«كورونا» يعزل بايدن.. والديمقراطيون يأملون انسحابه من السباق الرئاسي
أعرب عدد من كبار القادة الديمقراطيين، أمس الخميس، عن اعتقادهم بأن الضغوط المتزايدة من قادة الحزب ستنجح في إقناع الرئيس جو بايدن باتخاذ قرار الانسحاب من السباق الرئاسي، مرجحين أن يكون ذلك «في وقت قريب قد يكون نهاية هذا الأسبوع»، في وقت اختتم فيه الحزب الجمهوري مؤتمره الوطني في ميلووكي، وسط إجماع منقطع النظير داخل الحزب على ترشيح دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس للفوز بالسباق الرئاسي، واستعادة البيت الأبيض من الديمقراطيين.
ويواجه بايدن، الذي عزل نفسه في منزله، بسبب إصابته بفيروس «كورونا»، ضغطاً كبيراً لاعتزال السباق الرئاسي نهائياً، وتحدثت تقارير عن اتساع التمرد على ترشيح بايدن. وأبلغ الرئيس السابق باراك أوباما (2009 – 2017)، حلفاءه في الأيام القليلة الماضية، بأن مسار بايدن إلى الفوز في انتخابات نوفمبر، تقلص بشكل كبير، وأنه يعتقد أن الرئيس عليه أن ينظر جدياً في فرص فوزه، وفقاً لما ذكرته عدة مصادر مطلعة على نقاشات أوباما، لصحيفة «واشنطن بوست».
ولم يتحدث أوباما مع بايدن سوى مرة واحدة منذ المناظرة الكارثية بين الرئيس الحالي ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب في 27 يونيو الماضي، وأثارت مخاوف الديمقراطيين بشأن قدرة بايدن على الفوز بالانتخابات.
وقالت «واشنطن بوست» إن أوباما كان واضحاً في حواراته مع المقربين منه بشأن مستقبل ترشح بايدن، مشدداً على أن هذا قرار «يعود للرئيس».وكشف تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن عدد من الديمقراطيين، قولهم إن بايدن أصبح في الأيام القليلة الماضية «أكثر تقبّلاً» لسماع الحجج والدعوات التي تطالبه بالانسحاب من السباق الرئاسي، وذلك بعد أن أخبره اثنان من كبار قادة حزبه في الكونغرس سراً أنهما يشعران بقلق عميق بشأن فرص فوزه.
وقال النائب الديمقراطي آدم شيف إن لديه «مخاوف جدية تتعلق بقدرة الرئيس على هزيمة ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني».
وأخبر العديد من كبار الديمقراطيين موقع «أكسيوس» الإخباري أن الضغط المتزايد من قادة الحزب في الكونغرس والأصدقاء المقربين سيقنع بايدن بالانسحاب من سباق انتخابات الرئاسة.
وأوضحوا أن «كبار قادة حزبه وأصدقاءه والمانحين الرئيسيين، يعتقدون أن بايدن لا يستطيع الفوز، ولا يمكنه تغيير التصورات العامة عن عمره وصحته، ولا يستطيع تحقيق الأغلبية في الكونغرس».
وذكر «أكسيوس» أن الرئيس الأمريكي يبدو أنه «استسلم سراً» للضغوط المتزايدة واستطلاعات الرأي السيئة. وأضاف أن مقربين من بايدن أخبروه أنه في حال بقي في منصبه، فقد يفوز الرئيس السابق دونالد ترامب بأغلبية ساحقة، ويمحو إرث بايدن وآمال الديمقراطيين في نوفمبر المقبل.
وقال الديمقراطيون إن بايدن لم يعطِ أي إشارة إلى أنه سيغير رأيه بشأن البقاء في السباق، لكنه كان على استعداد للاستماع إلى بيانات استطلاعية جديدة ومثيرة للقلق، تشير إلى تضاؤل فرص فوزه، وطرح أسئلة حول مدى تمكن نائبته كامالا هاريس من الفوز بالانتخابات في حال تم اختيارها لتحل محله.
وفي خضم هذا السجال، أعلن بايدن أنه «بحالة جيدة» بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا خلال رحلة انتخابية إلى لاس فيغاس. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار إن بايدن سينتقل إلى منزله في ديلاوير «حيث سيعزل نفسه ويواصل تأدية واجباته بالكامل خلال هذه الفترة» ووفق طبيب بايدن فإن الرئيس يعاني «أعراضاً خفيفة»، وأن «بايدن تلقى لقاح كوفيد والجرعة المعززة». وحسبما ذكر البيت الأبيض، في بيان، «سيقدم البيت الأبيض تحديثات منتظمة حول وضع الرئيس، بينما يواصل القيام بواجباته كاملة أثناء وجوده في عزلة». (وكالات)