دعت مجموعة «بريكس» في البيان الختامي للقمة الافتراضية الطارئة التي استضافتها جوهانسبرغ، أمس الثلاثاء، إلى «هدنة إنسانية فورية ودائمة تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية» وحماية المدنيين في غزة، وفتح الممرات الإنسانية، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة الهدن الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن، وإيصال المساعدات إلى غزة، وشدد على أفضلية التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد، بينما دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى «مؤتمر دولي للسلام»؛ يهدف إلى إيجاد «حل عادل لقضية فلسطين»، ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الضغط على إسرائيل، لتنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير حول غزة، في حين طالب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل.
وقالت القمة في البيان الختامي «أكدنا دعمنا للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق وقف فوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين وتوفير المساعدة الإنسانية». وأضاف البيان: «لقد أكدنا أهمية منع المزيد من زعزعة الاستقرار وتصعيد العنف، بما في ذلك عدم توسع هذا الصراع في المنطقة، ودعونا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، كما دعونا أولئك الذين لديهم تأثير فيهم إلى العمل من أجل تحقيق هذا الهدف». واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قمة «بريكس»، جاءت في الوقت المناسب، مؤكداً ضرورة الهدن الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن وإيصال المساعدات إلى غزة، وشدد على أفضلية التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد.
ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى وقف فوري لإطلاق النار و«الإفراج عن المدنيين المحتجزين» في قطاع غزة. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن الرئيس الصيني قوله «يجب على كل أطراف النزاع وقف إطلاق النار والأعمال القتالية فوراً وإنهاء كل أعمال العنف والهجمات التي تستهدف المدنيين وإطلاق سراح المدنيين المحتجزين، لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح والمعاناة». وأضاف «لا يمكن أن يوجد سلام وأمن مستدامان في الشرق الأوسط من دون حل عادل لقضية فلسطين» داعياً إلى «عقد مؤتمر دولي للسلام بأسرع وقت ممكن؛ بهدف التوصل إلى إجماع دولي».
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته عبر الفيديو كونفرنس، المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، من أجل الامتثال لتنفيذ قرار مجلس الأمن، الذي دعا إلى التوصل العاجل إلى هدن وإنشاء ممرات إنسانية مُمتدة في جميع أنحاء قطاع غزة. وأكد رفض مصر لأطروحات إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، لأنها سوف تزيد الموقف سوءاً، منتقداً عجز المجتمع الدولي، وجمود الضمير الإنساني تجاه ما يحدث في غزة، وكذلك الصمت الدولي عن عنف المستوطنين إزاء الفلسطينيين في الضفة الغربية.
ودعا ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، جميع الدول إلى وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وقال: إن «ما تشهده غزة من جرائم وحشية في حق المدنيين الأبرياء وتدمير المنشآت والبنى التحتية بما فيها المنشآت الصحية ودور العبادة، يتطلب القيام بجهد جماعي لوقف هذه الكارثة الإنسانية التي تستمر بالتفاقم يوماً بعد يوم ووضع حلول حاسمة لها». وجدد المطالبة «بوقف العمليات العسكرية فوراً وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين لتمكين المنظمات الدولية الإنسانية من أداء دورها».
وكان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، اتهم إسرائيل، أمس الثلاثاء، بارتكاب «جرائم حرب» و«إبادة» في غزة، داعياً إلى «وقف فوري وكامل لإطلاق النار»، خلال ترؤسه قمة بريكس. وقال رامابوزا: «يشكّل العقاب الجماعي للمدنيين الفلسطينيين من خلال استخدام غير مشروع للقوة من جانب إسرائيل، جريمة حرب». وأضاف «يرقى حرمان سكان غزة من الدواء والغذاء والماء والوقود، إلى جريمة إبادة». وتابع «ندعو فوراً المجتمع الدولي إلى الاتفاق على إجراءات عاجلة وملموسة لإنهاء المعاناة في غزة وتمهيد الطريق لحل عادل وسلمي لهذا النزاع». (وكالات)