محطات

ناشرون: تحديات كثيرة تواجه كتاب الطفل العربي

  • إحسان السويدي: ضعف أعمال الترجمة ضمن المعوقات
  • د.غياث مكتبي: الإمارات تبذل جهداً لدعم الكتاب إجمالاً
  • د.اليازية خليفة: منافسة شرسة بسبب الأجهزة الذكية
  • أشرف شاهين: إصدارات الأطفال لها معايير خاصة
  • عبير العربي: لا بد من استمرار إنتاج الكتاب الورقي

الشارقة – راندا جرجس

لا تزال التحديات تواجه صناع إصدارات أدب الطفل الذي يُعد من أساسيات بناء أجيال المستقبل، حيث إن الإنتاج الذي يقدم للطفل العربي قليل منه مناسب، وعلى الجانب الآخر نجد أن أغلب الكتابات تأخذ من وقت الطفل، وتستنزف طاقته، فيحيد نظره عن الكتاب، لأن المحتوى غير الجيد سلبي، ولا يضيف جديداً للشغف بالقراءة، بل يقلل من نصيب هذه الهواية في تكوين شخصيته، والتأثير السلبي لانتشار الأجهزة الإلكترونية التي تُقيد عقول وأفكار الصغار ولا تعطي المجال للتفاعل والابتكار.

وأدلى عدد من الناشرين بآرائهم حول المعوقات التي تواجه كتاب الطفل العربي، خلال مشاركتهم في فعاليات الدورة ال14 من «مهرجان الشارقة القرائي للطفل».

قالت إحسان السويدي، مدير نبض القلم للنشر والتوزيع: «تحديات كتاب الطفل تكمن في معوقات عدة، منها: التأليف، والندرة الكمية والفنية في المختصين في تأليف كتب الأطفال في الوطن العربي، لا سيما تلك التي تخاطب عقول الصغار، وضعف أعمال الترجمة والنقل والتوطين الثقافي للمنتجات من كتب الأطفال العالمية».

وأشارت إلى أن انتشار الأجهزة الإلكترونية ربما يكون عائقاً، أو داعماً، ومسانداً إذا تم استغلال أدواتها وبرامجها وتكنولوجيتها وإصدار كتب الأطفال بالشكل الحديث (إلكتروني) الذي يراعي الإخراج الجيد والحركة والحيوية التي تناسب رغبات واحتياجات سنهم، كما يُعد ضعف نمط النشر العربي الذي ينبغي أن يواكب عالم النشر المتطور من أهم التحديات، حيث إن مخاطبة الأطفال يجب أن تتماشى مع لغة العصر الذي يعيشون فيه.

خصم يصل إلى 50% | عروض التصفية من أمازون

وأشارت السويدي إلى أن النهوض بكتاب الطفل العربي يتم عن طريق الابتعاد عن نمطية الكتاب التقليدي، حيث إن قطاع النشر العالمي يطور من الشكل والمحتوى الذي يخاطب به هذه الفئات، ويراعي الجاذبية والتفاعلية التي تحبب الطفل في القراءة. وينبغي للكتاب والناشرين العرب أن يركزوا اهتمامهم على عناصر الجذب والابتكار في صناعة كتاب طفل ينافس الكتب الأجنبية.

وتابعت: «لا بد من ضرورة الاهتمام بالدراسات والبحوث لمجال كتب الأطفال، لزيادة إتقان الكتّاب المختصين بالأطفال للمعايير المناسبة، والتي تعمل على تطوير منتجاتهم لتناسب احتياجات الأطفال، وكذلك ستعمل على توفير مجموعة من النقاد المتخصصين في هذا المجال لتقييم الأعمال والإبداعات».

وأوضحت أن الكتابة للأطفال تحتاج إلى معايير علمية ينبغي أن تخضع لها، مع ضرورة التدخل الحكومي عبر برامج تدعم تطوير المبدعين الذين لديهم أسس الموهبة في مجال كتب وأدب الأطفال، كما يلعب اهتمام دور النشر بتشجيع الترجمة والنقل والتوطين الثقافي للمنتجات من كتب الأطفال العالمية دوراً مهماً في زيادة الإتقان والحداثة لأدب وكتاب الأطفال، والمنافسة والإبداع».

