مبدعات إماراتيات يناقشن التنمية المستدامة والإبداع
العين: منى البدوي
استضاف مجلس الشاعرة والأديبة نايلة مبارك الأحبابي، جلسة رمضانية بعنوان «التنمية المستدامة والإبداع» نظمتها جريدة «الخليج»، وناقشت الاستدامة كثقافة وإبداع في مختلف المجالات والعوامل التي تسهم في تعزيز الاستدامة ونقلها كتراث للأجيال والتحديات التي تواجه المجتمع.
حضر الجلسة النقاشية كل من: كفاح الزعابي عضو المجلس الوطني الاتحادي، والدكتورة ماجدة العزعزي أول إماراتية وعربية تؤسس مصنعاً للسيارات، والدكتورة منيرة الرحماني أول مدربة إماراتية معتمدة في الخرائط الذهنية، والفنانة التشكيلية فاطمة الحمادي، ومنى الجابري مدرب دولي معتمد في الطاقة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، إضافة إلى عدد من طالبات الجامعة وسيدات المجتمع.
وأكدت الشاعرة نايلة الأحبابي في بداية الجلسة، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعلن عام 2023 عاماً للاستدامة، وهو ما انطلقت منه فكرة المجلس الرمضاني الذي جمع عدداً من المبدعات الإماراتيات المتميزات في المجالات عدة، بهدف إبراز الأفكار المبدعة في الاستدامة بمختلف المجالات الحياتية والعملية، بما يسهم في تعزيز مبادئها وتنشيط الفكر وإثرائه بما يسهم في تحقيق أهدافها.
نبض الإبداع
وأشارت إلى أن الاستدامة هي نبض الإبداع في مختلف المجالات الإنسانية والاجتماعية والعملية وغيرها، حيث إنه من خلال نظرتهن وتوجهاتهن الإبداعية، يمكن خلق أوجهاً أخرى للاستدامة، وبالتالي المساهمة في نشر مفهوم وثقافة الاستدامة بحيث تصبح نمط وأسلوب حياة، بما يحقق الفائدة للفرد والمجتمع.
وسلطت كفاح الزعابي، الضوء على استدامة الأسرة والمجتمع الإماراتي، وأهمية تكوين أسرة مستقرة، من خلال الاختيار الصحيح عند الارتباط، سواء من قبل الرجل، أو المرأة، حيث إنه عند اتخاذ قرار الارتباط لابد أن يدرك الطرفان أن العلاقة الزوجية مثل العملة ذات وجهين، الأول زوج وزوجة، والثاني أب وأم، لافتة إلى أهمية الاختيار القائم على مقومات تسهم في استمراريته. وأشارت إلى أهمية إدراك المرأة لدورها في تكوين الأسرة المستدامة، والذي يبدأ من تعديل بعض المفاهيم لديها وإعادة ترتيب أولوياتها، بحيث تكون الأسرة من أول اهتماماتها، وأن الرجل هو صاحب القوامة بمعناها الشرعي واللغوي، لافتة إلى أن نقل هذه الثقافة للأجيال القادمة، يسهم في تحقيق استدامة الأسرة، وفي، الوقت نفسه، مواجهة تحديات ومشكلات مجتمعية أخرى، منها التركيبة السكانية وارتفاع معدلات الطلاق بين حديثي الزواج والتأخر في سن الزواج وغيرها.
تطوير الذات
ركزت الدكتورة منيرة الرحماني على «استدامة الفكر الإبداعي» الذي يعتبر ملموساً بنتائجه والأهداف التي نحققها، حيث إنه بمثابة المحرك الذي يجعله النسخة الأفضل، وهو ما نشهده في دولتنا التي تركز قيادتها الرشيدة على الإبداع، ما نتج عنه الريادة في مجالات عدة.
وأشارت إلى تنمية الفكر الإبداعي المستدام، عن طريق تطوير الذات، وتعلم كل ما هو جديد وتبادل أطراف الحديث مع الأفراد كل في مجال تخصصه، وبهذه الطريقة يصبح الدماغ في فكر دائم مولد للأفكار الإبداعية، لافتة إلى أن الخرائط الذهنية تساعد في استدامة الفكر الإبداعي، لأنها تساعد توليد الأفكار واستنباطها واسترسالها وحل المشكلات واتخاذ القرار والتخطيط لأهداف محددة وتنظيم الحياة واستمرار الوقت.
ولفتت إلى ضرورة استدامة الإبداع في المجتمع، من خلال غرس حب المعرفة والفكر الإيجابي لدى الأطفال وتعريفهم بالأدوات التي تساعدهم على التفكير الإبداعي الدائم، وتبنّي أفكارهم المستدامة ونترك لهم المجال مشرعاً للإبداع ليتحول إلى أسلوب حياة لديهم.
مشاريع مستدامة
وقالت الدكتورة ماجدة العزعزي، إنه تماشياً مع فكر وخطى حكومتنا الرشيدة، تبنّيت فكرة تحويل أعمالي الاقتصادية المعتادة إلى أعمال اقتصادية مستدامة، وقمنا بتطوير عدد من السيارات صديقة للبيئة مثل تصنيع أول سيارة كهربائية في الشرق الأوسط «الدماني». وذكرت الفنانة التشكيلية فاطمة الحمادي، أن مفهوم الاستدامة في الفن يتمثل بنقل الثقافة والحضارة بطرق مستدامة، بحيث تستمر وتصل للأجيال القادمة، موضحة أن الاستدامة في الفن بدأ منذ خلق الإنسان الذي استخدم عبر العصور المواد المتاحة لديه للرسم، أو النقش على الصخور، ما ساهم في نقل الحضارات القديمة للأجيال التي تبعتها، بسبب استدامة تلك اللوحات التي بقيت لسنوات طويلة.
واجب وطني
قالت منى الجابري، إن الاستدامة واجب وطني، ونحن في دولة، بفضل الله، وقيادتها الرشيدة، وصلنا إلى العالمية، ما يجعلنا كأفراد كل في موقعه، نشعر بالمسؤولية وإدراك أهمية التوعية والتثقيف بأهمية الاستدامة.
واستعرضت حمدة الكعبي طالبة بجامعة الإمارات قسم علوم الحاسوب، تطبيق «برزة» الذي أنشأته بنفسها للمساهمة في مساعدة المواطنين من أصحاب المشاريع في تحقيق الاستدامة لمشاريعهم من خلال تسهيل آلية تسويق منتجاتهم.
«ديوان الخمسين»
في نهاية اللقاء قامت الشاعرة نايلة بإهداء الحاضرات «ديوان الخمسين» الذي أعدته احتفاء بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يتضمن مجموعة من القصائد لشعراء إماراتيين ومن الدول العربية يتغنون من خلالها باتحاد الإمارات والإنجازات التي تحققت في ظل قيادتها الرشيدة.
المصدر: صحيفة الخليج