إسرائيل تصعّد حرب إبادة غزة بالقصف والحصار والتجويع
واصلت إسرائيل، أمس الخميس، مع دخول حربها على قطاع غزة في الشهر السادس، غاراتها الجوية وقصفها المدفعي على أنحاء متفرقة في القطاع، موقعة عشرات القتلى ومئات الجرحى، وسط معارك عنيفة مع الفصائل الفلسطينية في مختلف محاور التوغل والقتال، وارتكب الجيش الإسرائيلي 9 مجازر ضد العائلات الفلسطينية راح ضحيتها 83 قتيلاً و142 مصاباً خلال ال24 ساعة الماضية، ما يرفع حصيلة الضحايا منذ بدء الحرب إلى 30800 قتيل و72298 مصاباً، في وقت أكدت منظمات حقوقية أن معدل الوفيات جراء الجوع في غزة «مخيف». وبينما ذكرت الأمم المتحدة أنها تختبر طريقاً عسكرياً إسرائيلياً لتوصيل المساعدات إلى شمال غزة، أكد مسؤول أمريكي أن الرئيس جو بايدن يعتزم الإعلان عن خطة لإنشاء ميناء مؤقت على ساحل غزة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية.
وشنت الطائرات الإسرائيلية مع دخول الحرب يومها ال153 غارات على أنحاء قطاع غزة، حيث جددت القوات الإسرائيلية استهداف تجمعات سكان ينتظرون المساعدات الإنسانية. وطالت الغارات حي الجنينة شرقي رفح جنوبي القطاع، ومنازل في مخيم النصيرات ودير البلح، في وقت جددت المدفعية الإسرائيلية قصف المربعات السكنية والمناطق المأهولة ومحيط مراكز الإيواء. وفي خان يونس، نسف الجيش الإسرائيلي عدداً من المنازل، وشن قصفاً مدفعياً مكثفاً يستهدف مناطق المدينة. وشمالاً، شن الجيش الإسرائيلي قصفاً مدفعياً على منطقة جحر الديك جنوب مدينة غزة، حيث اندلعت اشتباكات بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في المنطقة. ووفقاً لبيانات الجيش الإسرائيلي، أصيب 18 جندياً إسرائيلياً خلال المعارك في قطاع غزة، ستة منهم في حالة خطيرة، وذلك في الساعات الماضية.
وكشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس الخميس، أن 27 فلسطينياً من بين من اعتقلهم الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة «توفوا أثناء احتجازهم» في منشآت عسكرية إسرائيلية منذ بداية الحرب. كما كشفت هيئة البث الإسرائيلية أنه تم تسليم «47 جثماناً عبر معبر كرم أبوسالم كانت محتجزة لدى الجيش الإسرائيلي، وتعود لمواطنين من غزة، وتم تحويلهم إلى مستشفى النجار في محافظة رفح».
من جهة أخرى، قال مسؤول إغاثي كبير في الأمم المتحدة إن المنظمة ستقيّم كيفية استخدام طريق عسكري إسرائيلي متاخم لقطاع غزة لتوصيل المساعدات إلى مئات الآلاف من المدنيين في شمال القطاع. وقال جيمي ماكجولدريك منسق الأمم المتحدة للمساعدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن الأمم المتحدة تضغط على إسرائيل منذ أسابيع لاستخدام طريق على السياج الحدودي مع غزة، وإن إسرائيل أبدت بعض التعاون في الأسبوع الماضي. ووصف مقرر الأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، استخدام إسرائيل التجويع ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بأنه «إبادة جماعية». وقال «إننا نرى حالياً أطفالًا في غزة يموتون بسبب سوء التغذية والعطش»، وأضاف: «لم يسبق لنا أن رأينا أطفالاً يُدفعون بهذه السرعة إلى سوء التغذية في أي صراع عبر التاريخ الحديث». وحذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، من أن «معدل الوفيات جراء الجوع وسوء التغذية يرتفع بشكل مخيف في مدينة غزة وشمالها مع استمرار ارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية على مدار 5 أشهر»، مشدداً على أن «هناك تداعيات خطيرة لفشل المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف جريمة الإبادة المستمرة وإيجاد آليات فعالة لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ حياة الفلسطينيين في القطاع، وضمان تنفيذها».
في غضون ذلك، قالت مصادر أمريكية إن الرئيس جو بايدن قرر إعطاء أوامره للجيش الأمريكي بإنشاء ميناء في غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية بحراً إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، وفق ما أفاد مسؤول رفيع في الإدارة الأمركية، وذلك قبل إلقاء بايدن خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس. وقال مسؤولون إن الخطوة لن تشمل نشر قوات أمريكية في القطاع الفلسطيني، بل سيبقى العسكريون الأمريكيون في عرض البحر مع مشاركة حلفاء آخرين في التنفيذ.(وكالات)