“دبي الرقمية” تطلق منصة دبي للبيانات والذكاء الاصطناعي
أعلنت هيئة دبي الرقمية، الجهة المشرفة على التحول الرقمي في إمارة دبي، تطوير منصة دبي للبيانات والذكاء الاصطناعي وفقاً لأفضل مواصفات ومعايير الجودة العالمية المعتمدة في هذا المجال، حيث أرست دبي الرقمية اليوم عقداً على شركة مورو – مركز البيانات للحلول المتكاملة “مورو”، الشركة التابعة لـ “ديوا الرقمية”، الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي ، تبدأ بموجبه العمل على تنفيذ المشروع نهاية شهر سبتمبر الحالي.
وتعتبر هذه المنصة الموحدة، بوابة للبيانات والإحصاءات الرسمية لدبي، حيث تتيح للجهات الحكومية والخاصة إمكانية استضافة البيانات وتبادلها عبر المنصة بسلاسة وفق أعلى درجات التوافر والأمان، كما توفر أساليب مبتكرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لعرض البيانات وتحليلها، الأمر الذي يسهم في دعم الحكومة في صناعة قرارات سديدة مدعومة بالبيانات والتحليلات المتقدمة، وبالتالي المساهمة في رفع مستويات النضج الرقمي التي تعمل دبي الرقمية على تعزيزها، إضافة إلى رفع مؤشر نضج البيانات، للارتقاء بمستوى البيانات الرقمية من حيث مراعاة أفضل المعايير في مجالات الجودة وسهولة الاستخدام والحوكمة.
وقع العقد في مقر دبي الرقمية، كل من معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وسعادة حمد عبيد المنصوري، مدير عام هيئة دبي الرقمية، بحضور سعادة يونس آل ناصر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للبيانات والإحصاء، والمهندس مروان سالم بن حيدر، نائب رئيس مجلس الإدارة للقطاع الرقمي والرئيس التنفيذي لمجموعة ديوا الرقمية، ومحمد بن سليمان، الرئيس التنفيذي لشركة مورو، وغيث السويدي المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي وذلك في مقر دبي الرقمية.
وتتيح منصة دبي للبيانات والذكاء الاصطناعي، للجهات الحكومية استخدام البيانات الاصطناعية، ضمن إطار العمل التطبيقي الذي أطلقته دبي الرقمية سابقاً في هذا المجال.
وتتميز المنصة ببنيتها التحتية القابلة للتطوير بما يتلاءم مع الاحتياجات المستقبلية المتزايدة، الأمر الذي يعزز من مرونة الأداء الحكومي في مجالات عدة ويساعد في توفير أرقام ومعطيات دقيقة عن مؤشرات الأداء في القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى توفير عدد كبير من التقنيات المتطورة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يقلل التكلفة ويعزز الاستخدام الأمثل للموارد ويدعم القرار المبني على حقائق وأرقام دقيقة، وبالتالي يشكّل وجهة رقمية متكاملة وموثوقة للحصول على جميع البيانات الحكومية.
وقال معالي سعيد محمد الطاير: “نعمل وفق توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، الرامية إلى تعزيز المكانة العالمية الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الحلول الرقمية “.
وأضاف : “يأتي التعاون مع دبي الرقمية في إطار التزامنا بتعزيز الابتكار الرقمي، حيث يمثل تطوير منصة دبي للبيانات والذكاء الاصطناعي خطوة محورية في تعزيز البنية التحتية الرقمية لدبي، بما يتماشى مع رؤية قيادتنا الرشيدة في تحويل الإمارة إلى مركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا. كما تساهم هذه الخطوة في تنفيذ أجندة دبي الاقتصادية ‘D33’ التي تهدف إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال عشر سنوات وتعزيز موقعها ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم”.
