لبنان يستعيد لوحات نادرة شوّهها انفجار مرفأ بيروت
من بين عشرات اللوحات، التي كانت في متحف سرسق للفن التشكيلي في بيروت، وشوّهها انفجار مرفأ المدينة في الرابع من أغسطس 2020، ثلاث لوحات مرتبطة بشخصيات «أسهمت في نهضة الحياة الثقافية اللبنانية»، عادت الثلاثاء الماضي إلى مكانها، بعد عملية إنقاذ لها في مركز بومبيدو الفرنسي.
وتقول مديرة متحف سرسق للفن التشكيلي القديم والمعاصر، كارينا الحلو، إن «اللوحات الثلاث أرسلت إلى باريس لترميمها بعد الانفجار المروّع، الذي طالت أضراره الأحياء القريبة من المرفأ، ويقع المتحف في أحدها، لأن تصليحها كان صعبأ ومعقداً، مقارنة بالقطع الفنية الأخرى المتضررة».
وأضافت الحلو: «خضعت هذه اللوحات لأشهر من العمل في قسم حفظ الأعمال الفنية في مركز بومبيدو، أحد أكبر متاحف الفن الحديث والمعاصر في العالم، لتعود كما كانت».
وتمثّل القطعة الأولى التي رسمها الهولندي كيس فان دونغن، في ثلاثينات القرن الـ20، مؤسِس المتحف نقولا سرسق جالساً على كرسي، وتعرّضت لتمزّق عميق أفقي قرب العين. وستُثبّت اللوحة حيث كانت، في مكتب نقولا سرسق. ويقول السطيف: «كأنها كانت مريضة وسافرت لتتعالج».
و في الصندوق الثاني، أطلت لوحة زيتية للرسام اللبناني بول غيراغوسيان عنوانها «مواساة»، تنبض حناناً ويخيّم عليها اللون الأبيض، وهي من مجموعة المتحف الدائمة، وتمثّل طيف أسرة تحضن طفلها.
وتكمن أهمية اللوحات الثلاث في كونها تعبّر عن «ذاكرة بيروت الثقافية والفنية».
وانتهى القيّمون على المتحف في أكتوبر 2020 من إزالة الغبار عن أكثر من 1500 عمل فني كانت محفوظة بأمان في طبقات تحت الأرض، ولم تلحق بها تالياً أي أضرار. وفي نوفمبر، أزيل الغبار عن الكتب والوثائق التي تزيّن مكتبة المتحف.