مهرجانات صيف لبنان تتأرجح بين تفاؤل وتشاؤم
بيروت: «الخليج»
رغم أن نسخة العام الجاري من مهرجانات صيف لبنان الفنية لا تشبه مثيلاتها في الأعوام السابقة، وتعرقلها الظروف الأمنية في البلاد، ورغم أنه فات الموعد المعتاد من كل عام، وهو شهر إبريل/ نيسان الذي تنعقد فيه المؤتمرات الصحفية للإعلان عن روزنامة المهرجانات الفنية في المناطق اللبنانية، إلا أن القائمين على المهرجانات الكبرى حسموا أمرهم في ما ينوون عليه.
بعض المهرجانات لغاية اليوم في صدد عقد جلسات مع الفنانين الذين سيحيون سهراتها بين بعلبك وبيبلوس(جبيل)، في حين علقت مهرجانات بيت الدين نشاطها هذا العام.
وصدر عن رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين، نورا جنبلاط، بياناً أكدت فيه تعليق أنشطتها التي كانت مقررة لهذا العام بسبب الحروب التي نشهدها، مشيرة إلى أن لجنة مهرجانات بيت الدين تدرك أن جمهورها سيكون متفهماً لقرار تعليق المهرجان، وإيماناً منها بضرورة الاستمرار في مواصلة الدور الثقافي، تم حصر النشاطات بمعارض للفنون تقام في باحات قصر بيت الدين خلال فصل الصيف، آملة أن تتحسن الظروف العامة لمواصلة الدور الفني والثقافي الذي لعبته المهرجانات بشكل متواصل منذ عام 1984، إيماناً منها بدور لبنان، ورسالته.
وحول احتفالية بعلبك التي ينتظرها كثر من عام إلى آخر، قالت رئيسة مهرجانات بعلبك الدولية، نايلة دو فريج «أعددنا مهرجاناً مصغراً ورمزياً، وأردنا أن نقدم صيغة رمزية تتناسب مع ما يحصل من أحداث، لكنّ لا قرار نهائياً بعد».
وفي السياق ذاته، أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجانات بيبلوس الدولية بلسان رئيسها، رافاييل صفير، أن الاستعدادات جارية لإقامة هذا الحدث في ميناء مدينة جبيل الأثرية، وقال: «نعدّ برنامجنا وسنعلن عنه في أقرب وقت، والتحضير جارٍ، لا نريد أن نلغي المهرجان في المبدأ، ولكن لا نعرف إذا كانت أي ظروف معاكسة ستطرأ»، مشيراً إلى أن البرنامج «يتضمن تسع حفلات، من بينها سهرات لفنانين محليين، وكذلك لضيوف أجانب»، موضحاً أن المهرجان يفعل ما في وسعه لتأمين حفلات أجنبية، لأنها مطلوبة من الجمهور ومن الجيل الشاب.
وعلى خط مواز تقام مهرجانات الصيف في مختلف المناطق اللبنانية لتحريك عجلة السياحة الداخلية والأسواق التجارية، وقد انطلق في بداية الشهر الجاري مهرجان الربيع بنسخته الثانية في مدينة جبيل ويعرض فيه حرفيون محلّيون إبداعاتهم لموسم الصيف، ما يوفّر للزوّار تجربة تسوّق فريدة ويتضمن أنشطة ترفيهية وعروض موسيقية ممتعة.
واحتفلت خلال الأسبوع الفائت وزارة السياحة وبلدية دوما البترونية بإعلان بلدة دوماً، من أفضل القرى السياحية لعام 2023، في حضور الأمين العام للأمم المتحدة للسياحة، زوراب بولوليكاشفيلي، الذي يزور لبنان للمرة الأولى، وتم إطلاق مهرجان بعنوان «مشوار رايحين مشوار» لصيف 2024 وغاية المهرجان تسليط الضوء على بلدة دوما البترونية العريقة، الزاخرة، فكراً وإبداعاً، والزاهرة غابات وجنائن وعمارات وتراثاً.
وكذلك افتتحت جمعية تجار البترون مهرجان البترون الذي يضم مجموعة متنوعة من المعروضات على اختلافها، بدءاً بالأشغال اليدوية والرسم والحرفيات والمأكولات والزينة والمجوهرات والصابون والشمع المعطر، إضافة إلى عروض لتصفيف الشعر وتزيينه وتصميم الأزياء وأنواع عدة من الألبسة والحقائب القبعات، وتتخلل المهرجان نشاطات ترفيهية وفنية واستعراضية.
وفي حين تتأرجح صورة الموسم الصيفي بين تفاؤل وتشاؤم، يبشر وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال، المهندس وليد نصار، بموسم صيف واعد، ويؤكد انه وقّع على إقامة أكثر من ١٢٥مهرجاناً في مختلف المناطق اللبنانية، بعدما اتفقت إداراتها مع فنانين على إحيائها، مشيرا إلى أن الحفلات الفنية التي يقيمها فنانون عرب، كعمرو دياب، ومحمد رمضان، وتامر حسني، وكاظم الساهر، هي شبه محجوزة قبل موعدها المقرر في يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب المقبلين، كما أن الاتصالات التي أجريت أظهرت رغبة شركات طيران زيادة عدد رحلاتها إلى لبنان خلال هذا الصيف، في وقت أصبحت نسبة تشغيل بيوت الضيافة كبيرة جداً، وهذه مؤشرات إيجابية لموسم الصيف.