وقال معاليه : ” نثق بأن هذا التعاون القائم يشكل نموذجاً للتكامل بين المؤسسات لتقديم حلول تعتمد على أحدث التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، مما يعزز من قدرة دبي على تحقيق أهدافها في الاستدامة الاقتصادية ودعم نمو الأعمال والابتكار، وذلك في ظل التزامنا بمواصلة مسيرتنا نحو رقمنة الخدمات والعمليات، من خلال تقديم حلول مبتكرة تعتمد على أعلى معايير الجودة العالمية، لتوفير منصات مبتكرة تسهم في تحسين جودة الحياة وتدعم اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات لضمان استدامة التطور والنمو. ونحن على ثقة بأن هذه المنصة ستمثل خطوة هامة نحو تحقيق رؤيتنا في جعل دبي نموذجاً رائداً في التحول الرقمي”.
من جانبه قال سعادة حمد عبيد المنصوري مدير عام دبي الرقمية، إن تدشين الجيل الجديد من منصة دبي لبيانات الذكاء الاصطناعي، يأتي في مرحلة تشهد فيها مسيرة التحول الرقمي نقلة نوعية عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تعزيز القيمة الاقتصادية للبيانات الرقمية.
وأضاف : “بينما يشهد العالم الكثير من المتغيرات والتحولات المتسارعة في عالم التكنولوجيا، فإن أهمية البيانات الرقمية تبقى من الثوابت الراسخة في كافة تجارب التحول الرقمي، وفي مقدمتها تجربة دبي الرقمية التي تمضي بثقة لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في رقمنة الحياة في إمارة دبي وجعلها نموذجاً يحتذى في استخدام التقنيات الحديثة لخدمة الإنسان وترسيخ مكانة دبي كعاصة رقمية عالمية “.
وقال : ” نحن اليوم نعيش في قلب عصر جديد يمتاز باقتصاد البيانات والذكاء الاصطناعي، ولدينا هدف مشترك مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص على السواء يتمثل في تعزيز استخدام التقنيات والتوجهات الجديدة التي تنتهجها استراتيجية دبي الرقمية في مسيرة التحول الرقمي والمنسجمة مع أجندة دبي الاقتصادية D33، والتي تنص على إطلاق مشاريع مُبتكرة واعتماد مقاربات جديدة تدفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام، بما ينعكس على الجاذبية الاستثمارية للشركات ورواد الأعمال “.
وأوضح سعادته :” أن ما يتوفر اليوم من بيانات لدى الجهات الحكومية وغير الحكومية يمثل ثروة استراتيجية ووطنية، وعلينا أن نُحسن التعامل مع هذه الثروة التي ستمكننا من صنع المستقبل المنشود لجعل دبي عاصمة رقمية عالمية وترسيخ صورتها كنموذج ملهم للمدن التي تستفيد من التكنولوجيا لتقديم أفضل تجربة للعيش لسكانها، وأفضل بيئة استثمارية لشركاتها” ، داعيا إلى توسيع نطاق الاستفادة الممكنة من المنصة على مستوى الجهات الحكومية والشركات الخاصة والأفراد، سواء لأغراض الابتكار أو تطوير الأعمال، أو الأبحاث العلمية وغيرها.
من جهته قال سعادة يونس آل ناصر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للبيانات والإحصاء: “تأتي منصة دبي للبيانات والذكاء الاصطناعي استكمالاً لمسيرة ممتدة من الاهتمام بالبيانات بوصفها المحرك الأهم للتحول الرقمي، ذلك الاهتمام الذي تجسد بداية في النسخة الأولى من منصة البيانات ‘دبي بالس’ التي أطلقناها في 2017، وها هو يتجسد بصورة عصرية في هذه النسخة الجديدة التي تقوم على الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات الحكومة في مجالات تبادل البيانات والتكامل والترابط بما يسهم في تعزيز الابتكار واتخاذ القرارات وتقديم تجارب رقمية تقوم على الاستباقية والشمولية والتخصيص “.
