظبي على مدى أكثر من 20 عاماً، ونجحت من خلالها في تحقيق العديد من الإنجازات.

وأطلقت الهيئة العام الماضي منصة «التعليم الإلكتروني الخضراء»، التي تعد أول أداة تعليمية إلكترونية مخصصة للموضوعات البيئية في الشرق الأوسط، والتي تهدف إلى تعزيز المعرفة والوعي البيئي مع التركيز بشكل خاص على البيئة المحلية في أبوظبي وسبل المحافظة عليها، وذلك في إطار سعيها لتوفير وسيلة تعليم إلكتروني رائدة عالمياً في مجال القضايا البيئية. وتعاونت هيئة البيئة – أبوظبي مع شركة «دو» لتأسيس شراكة رائدة تهدف إلى تسخير أحدث التقنيات الرقمية لجمع أكثر من 12 مبادرة من المبادرات البيئية طويلة الأمد، لتسهيل نشر المحتوى وزيادة المشاركة ورفع الوعي البيئي.

وخلال العام الجاري أطلقت الهيئة نسخة خاصة من حملة «الإمارات نظيفة» بمناسبة عام الاستدامة بالتعاون بين عدد من الجهات، وشارك في الحملة أكثر من 6000 شخص يمثلون مختلف الأعمار والجنسيات في الدولة، وسجلوا ما مجموعة 24 ألف ساعة تطوعية تقريباً، ونجحوا في تنظيف مساحة 25 كيلومتراً مربعاً في سبعة مواقع على طريقٍ رئيس يربط استراتيجياً الإمارات السبع.

كما نظمت بلدية دبي خلال العام الجاري عدداً من المبادرات والفعاليات لرفع مستوى الوعي البيئي لدى فئات المجتمع وتشجيعهم على تبني السلوك البيئي الإيجابي، وشملت ورشاً ومحاضرات بيئية، فضلاً عن إقامة حملات توعية لما يزيد على 2000 طالب من المدارس الحكومية والخاصة في الإمارة.


• 6000 شخص شاركوا في حملة «الإمارات نظيفة».

• «استدامة وطنية» تسعى لنشر الوعي حول قضايا البيئة في دولة الإمارات.


ثمار الجهود

انعكست ثمار الوعي البيئي في مجتمع الإمارات في التنافس بميادين التطوع في تنظيف البيئة وحمايتها، واستقطبت الدولة هذه المبادرات من خلال منصات حكومية، حيث أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة بوابة التطوع البيئي في عام 2017، كما أطلقت في عام 2018 الحملة التطوعية الأولى على مستوى الدولة «بيئتي مسؤوليتي الوطنية»، وفي يوليو 2020 أطلقت حملة «صون كنوز الطبيعة البحرية»، التي هدفت إلى زراعة الشعب المرجانية، بمشاركة العديد من الغواصين، وأطلقت خلال الفترة من 2020 – 2023 سلسلة من الحملات تهدف إلى جمع المخلفات البلاستيكية والورقية والزجاجية والإلكترونية وعلب الألمنيوم.

المصدر: الإمارات اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى