Connect with us

محطات

أطباق البلد الأم تخفف غربة المهاجرين

ينتاب لورا ليناريس شعور بالحنين إلى فنزويلا التي غادرتها قبل خمس سنوات لتستقر في المكسيك… لكن عندما تعدّ أطباق بلدها التقليدية وتعيد اختبار نكهات تذكّرها بطفولتها، يتبدد الشعور بالضيق لديها.

بالنسبة إليها، كما الحال لكثير من المهاجرين الباحثين عن حياة أفضل، تمنح استعادة أطباق البلد الأم شعوراً باسترجاع ما هو أعزّ على قلبها. وتقول الشابة البالغة 29 عاماً وهي تطبخ في شقتها الصغيرة بالعاصمة مكسيكو: «أريد أن أشعر بأنني قريبة من عائلتي ومن جدتي ومن لحظات مهمة».

وكانت ليناريس التي تحضّر للماجستير في اللغويات بالعاصمة المكسيكية بعد فرارها من الأزمة في بلادها، من الفائزين في آذار/مارس في مسابقة دولية تحمل اسم «سابوريس ميغرانتيس كومونيتاريوس» («مذاقات مجتمع المهاجرين») نظمها برنامج «إيبركولتورا فيفا» للتعاون التقني والمالي بين حكومات المنطقة برئاسة المكسيك.

Advertisement

وفازت الشابة المتحدرة من مدينة سان كريستوبال في جبال الأنديس، في غرب فنزويلا، في المنافسة بفضل وصفة نموذجية من منطقتها، تعتمد على البطاطا والحليب والثوم المعمر والجبن والبيض المسلوق، تسمى «تورمادا».

ورغم أنها ليست مشهورة بالقدر عينه لفطيرة «أريبا» التقليدية الفنزويلية المحضرة من الذرة وغالباً ما تكون محشوة باللحم، أو طبق «هالاكاس» المحضّر عادة في الاحتفالات والمصنوع من عجينة الذرة واللحوم والزيتون والفلفل والعنب الجاف، فإن طبق «تورمادا» هذا لا يقل شهيّة عن سائر الأطباق الفنزويلية.

ولم يكن سلوك طريق الهجرة، كما فعل سبعة ملايين فنزويلي في السنوات الأخيرة، خياراً سهلاً على الشابة، رغم سعادتها لتمكنها من تناول بعض المنتجات المحلية مجدداً، مثل التفاح الذي أصبح نادراً وغير ميسور التكلفة في فنزويلا التي تمر بأزمة غير مسبوقة مع انكماش بنسبة 80% في الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 2013 و2021.

Advertisement

عودة إلى الأصل

للتغلب على التقلبات النفسية الناجمة عن الاغتراب، انصرفت لورا ليناريس إلى إعداد أطباق مثل «تورمادا»، وكذلك «باستيل دي بلاتانو»، وهي كعكة مصنوعة من الموز، أو «بوليتوس ألينادوس»، وهي وصفة يُخلط فيها دقيق الذرة مع البصل المقلي المتبل بالفلفل الحلو والبابريكا.

وتوضح ليناريس أن هذا الأسلوب يشكل طريقة «لأنقل دياري» إلى بلد إقامتها الجديد. كما ساعدها ذلك في تكوين جماعة تتشارك الاهتمام بأطباق غير معروفة بدرجة كبيرة ولا تُدرج عادة على قوائم الطعام في المطاعم الفنزويلية الموجودة في العاصمة.

Advertisement

وقد استقر حوالى 340 ألف أجنبي في المكسيك في عام 2022، بحسب أرقام رسمية.

يشرح الباحث الغواتيمالي إديزون موخ كوميس لوكالة فرانس برس أنه «عندما نكون في بلد آخر، نجرب الأطعمة الأخرى، لكننا نعود دائماً إلى أصل طعامنا الذي تعلمناه من أمهاتنا، لنشعر بهذه الصلة»، معتبراً أن ذلك يشكّل جزءاً من «عملية تحديد هوية يتم تشكيلها منذ الولادة».

ويقول الفنزويلي خوسيه بوستيلوس البالغ 45 عاماً، إنه انفجر في البكاء بعد تناول أول شطيرة «أريبا» له بعد شهرين ونصف شهر من وصوله إلى المكسيك.

Advertisement

ويضيف «أشعر بأني استرجعت بلدي ومدينتي وشعبي».

المصدر: صحيفة الخليج

Advertisement
Continue Reading
Advertisement
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share via