باكو: أ ف ب
اتهم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف فرنسا الثلاثاء بـ«تسليح» أرمينيا و«تمهيد الأرضية» لحرب جديدة في منطقة القوقاز بعد حربين خاضتهما باكو ويريفان خلال العقود الماضية.
وقال علييف خلال مؤتمر دولي في عاصمة أذربيجان إن فرنسا «تتبع سياسة ذات نزعة عسكرية من خلال تسليح أرمينيا، وتشجيع القوى الانتقامية في أرمينيا، وتمهيد الأرضية لإثارة حروب جديدة في منطقتنا».
وبلغت التوترات بين الجارتين ذروتها منذ استعادت باكو السيطرة على منطقة ناجورنو كاراباخ في هجوم خاطف في أيلول/سبتمبر بعدما كانت محور نزاع بين باكو ويريفان لأكثر من ثلاثة عقود.
وحققت باكو انتصاراً خاطفاً في أيلول/سبتمبر على الانفصاليين الأرمن في عملية انتهت بأقلّ من 24 ساعة في ناجورنو كاراباخ، وأعلن الانفصاليون الأرمن عقب هزيمتهم حلّ الجمهورية المعلنة من طرف واحد.
وشكّل إقليم ناجورنو كاراباخ محور نزاع مديد، وخاضت الجمهوريتان السوفييتيتان السابقتان أذربيجان وأرمينيا حربين بشأنه، إحداهما بين 1988 و1994 راح ضحيتها 30 ألف قتيل، والثانية في 2020 انتهت بهزيمة يريفان.
في الأشهر الأخيرة، شاركت فرنسا في الوساطة بين هاتين الجمهوريتين وأعربت عن دعمها الثابت لأرمينيا.
وتخشى أرمينيا أن تدفع استعادة السيطرة على ناجورنو كاراباخ، أذربيجان إلى محاولة انتهاك وحدة أراضيها، كلّفت هذه المواقف فرنسا انتقادات شديدة من جانب علييف.
والأسبوع الماضي، اتهمت باريس أشخاصاً مرتبطين بأذربيجان بالوقوف وراء حملة تضليل تهدف إلى تشويه سمعة فرنسا كمضيفة للألعاب الأولمبية المقررة في 2024 في فرنسا.
وفرّ معظم الأرمن الذين يقدر عددهم بنحو 120 ألفاً والذين كانوا يعيشون في الإقليم، عبر الحدود إلى أرمينيا.
وحصل هذا النزوح الجماعي للغالبية العظمى من سكّان الإقليم خشية تعرّض هذه الأقليّة الأرمنية لأعمال انتقامية على أيدي الأذربيجانيين.
وبدأت محادثات السلام بين البلدين عدة مرات، لكنها لم تحقق تقدماً يذكر في الآونة الأخيرة.
الخميس، رفضت أذربيجان المشاركة في محادثات التطبيع مع خصمها اللدود أرمينيا التي كان من المقرر عقدها في الولايات المتحدة هذا الشهر، بسبب ما وصفته بموقف واشنطن «المنحاز».