هل يجوز اصطحاب الأطفال لأداء مناسك الحج؟

تحدّث الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية عن مدى صحة حج الأطفال، في ظل وجود شرط البلوغ والتكليف لأداء الفرائض.
وأوضح في فتوى نشرتها دار الإفتاء المصرية حول اصطحاب الآباء أبناءهم أثناء أداء مناسك الحج أن ما قام به الطفل من أداء مناسك الحج أياً كان عمره هو حج صحيح شرعاً.
وأضاف أن حج الطفل يؤجر عليه هو ووالده، ويقع عنه تطوعاً، سواء كان قد أدى مناسك الحج بنفسه، أو أن والده قد قام بمساعدته في أدائها، أو أداها عنه.
وأكد أن اشتراط البلوغ في وجوب الحج على الإنسان لا يمنع حج الصغير إذا أداه من غير أن يكون ذلك واجباً عليه، وهذا محل اتفاق بين العلماء، ولا عبرة بمَن خالفهم؛ لما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، من حديث السائب بن يزيد رضي الله عنهما قال: «حُجَّ بِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ»، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَنَا النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَلَبَّيْنَا عَنِ الصِّبْيَانِ، وَرَمَيْنَا عَنْهُمْ».
وتابع مفتي الديار المصرية أن جماهير الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة، وابن حزم، وغيرهم اتفقوا أن حج الصغير صحيحٌ منعقد؛ يُثاب عليه شرعاً، ويقع عنه تطوعاً، بل ولو كان رضيعاً، ويُحرِمُ عنه وليه حال عدم تمييزه، ويؤدي عنه المناسك كلها، فإن كان مُمَيِّزاً أحرم عن نفسه بإذن وليه، وأدى عن نفسه ما استطاع من المناسك، فإن عجز عن شيءٍ منها قام به وليه عنه.