أنصبة حصص المعلمين وعدد الطلبة يؤثران في الدراسة
تحقيق: حصة سيف
تصل أنصبة عدد من المعلمين في مدارس حكومية إلى ما يقارب 30 حصة دراسية في الأسبوع، فيما يصل عدد الطلبة في كل فصل دراسي إلى نحو 30 طالباً أو طالبة. ووصل في بعض المجمعات إلى نحو 40، وتُسند إلى المعلمين مهام إدارية أخرى بالمدرسة. وأكد تربويون أن تلك المعطيات تؤثر سلباً في الأداء المحوري للمُعلم في التدريس.
وأوضح تربويون وأولياء أمور، أن من مصلحة الطلبة أن يصل نصاب المعلم إلى ما بين 18 إلى 20 حصة أسبوعياً. وعدد الطلبة إلى 24 طالباً، ليحصل كل طالب على نصيبه الدراسي في كل مادة، ويفهم الدروس التي تعطى له.
قالت خديجة (معلمة فصل، لغة إنجليزية)، في مدرسة حكومية حلقة أولى: أكملت 18عاماً في التدريس، يراوح عدد الطلبة في كل فصل بين 30 و37 طالبة في كل شعبة، وأدرس خمس شعب، ويصل عدد الطلبة إلى 150 طالبة، واليوم الدراسي يشتمل على خمس حصص، ترتفع في أحد أيام الأسبوع إلى ست حصص، وتنظم لنا دورات أثناء الإجازة، فضلاً عن المهام الأخرى التي تتضمن تسليم ملفات وتقييم وتحليل درجات الامتحانات.
وأضافت «المعلم المرهق لا يعطي كل الطلبة حقهم في الشرح، خاصة إذا كان في الفصل طلبة من ذوي الهمم أو ضعاف في التحصيل الدراسي، وفوق هذا يتولى المعلم المهام الإشرافية الأخرى، كما يدخل في مشاريع ودورات تدريب، ورغم هذا نتحمل فوق طاقتنا، ويُترك المعلم مجهداً بمهام أخرى، من دون دعمه ب«مساعد مدرس»، أو أي مساعدة ممكن أن تريحه من بعض الأعباء.
خطط غير مدروسة
وأشارت إلى أن المعلم يُشغل بخطط غير مدروسة، ويضيع الوقت فيها بعيداً من مهامه الأساسية في التدريس، أما إذا كان نصاب المعلم من 15 إلى 20 حصة بالأسبوع، فهذا يتيح له مجالاً للإنجاز في المدرسة والإبداع، أما بالوضع الحالي مع ساعات الدوام إلى الثالثة ظهراً، فإن المعلم يؤدي دوره على قدر المستطاع ويكابد إلى أن يصل للمستطاع. لأن المرونة في العمل خاصة في ساعات الدوام تتيح مجالاً للمعلم لأن يؤدي دوره على أكمل وجه، كما أن اقتصار عمله على التدريس أفضل له وللطلبة، وعدم إسناد المهام الإدارية له، إذ إنها تستهلك أكثر من طاقتنا. موضحة أن الإدارة طلبت منهم إدخال درجات سلوك الطلبة، وتتضمن 17 سؤالاً، يتولى المعلمون الإجابة عنها عن كل طالب، غير المناوبات، والإذاعة المدرسية، وهو كله فوق طاقتنا.
العدد المناسب
وأوضحت أم محمد، (معلمة تربية إسلامية)، أن النصاب المثالي المناسب لكل معلمة 20 حصة دراسية خلال الأسبوع، وأقصى عدد ممكن ليأخذ كل طالب حقه من الشرح بين 20 و24 طالباً. وتلك الأعداد اتفق عليها المعلمون، لدرايتهم بالعدد المناسب من الطلبة لكل فصل، وبعدد الحصص التي يستطيعون تقديمها على أكمل وجه.
زيادة ومبالغة
وأكد مصدر تربوي، في «مجمع زايد التعليمي»، في الظيت برأس الخيمة، أن عدد الطلبة وصل بالمجمع الى 2400 طالب وطالبة، ووصل عدد الطلبة في بعض الفصول الى 44 طالباً، فيما كان العدد الأقصى للمجمع 2300 طالب وطالبة، بواقع 35 طالباً أو طالبة في كل فصل. مشيراً إلى أن المجمع يضم من الصف الخامس الى الثاني عشر لكلا الجنسين، بشكل منفصل، والزيادة كانت منذ بداية الفصل الدراسي الحالي بنحو 400 طالب وطالبة.
وأوضح أن الأعداد الفائضة كانت بين المتقدم والعام، وأغلب العام أعدادهم كبيرة جداً، فيما تنخفض أعداد المتقدمين، ولكن ليس في جميع الفصول، فالكثافة الطلابية مرتفعة جداً، لأن المجمع يخدم مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة، وأغلقت بعض المدارس المجاورة للصيانة، فأصبح لدينا كثافة طلابية. والإدارة رفعت بدائل مؤقتة إلى أن تحل المشكلة الأساسية، حتى نجد مدارس أو مجمعاً آخر يضم تلك الأعداد.
أمهات متطوعات
وأضاف أن الإدارة فعّلت الجانب التطوعي للأمهات التربويات المتقاعدات، لإعطاء حصص تقوية للطلبة وخاصة في الفصول الدنيا، في الصف الخامس، ومساعدة المعلمات لرفع مهارات الطالبات وخاصة في القراءة والكتابة، وغيرها من المهارات، مثمناً تجاوب المتطوعات.
ورغم وجود تلك البيئة ذات الكثافة الطلابية إلا أن معدل أغلب الطلبة كان أكثر من 70% في المواد الأساسية، بفضل تفعيل عملية تواصل أولياء الأمور مع المدرسة.
منى طحنون (ولية أمر) أكدت أن عدد الطلبة الأكثر من 30 طالباً في الفصل يؤثر في التحصيل الدراسي، وفهم الطالب للدرس، فالمعلم لا يستطيع أن يسأل ويتابع كل الطلبة في الحصة الواحدة، خاصة إذا كان مضغوطاً بالحصص الدراسية المتتالية، فلا وقت لديه لالتقاط أنفاسه والتريث في كل فصل بعد الحصة الدراسية، إذا كان لدى الطالب أي استفسار أو سؤال، والأفضل أن يقل عدد الطلبة في كل فصل، ويُخفض نصاب المعلمين، حتى يتحقق التحصيل الدراسي السليم، في الكم والكيف.
الإبداع والأنشطة
منى الشحي، (مديرة مدرسة سابقاً)، أكدت أن ارتفاع نصاب المعلم طبق من سنوات، ولكنه غير مجدٍ تماماً، ولا وقت للعمل المبدع إذا طلب منهم الإبداع والأنشطة. فالمعلم لا يجد وقتاً للإبداع وتطبيق الأساليب الابتكارية، فأغلب الوقت يقضيه متنقلاً بين الفصول ولا توجد فسحة إلا حصة واحدة، يلتقط بها أنفاسه. والمعلم بذلك النصاب مستهلك تماماً، موضحة أنها حين كانت تعطي المعلمات 24 حصة من النصاب، فإنها تفرغهن من ريادة الفصول ولا تعطيهن مهام إشرافية.