وأضاف سعادته : ” هذه المنصة تواكب طموحات دبي ورؤيتها المستقبلية، ونحن نهدف من خلالها إلى الاستفادة من البيانات الضخمة التي نمتلكها في دبي وتوفير مرجعية رقمية تلبي احتياجات المتعاملين من أفراد المجتمع والشركاء على مستوى القطاعين الحكومي والخاص مع ثقتنا هذا العقد مع شركة مورو سيسهم في استمرار جهود دبي الرقمية في الاستفادة من التقنيات الحديثة، ولا سيما تلك التقنيات التي تتعلق بالبيانات الرقمية والحلول والتطبيقات المنبثقة منها، فضلاً عن تنظيم البيانات، وتحقيق القيمة المضافة “.
بدوره قال المهندس مروان سالم بن حيدر، نائب رئيس مجلس الإدارة للقطاع الرقمي والرئيس التنفيذي لمجموعة ديوا الرقمية: “يسعدنا أن نساهم مع دبي الرقمية في تطوير منصة دبي للبيانات والذكاء الاصطناعي، والتي ستشكل ركيزة أساسية في تحقيق رؤيتنا الطموحة لمستقبل رقمي متقدم ” .
وأضاف : ” من خلال هذه المنصة، نسعى إلى تعزيز قدراتنا في استخدام البيانات الرقمية والذكاء الاصطناعي لدفع عجلة الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة في دبي، وذلك في ظل شراكتنا مع دبي الرقمية لتتيح لنا تقديم حلول متكاملة تتسم بالكفاءة والمرونة، بما في ذلك إدارة المنصة واستضافتها ضمن سحابة ‘مورو’، إلى جانب توفيرنا لخدمات الأمن السيبراني المدارة بما يتماشى مع اتفاقية شراكتنا مع هيئة دبي الرقمية الخاصة بمشروع ‘سُحُب دبي الرقمية’ “.
وتوفر المنصة خدماتها لجميع المؤسسات المنضوية تحت مظلة دبي الرقمية بالإضافة إلى الجهات الحكومية في الإمارة، وغيرهم من الفئات الأخرى التي تستفيد بشكل دائم من منظومات البيانات المفتوحة والإحصائية التي توفرها مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء
كما تتيح المنصة ميزة تبادل البيانات بصورة لامركزية، وتدعم نماذج الابتكار عبر الاستفادة من سحابة مورو التي تقوم على أحدث توظيف للتقنيات في إدارة البيانات والتحليلات التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة من خلال منظومة حوكمة حديثة ومرنة ، فيما يتضمن العقد توحيد المنصات والبوابات القائمة “دبي بالس ومركز دبي للإحصاء” مع ترحيل المنظومات وفق آليات سهلة وانسيابية.
وستتم استضافة المنصة في سحابة مورو، كما ستتم إدارتها من قبل ” مركز مورو – Moro Hub” ، مع الاستفادة من خدمات الأمن السيبراني بما يتوافق مع اتفاقية دبي الرقمية للخدمات السحابية.
وتستفيد المنصة من أحدث التقنيات المتخصصة في دعم المدن الرقمية، مع مراعاة أعلى درجات الاستقرار واستمرارية الأعمال والبنية التحتية، بما يدعم خفض التكاليف وتحقيق القيمة المضافة والكفاءة والفاعلية واختصار الزمن.
وتمثل المنصة تطبيقاً عملياً لمقتضيات قانون البيانات، كما تمثل تجسيداً للمرونة الحكومية ولدور دبي الرقمية كممكّن للتحول الرقمي ، فيما تتيح المنصة الاستفادة من الإمكانيات الواسعة للذكاء الاصطناعي، بما يعزز الاستدامة والديناميكية الاقتصادية.
وستكون المنصة عبارة عن إطار موحد لكافة منظومات البيانات والإحصاءات في دبي، الأمر الذي يعكس مدى التكامل والترابط بين الجهات الحكومية وغير الحكومية المشاركة فيها.
كما تعزز المنصة توجهات المدن الرقمية في مجالات الاستباقية وتطبيقات إنترنت الأشياء والأمن السيبراني والتحليلات الآنية والخدمات الذاتية والمشاركة المجتمعية.