نقاد وفنانون: الكوميديا الأردنية في حالة حرجة

عمّان: «الخليج»
أجمع نقاد وفنانون على أن الكوميديا الأردنية في حالة حرجة للغاية وتستدعي مراجعة حاسمة لإنقاذها، معتبرين الأعمال التي عُرضت خلال رمضان الماضي أظهرت عيوباً واختلالات كبيرة في النصوص ومدخلات التنفيذ.
قال الناقد الفني رسمي محاسنة: شاهدنا سذاجة لا علاقة لها بالكوميديا ونحتاج إلى وقفة جادة بعيداً عن المجاملات الزائفة ابتداء من النصوص التي افتقرت لأصول الكتابة في هذا النطاق مروراً بمخرجين ليس لديهم القدرة على تقديم معادل بصري ومقترحات جمالية وفكرية وضبط إيقاع الأعمال وانعكاس ذلك على أداء الممثلين.
وعدّ محاسنة الجزء الجديد من عمل «وطن على وتر» لا يمت للكوميديا بصلة وجاء بمضامين سطحية وخاوية القيمة فيما وجد «مجمع السعادة» عملاً مفككاً وقدّم صورة مغلوطة عن «حرّاس الأمن» في المراكز التجارية والشركات والفنادق وحاول افتعال «الضحك» دون جدوى.
وانتقد محاسنة كذلك الجزء الخامس من «جلطة» قائلاً: تجتمع في هذا العمل عناصر الضعف ابتداء من التكرار والاجترار ضمن النص وغياب الفكرة القيّمة وتشظي البناء الدرامي وافتقاد روح الكوميديا الحقيقية والتلقائية وخفة الظل وغياب الرؤية الإخراجية وتناقض الأداء التمثيلي مع سير الأحداث والبيئة المطروحة وتقديم ما لا يتجاوز الملل والرتابة.
وذكر محاسنة أن عمل «مشوّح وملوّح» بث بعض التفاؤل في حلقته الأولى من خلال تقديم مفارقات التناقض بين شخصيتين رئيسيتين حول التمسك بالقيم الاجتماعية من عدمه لكنه كشف سريعاً هزالة التنفيذ وسذاجة الطرح وسطحية الارتجال.
وأضاف: كان موسماً باهتاً للكوميديا الأردنية بلا منافسة ولا حضور ويجب مراجعة ما حدث للخروج من دوامة الحلقة المفرغة.
ورأى الكاتب الدرامي والناقد رياض سيف أن ما قُدّم وصل إلى حالة متردية ومسيئة فنياً. وقال: وصلنا إلى هذا المستوى بعد تراكمات على مدى السنوات الأخيرة ويكاد يكون هناك إصرار على التهاوي.
وأضاف: نحن بحاجة إلى لجان متخصصة وملتزمة لإجازة الأعمال لاسيما على شاسة التلفزيون الأردني الرئيسية وهناك نصوص رُفضت سابقاً بسبب السطحية لنتفاجأ بتحويلها إلى أعمال.
ووجد سيف الحاجة ملحة إلى مؤتمر بمشاركة معنيين مُخلصين ومسؤولين وأطراف العملية الإنتاجية لمناقشة الأمر ووضع الحلول اللازمة والتوصل إلى «ميثاق عملي» مُلزم.
ورأى المخرج د. مخلد الزيودي أن تغييب النقد الفني الموضوعي قاد الأمور إلى ما وصلت إليه. وقال: هناك قصد في تقديم أعمال بمستوى هابط شكلاً ومضموناً وإقصاء الكتّاب والمخرجين لصالح صُنّاع جدد ونحن بحاجة إلى مؤتمر وطني شامل يبحث ما آلت إليه الأعمال.
وأخذ الممثل الكوميدي حيدر كفوف على تصدر بعض من يُطلق عليهم مشاهير التواصل الاجتماعي دون خبرة كافية وقدرات حقيقية في التمثيل. وقال: إذا لم ترتق الكوميديا والأعمال الفنية عموماً إلى ذائقة المشاهدين بضمير وتطوير دون ترك الأمور لمن لا يملكون التعامل معها ستصبح محتويات المنصات التقنية هي البديل الوحيد وهذه معضلة كبيرة.