90% من المصابين بجلطات.. مدخنون
كشفت جمعية الإمارات للقلب أن 90% من المصابين بالجلطات القلبية مدخنون، مؤكدة أن أمراض القلب والشرايين سبب رئيس للوفيات.
وحذرت من اتباع نصائح أطباء وسائل التواصل الاجتماعي، التي تتسم بالفوضى وعدم المصداقية، والابتعاد عن المنهاج العلمي.
وتفصيلاً، قال نائب رئيس الجمعية استشاري أمراض القلب والشرايين، البروفيسور عبدالله شهاب لـ«الإمارات اليوم»، إن نحو 90% من المصابين بالجلطات القلبية مدخنون، لافتاً إلى أن وفيات أمراض القلب سنوياً بلغت 21 مليون حالة عالمياً، خصوصاً الجلطات القلبية.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالإجراءات الوقائية في عمر مبكر، قبل التعرض أو الإصابة بهذه الأمراض.
وأوضح أن الفئة العمرية من 40 عاماً فما فوق هي الأكثر عرضة لأمراض الشرايين والجلطات القلبية، بسبب كثرة العوامل المسببة للإصابة بأمراض السكري والضغط وارتفاع معدلات الكوليسترول في الدم.
وأشار إلى أنه في السابق كانت الإصابة بأمراض القلب والشرايين تنتشر في الفئات العمرية الأكبر سناً، إلا أنه حالياً بدأت تنتشر بين شباب في مرحلة العشرينات، مشيراً إلى أنه خلال الأيام العشرة الأخيرة فقط استقبل أربع حالات مصابة بجلطات قلبية تراوح أعمارهم بين 29 و40 عاماً. وأرجع إصابة الشباب في أعمار صغيرة إلى التدخين، واتباع نمط حياة غير صحي وغير متزن، سواء داخل البيت أو خارجه.
وشدد شهاب، على ضرورة التنبه لأسباب الوقاية في مراحل عمرية مبكرة، أبرزها اتباع نظام غذائي متوازن، يعتمد على الخضراوات والفواكه واللحوم، بنسب مسموح بها، والحرص على ممارسة النشاط البدني والذهني في الحياة المهنية والعامة، والابتعاد عن الوجبات السريعة والأغذية المصنعة، وإجراء فحوص دورية بدءاً من عمر 20 عاماً، خصوصاً في حال كان الإنسان لديه تاريخ وراثي في عائلته للإصابة بالأمراض المزمنة.
وحذر من اتباع نصائح أطباء وسائل التواصل الاجتماعي، التي تتسم بالفوضى وعدم المصداقية والابتعاد عن المنهاج العلمي، خصوصاً بعد تصدر مشاهير يدعون أنهم أطباء، ويقدمون نصائح صحية بهدف تحقيق «الترند» على حساب الحقيقة.
وأكد أن نمط الحياة غير الصحي يسهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية، خصوصاً مع زيادة العوامل المساعدة على الوفاة بالمرض، مثل الإصابة بأمراض السكري والضغط والقلق والتوتر.
ولفت إلى أن دراسة حديثة كشفت أن بين 70 و80% من سكان الإمارات يعانون ارتفاع نسبة الكوليسترول، فيما يعاني ثلث السكان الضغط، وخمسهم السكري، ويندرج سُدس السكان تحت فئة المدخنين.
وأكد شهاب أهمية تكثيف التوعية المجتمعية بمسببات هذه الأمراض، لاتخاذ الحملات الوقائية المناسبة للتصدي لأمراض القلب والشرايين، التي غالباً ما تتمثل في تغيير أسلوب الحياة وممارسة الرياضة.
إلى ذلك، أكدت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف تكثيف جهودها وبرامجها ومبادراتها التخصصية في هذا الشأن، مشيرة إلى أنها أطلقت وحدة العناية بالقلب، وهي أحدث مركبات الإسعاف المتخصصة التي أطلقتها بهدف تقديم العناية المتقدمة للحالات الطارئة الحرجة، كالسكتة القلبية أو الجلطة، إلى جانب الاستجابة للحوادث البليغة وفقاً لأحدث البروتوكولات العلاجية، أثناء نقل المريض أو المصاب إلى أقرب وأنسب مستشفى. وذكرت أنه يعمل على متن وحدة العناية بالقلب مسعف متقدم مزوّد بجميع الخبرات والمعارف المهنية، على أهبة الاستعداد لجميع أنواع الحالات الطارئة، كما تم تزويده بالأدوية المخصصة لمثل تلك الحالات التي تُعطى للمريض بناءً على تشخيص الحالة.
وأضافت: «يميز وحدة العناية بالقلب أيضاً أنها تحتوي على أحدث أجهزة التنفس الاصطناعي والإنعاش القلبي، إضافة إلى الأدوية المتخصصة التي يتم إعطاؤها للمريض أثناء نقله إلى المستشفى، وفي الحالات البليغة وأثناء نقل المريض في سيارة الإسعاف، كما أنها مزوّدة بجهاز صدمة كهربائية، الذي يعطي الصدمات الكهربائية لمرضى القلب في حالات الرجفان القلبي، ويقيس مختلف العلامات الحيوية.
في سياق متصل، أظهرت إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن الأمراض القلبية الوعائية سبب رئيس للوفاة في العالم، إذ تتسبب في وفاة نحو 17.9 مليون شخص كل عام، وعرفت الأمراض القلبية الوعائية بأنها مجموعة اضطرابات تصيب القلب والأوعية الدموية، وتشمل مرض القلب التاجي، ومرض الأوعية الدماغية، وداء القلب الروماتيزمي واعتلالات أخرى، ويعزى أكثر من أربعة أخماس وفيات الأمراض القلبية الوعائية إلى النوبات القلبية والسكتات، ويحدث ثلث هذه الوفيات مبكراً عند أشخاص تقل أعمارهم عن 70 عاماً.
وذكرت المنظمة أن النظام الغذائي غير الصحي، والخمول البدني، وتعاطي التبغ، وتعاطي الكحول على نحو ضار من أهم عوامل للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، كما يمثل تلوّث الهواء عاملاً مهماً من بين عوامل الخطر البيئية، وقد تظهر آثار عوامل الخطر السلوكية لدى الأفراد في شكل ارتفاع في ضغط الدم، وارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، وزيادة نسبة الدهون في الدم، وزيادة الوزن والسمنة، ويمكن قياس «عوامل الخطر المتوسّطة» هذه في مرافق الرعاية الأولية، لبيان مدى زيادة خطورة الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وقصور القلب ومضاعفات أخرى.
وأظهرت دراسات وأبحاث المنظمة أنه ثبت أن الإقلاع عن تعاطي التبغ، وتقليل كمية الملح في النظام الغذائي، وتناول كمية أكبر من الفواكه والخضراوات، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتجنب تعاطي الكحول على نحو ضار، هي عادات تقلل خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأنه لا غنى عن السياسات الصحّية التي تهيئ بيئات مواتية لإتاحة الخيارات الصحّية بتكلفة معقولة، فضلاً عن تحسين نوعية الهواء وتقليل معدلات التلوّث، لتشجيع الناس على اتباع سلوك صحي.
وتجدر الإشارة إلى أن العالم يحتفل في 29 سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للقلب، بهدف زيادة الوعي بأمراض القلب والأوعية الدموية وأهمية الوقاية منها.