أخبارأخبار الإمارات

شغف البحث عن العسل يودي بحياة مواطن في رأس الخيمة

  • مُتسلق بارع للمُرتفعات ومُغرم بالتراث وصناعة «الفخار» 
  • الفقيد ساهم في عمليات إنقاذ لتائهين ومُصابين في الجبال

رأس الخيمة: عدنان عكاشة
أكد أصدقاء ومُقرّبون من الشاب الإماراتي سالم أحمد الحيمر الشميلي، 36 عاماً، الذي فارق الحياة أمس الأول (السبت)، بعد أن سقط في أحد جبال رأس الخيمة، أنه تُوفّي خلال رحلة تقليدية للبحث عن «العسل»، في الجبال المُحيطة بمنطقته، فيما ترك وراءه سيرة طيبة، وخلّف رحيله المأساوي حالة من الحُزن والأسى في المنطقة، لكونه من الشباب الطيبين والمساهمين في الأعمال التطوعية والمُجتمعية والتراثية.
ورغم رحيله المؤلم في حادث سُقوط من مُرتفع جبلي، إلا أن الضحية مُتسلق بارع للجبال، وهو مُعتاد على الرحلات الجبلية منذ صغره.
الرحلة الأخيرة
أهالٍ من أقارب وأصدقاء (سالم)، وهو موظف حكومي، من مواليد 1987م، وله 3 أبناء من الذكور، أكدوا لـ«الخليج» أن الشميلي، من أبناء منطقة وادي حقيل في بلدة شمل برأس الخيمة، كان وحده خلال الرحلة الأخيرة، بدون مُرافق، حيث خرج بعد صلاة العصر، نحو الساعة الـ4 من عصر أمس السبت، وبعد أن طال غيابه ولم يعد في مواعيده المعتادة، توجه أهله وأقاربه وأصدقاؤه بحثاً عنه، وعُثر عليه في نحو الثانية و50 دقيقة من بعد منتصف ليلة أمس (الأحد)، بعد ساعتين تقريباً من البحث المُتواصل.
مُتطوع في المُرتفعات
سليمان الكيزي، من الشخصيات المعروفة في «شمل»، وتربطه بالفقيد علاقة نسب، أشار إلى أن الفقيد كان مُحباً للجبال وارتياد المُرتفعات، وفق عادات وتقاليد أهل المنطقة، وهو مُتمكّن من تسلقها، وكان حريصاً على أن يكون بين صُفوف المُتطوعين في عمليات البحث والإنقاذ عن المفقودين والمُصابين في جبال المنطقة، والمُساهمين في مساعدة رجال الشرطة وفرق الإنقاذ في المُرتفعات.
خاله، سالم محمد الشميلي، قال: إن «سالم» سقط لمسافة قدرها نحو 60 متراً، لافتاً إلى أنه كان دائم الابتسامة، ووالده ما زال على قيد الحياة، بينما فارقت والدته الحياة منذ نحو 10 سنوات.
صانع «الفخار»
عبد الله الصرومي، أحد أصدقاء «ضحية الجبال»، قال: إن الفقيد كان مُغرماً بالتراث الشعبي والوطني، وتحديداً موروث منطقة شمل ورأس الخيمة إجمالاً، وهو سليل عائلة عُرفت منذ الماضي بصناعة «الفخار» التراثية، حيث اشتُهرت شمل ووادي حقيل بالحرفة التراثية، وكان جدّه ووالده يشتغلان في صناعة الأواني الفخارية قديماً، وهو نفسه كان مُمارساً ومُتقناً لها، وحريصاً على تعليمها للشباب والصغار.
«شغف الجبال»
ولفت الصرومي إلى أن الشاب الراحل كان يذهب أيضاً في رحلاته الجبلية بحثاً عن «الطين»، المُستخدم في صناعة «الفخار»، وكان تسلُّق الجبال هوايته منذ صغره، حيث عرف بهذا النشاط والشغف منذ كان في عمر يتراوح تقريباً بين 12-14 عاماً، وهو من المُهتمين أيضاً بـ«الأعشاب» المحلية الإماراتية والباحثين عنها في الجبال.
بيان الشرطة
بدورها أكدت شرطة رأس الخيمة أن الشاب المواطن تُوفّي نتيجة سقوطه من موقع مرتفع، في إحدى المناطق الجبلية برأس الخيمة.
وأوضح المقدم أحمد المزيود، رئيس مركز شرطة الرمس الشامل، أن تفاصيل الواقعة بدأت بخروج الشاب المتوفَّى في رحلة نزهة جبلية، جرياً على عادته، لكنه تأخر عن موعد عودته المعتاد، ما دفع أقاربه وأهالي المنطقة للبحث عنه، دون جدوى، ليقدموا بلاغاً عن تغيّبه إلى جهات الاختصاص في شرطة رأس الخيمة.
وأشار المزيود إلى تشكيل فريق بحث من قبل عناصر مركز شرطة الرمس الشامل، وقسم البحث والإنقاذ والإسعاف الوطني، بمشاركة عدد من أهالي المنطقة، الأكثر دراية بتضاريسها، حيث باشر الفريق المُشترك عملية البحث، إلى أن عُثر على الضحية متوفَّىً، في إحدى المناطق الوعرة، نتيجة سقوطه من مكان مرتفع، لافتاً إلى نقل جثمان المتوفَّى إلى المستشفى، ومباشرة جهات الاختصاص إجراءاتها.

المصدر: صحيفة الخليج

amazon.ae

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى