
مهندس إماراتي يقوده شغفه لتأسيس حديقة حيوان مصغرة
قاد الشغف بعالم الحيوان، المهندس الإماراتي أحمد حسن الحمادي إلى اقتناء مجموعة كبيرة من تلك الكائنات، بعضها نادر في حديقة مصغرة ببيته، يطمح أن يتوسع فيها ويضيف لها مزيداً من الأنواع.
وأكد الحمادي لـ«الإمارات اليوم» أنه لا يهدف إلى تحقيق مكسب مادي، ولكن يسعى لنقل حبه للحيوانات والمعلومات التي لديه عنها إلى الناس، وتوعيتهم بأهمية الاستدامة والحفاظ على البيئة، وكيفية التعامل مع الحيوانات ورعايتها والحفاظ عليها.
وأضاف المهندس الإماراتي – خلال جولة في الحديقة التي تقع في منطقة الفقع بأبوظبي – أنه بدأ في تأسيس الحديقة منذ ما يقرب من عامين بدعم من خاله مسعود، الذي تعلم منه حب الحيوانات وكيفية رعايتها والاهتمام بها، وحالياً تضم الحديقة مجموعة كبيرة من بينها الراكون وقط السيرفال والوشق وبعض القردة النادرة وزباد النخيل وبعض أنواع الليمور والطيور والببغاوات.
ولفت الحمادي إلى أنه بدأ حكاية هذا الشغف بنوع من العصافير، وكان خاله يركز على أن من يقتني حيواناً لابد أن يثبت جدارته بذلك وقدرته على رعايته. وقال إنه بعد ذلك خاض تحدياً مهماً عندما قام بتربية راكون عمره خمسة أيام، فكان يقوم كل ساعتين ليعطيه الحليب.
ليس جديداً
وأعرب الحمادي، الذي درس الهندسة الميكانيكية ويعمل في هذا المجال، عن طموحه أن يتوسع في الحديقة لتكون متميزة ونادرة، وتستقبل جمهوراً من مختلف الأعمار والجنسيات، موضحاً أنه يفتح الحديقة حالياً للزيارة مجاناً لتعريف الزوار بالحيوانات المختلفة، ولا يسعى لتحقيق أي دخل مادي من هذه الهواية، ولا يبيع الحيوانات، فما يهدف إليه هو تعميق الوعي المجتمعي بالاستدامة خاصة في ظل إعلان دولة الإمارات 2023 عاماً للاستدامة، والتعريف بكيفية الاهتمام بالحيوانات وحماية الأنواع المهددة منها بالانقراض.
وأكمل: «الاهتمام بالبيئة والطبيعة بكل ما فيها من مخلوقات ليس جديداً على دولة الإمارات، فهو مستمد من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي استحق وبجدارة العديد من التكريمات والأوسمة الدولية خاصة جائزة الباندا الذهبية تقديراً لجهوده الصادقة في ميادين الحفاظ على الطبيعة، ومكافحة التصحر، وتنمية الحياة البرية والبحرية، وإقامة المحميات الطبيعية، وتشجيع ودعم البحوث العالمية للحفاظ على أنواع متعددة من الحيوانات النادرة المهددة بالانقراض عالمياً مثل غزال المها والنمر العربي وأبقار البحر والسلاحف الخضراء وكذلك البرامج المتقدمة باستخدام أحدث التكنولوجيا لتكاثر الطيور البرية من بينها الصقور والحبارى».
الأمن والسلامة.. أولوية
وأضاف الحمادي أنه يضيف حالياً مزيداً من التجهيزات على الحديقة، مثل بناء أماكن مكيفة متصلة بمنطقة مفتوحة بحيث يمكن للحيوان التعرض لأشعة الشمس والهواء الطلق، وعندما يشعر بالحر ينتقل إلى المكان المكيف، كما يجهز أقفاصاً للحيوانات الكبيرة مثل الفهد والنمر وغيرها، لتوفير مزيد من الأمن والسلامة، إذ سيتم تزويد هذه الأقفاص بثلاث بوابات حتى يمكن وضع الطعام للحيوانات دون خطر على المشرف عليها، مشدداً على أن الأمن والسلامة أولوية بالنسبة له.
ويجلب الحمادي الحيوانات التي يقتنيها من دول عدة حول العالم خصوصاً مدغشقر وبلداناً إفريقية ولاتينية، موضحاً أنه تعلم من خاله كيف يعتني بهذه الحيوانات والطيور، ويقدم لها الخدمات الطبية والعلاجية والتطعيم وكذلك ما تحتاج له من غذاء خاص، كما اعتاد قبل اقتناء أي حيوان أو طير أن يقرأ عنه ويدرس في المواقع المتخصصة ويسأل أهل العلم والخبرة والاختصاص، ويحرص على توفير بيئة تشبه البيئة الأصلية للحيوان حتى يسعى إلى توفير ما يشبهها قدر الإمكان، مؤكداً أنه حاصل على تصريح من الجهات المختصة بتربية هذه الحيوانات.
تحذير.. وصعوبات
حذر المهندس أحمد الحمادي محبي الحيوانات من تقليد بعض من يظهرون في مقاطع فيديو لهم مع حيوانات متوحشة مثل الأسود والنمور، لأن خلف هذه المقاطع صعوبات عديدة، ومخاطر كبيرة، مشيراً إلى أن تربية هذه الحيوانات تكون مسلية وهي في عمر صغير، وعندما تكبر تصبح خطرة، ويتطلب الأمر احتياطات أمن وسلامة وخبرة ومعرفة بطبيعتها.
وعن صعوبات هذه الهواية، رأى أن أبرزها الكلفة المادية المرتفعة لاقتناء ورعاية الحيوانات وتوفير الطعام لها، كذلك توفير الرعاية البيطرية لها لأن هناك حيوانات كثيرة غير معروفة والبيطريون ليست لديهم خبرة في التعامل معها.
أحمد الحمادي:
• «الحديقة متاحة للزيارة مجاناً لتعريف الزوار بالحيوانات المختلفة، ولا أسعى لأي دخل مادي من هوايتي».
• «طموحي أن تتوسع الحديقة لتكون متميزة، وتستقبل جمهوراً من مختلف الأعمار والجنسيات».
لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.