مبادرات وفعاليات

يوضح د.محمد غياث مكتبي، صاحب دار «مكتبي للنشر والتوزيع» في سوريا، أن كتاب الطفل في ظل وسائل الاتصال الحديثة المتنوعة، وعلى الرغم من أنه يمر بمرحلة ومنعطف مهم، إلا أنه يقف صامداً متآلفاً لوجود مبدعين متنورين يحافظون على أخلاقيات مجتمعهم وعاداتهم وتقاليدهم، وما زال كتاب الطفل العربي محط أنظار دور النشر الدولية لأفكاره وإبداعاته، ونافس بعض الرسامين العرب الكثير من الرسامين الدوليين، ونالوا إعجابهم بالتأليف والرسم.

ويضيف: «من هنا ظهرت الكثير من المبادرات لدعم كتاب الطفل وعودة الكتاب الورقي إلى المدارس لمكانته وأهميته، كما يلقى اهتماماً من وزارة التربية والتعليم في كل الدول العربية، ولا شك أن دولة الإمارات تبذل الكثير من الجهد لدعم الكتاب إجمالاً، والمحتوى المُقدم للطفل خصوصاً، والجدير بالذكر أن إمارة الشارقة سباقة دائماً بالمبادرات والفعاليات، بتوجيهات من صاحب الرؤية وصاحب النظر الثاقب في رعاية ودعم الكتاب الورقي، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حفظه الله.

منافسة شرسة

تؤكد د.اليازية خليفة، صاحبة دار الفلك الإماراتية للترجمة والنشر، أن أهم التحديات التي تواجه صُناع كتاب الطفل هي ارتفاع معدل الكلفة، ووجود نقص في إحدى الركائز الأساسية، فربما يكون هناك محتوى جيد مع رسوم ضعيفة، أو العكس، إضافة إلى وجود منافسة شرسة نتيجة انتشار الأجهزة الذكية، والأسوأ أن الوالدين هما من يضعان الأبناء لمشاهدة مقاطع «يوتيوب» لإشغالهم، غير مدركين التأثير السلبي لهذه الأجهزة في تفكير وتركيز ونفسية الطفل، وخفض نسبة الذكاء الاجتماعي.

وتلفت خليفة إلى ضرورة أن يكون الكتاب ذا محتوى متميز لبناء الطفل، كما يجب منح الصغار مساحة حرة بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية، وأن يُستبدل بالتطبيقات والألعاب تجارب لمس الأشياء بأصابعهم والكتب والأوراق، والخربشة والرسم باستخدام الأقلام والألوان، للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وتحرير عقولهم.

تنمية القراءة

يتفق معها أشرف شاهين، مدير وصاحب دار نشر البرج ميديا بمصر، قائلاً: «لقد ساهم انتشار وسائل التواصل الإلكتروني في خفض نسبة الإقبال على الكتاب الورقي، ولكن لم تمنع توفره، إضافة إلى ارتفاع أسعار الورق والطباعة، حيث إن إصدارات الأطفال لها معايير خاصة من حيث الرسومات والألوان والكتابة والمحتوى والطباعة الفاخرة، ولذلك تكمن الحلول في تدخّل الجهات والمؤسسات الحكومية التي يجب أن تدعم هذا القطاع المهم، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها إمارة الشارقة في دعم الثقافة وصُناع الكتاب على مدار عقود، والتي تساهم في تنمية القراءة وتحفيز دور النشر على إنتاج الأفضل، محلياً وعربياً ودولياً.

محاكاة العقول

تشير عبير العربي، صاحبة دار شأن للنشر والتوزيع بالأردن، إلى أن أهم التحديات التي تواجه صناعة كتاب الطفل، هي عدم وجود نصوص تحاكي تطور عقول الصغار واليافعين، حيث إن المحتوى الذي يتناسب مع الأجيال السابقة أصبح لا يتماشى مع تفكير أطفال هذا العصر، ولا بد من مخاطبتهم بما يجدون فيه متعة وتطوراً لأفكارهم، وأن تكون القصص مستوحاة من الخيال، والموسيقى، وشخصيات السوشيال ميديا، والمباريات، والكرة، والمغامرات، وغيرها.

وتضيف: يمكن أن يساهم في مواجهة هذه التحديات نشر نبذة من الكتاب إلكترونياً للتشويق، وتكون التكملة في الكتاب الورقي، وبهذا نكون جمعنا بين الاثنين، ولا بد من الاستمرار في إنتاج الكتاب الورقي، حيث إن لمس الورق والعلاقة بين القارئ الصغير والكتاب لها العديد من الفوائد المعرفية، والثقافية، والنفسية.

المصدر: صحيفة الخليج

amazon.ae

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى