محطات

ابنة الألفي عام.. شجرة زيتون المهراس «سفير عالمي» جديد للمجتمع الأردني

الأردن (رويترز)

يسعى الأردن لتسجيل ملف جديد يوثق به شجرة زيتون «المهراس» الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، ضمن القائمة العالمية للتراث الثقافي غير المادي، فما حكاية هذه الشجرة، التي يتجاوز عمرها ألفي عام؟

تقول هيفاء النجار وزيرة الثقافة الأردنية والمسؤولة في الوقت ذاته عن ملف التراث الثقافي غير المادي «نحن في الأردن ننظر إلى شجرة الزيتون كسفيرة للمجتمع الأردني في أرجاء العالم، وهذه الشجرة تشتبك اشتباكاً إيجابياً اجتماعياً وثقافياً مع حياة الناس ومعتقداتهم ومحبتهم للأرض».

وأضافت أن هذه الشجرة، ووفق الدراسات العالمية، تعتبر النواة الأم لسلالات الزيتون في العالم، مشيرة إلى أن إدراجها على القائمة العالمية قد يتحقق في العام 2025.

فوائد شجرة المهراس

وبخلاف إنتاجه من الزيتون، تتعدد فوائد شجر المهراس، سواء في استخدام أخشابه بالصناعة، أو استخلاص الزيوت لإدخالها في العلاجات وصناعة بعض المستحضرات التجميلية. وفي عام 2023 أصدر البريد الأردني طابعاً تذكارياً تتصدره شجرة زيتون المهراس بالتزامن مع مهرجان الزيتون الوطني ومعرض المنتجات الريفية.

ويؤكد عبد الرزاق عربيات مدير هيئة تنشيط السياحة الأردنية أن موضوع «المهراس» يُعطي أهمية كبيرة للأردن على مستوى الترويج السياحي. وقال إن الهيئة أنجزت فيلماً تسويقياً بالتنسيق مع مركز البحوث الزراعية لشجرة زيتون المهراس كرمز وهوية أردنية.

وأضاف أنه الآن يتم تسويقها في دول الخارج وتحديداً في موضوع الزيت المستخرج من الشجرة التي يتجاوز عمرها ألفي عام، إضافة إلى رمزيته الدينية بالنسبة للديانة المسيحية. وأشار إلى أن السياحة الزراعية مهمة جداً وأصبحت جزءاً من التجارب السياحية لزائري الأردن خصوصاً المشاركة في قطاف الزيتون مع المجتمعات المحلية المنتجة.

وتنعقد اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية مرة كل عام، لبحث أوضاع العناصر المدرجة في قائمتها، والبت في الملفات المرشحة للانضمام للقائمة.

وقال نايف النوايسة خبير التراث وعضو الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري: «أثبتت الدراسات الزراعية والتراثية أن هذه الشجرة من أعرق أشجار الزيتون المعمرة والتي يصل أعمار بعضها لعشرات ومئات السنين، مما يؤهلها لتحمل إرثاً زراعياً وثقافياً يعكس عراقة الحضارة في الأردن كمنطقة استوطنها الإنسان من آلاف السنين، وليست ممراً للحضارات كما يقول البعض».

وأوضح أن سبب اختيار هذه الشجرة كعنصر تراثي لترشيحه للقائمة التمثيلية في اليونسكو، هو قدمها وثبات أصلها، وعراقة زراعتها في منطقة البحر المتوسط انطلاقاً من الأردن ثم انتشارها بعد ذلك في إسبانيا وإيطاليا وتونس وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية.

المصدر: صحيفة الخليج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى