
«متجر حافلة» يجول قرى ألمانية نائية
حين تتوقف الحافلة الضخمة في محطتها الأسبوعية في ساحة بلدة لونه في غرب ألمانيا، يتهافت السكان جميعهم لشراء حاجاتهم من هذا المتجر المتنقل الذي يجول على المناطق المعزولة تجارياً.
وتحالفت سلسلة المتجر «ريفي»، ثالث أكبر مجموعة توزيع في ألمانيا، مع شركة دويتشه بان للسكك الحديد، لتبتكرا في مارس/آذار هذه الخدمة التي تجوب البلدات الريفية في منطقة هيسه.
وتسدي الحافلة خدمة ثمينة لسكان لونه البالغ عددهم حوالي 600 شخص، بعدما شهدوا في الربيع إغلاق المتجر الصغير الوحيد في البلدة الواقعة على مسافة ساعتين براً من فرانكفورت، المركز المالي الكبير.
وتقول إينغه نيرينغ، التسعينية التي جاءت على دراجتها الكهربائية ذات العجلات الثلاث: «أجد هنا ما أحتاج إليه، وإن أردت غرضاً محدداً، أقصد متجراً كبيراً في مكان آخر».
وتتميّز حافلة «ريفي» بأنها تضمّ 950 منتجاً في رواقها الممتد على طول 18 متراً، بعيداً كل البعد عن الشاحنات الصغيرة التي كانت تجول في الماضي لتوزيع الخبز.
وهي مصممة لتأمين كل منتجات الحاجات اليومية، بما في ذلك الخضراوات والفاكهة الطازجة المعروضة على رفوف أمام الحافلة الملونة بالأحمر والأخضر، لونه شركة السكك الحديد.
وتزور الحافلة 26 قرية بين الاثنين والسبت، فتتوقّف في كلّ منها ما بين ساعة وساعتين، في جولة تمتد حوالي 600 كم، من ضمنها طريق العودة إلى المستودع.
ويؤكد مسؤول المشروع يورن برجينسكي، أن الأسعار المدرجة على لافتات إلكترونية في الحافلة الموصولة بالإنترنت هي ذاتها أسعار المتاجر.
ويجتذب المتجر النقال تحديداً المسنّين والأشخاص المعزولين، وأوضحت أورسولا ساور المقيمة وحدها في لونه، «يسرّني أن أتمكّن من شراء غرض هنا بسهولة؛ لأن قيادة السيارة في سن الخامسة والثمانين ليست بالأمر السهل».
وتولد الحافلة روابط بين الناس في الشوارع المجاورة لمحطتها التي غالباً ما تكون مقفرة.
والهدف بحسب ما أوضح رئيس بلدية مدينة فريتزلار التي تقع لونه في ضواحيها، هو «معرفة كيف يمكن مواكبة تطور الأرياف من أجل الحفاظ على نوعية الحياة في القرية».