رئيس تايوان الجديد يتعهد بالدفاع عن بلاده ضد الصين
تعهّد الرئيس التايواني الجديد لاي تشينغ-تي، أمس الاثنين، الدفاع عن الديمقراطية في الجزيرة، داعياً الصين لوضع حد لترهيبها العسكري للجزيرة الخاضعة لحكم ذاتي، فيما ردّت بكين التي وصفت لاي في الماضي بأنه «انفصالي خطير» بعد ساعات، قائلة إن خطابه بعث ب«رسالة خطيرة»، بينما اتّهمت روسيا، الولايات المتحدة وحلفاءها بتصعيد التوتر بشأن تايوان، تزامناً مع تنصيب الجزيرة رئيسها الجديد.
وفي خطاب تنصيبه، تحدّث لاي بشكل مباشر عن تهديد الحرب بعد سنوات من الضغوط الصينية المتزايدة لإعادة تايوان إلى حكم البر الرئيسي. وقال لاي (64 عاماً) «وصل عصر ديمقراطية تايوان المجيدة» وشكر المواطنين على «رفضهم التأثّر بقوى خارجية ودفاعهم بشكل حازم عن الديمقراطية». وأضاف «في مواجهة العديد من التهديدات ومحاولات التسلسل من الصين، علينا إظهار عزمنا على الدفاع عن أمتنا كما علينا رفع جهوزيتنا الدفاعية وتعزيز إطار عملنا القانوني من أجل الأمن القومي». وتبنى لاي خطاباً أكثر اعتدالاً في السنوات الأخيرة، علماً بأنه سبق أن وصف نفسه بأنه «عامل براغماتي من أجل استقلال تايوان». وقال أمس الاثنين إن حكومته «لن تستسلم ولن تستفز وستحافظ على الوضع القائم»، وهو توازن يحافظ على سيادة تايوان من دون إعلان الاستقلال رسمياً. وأفاد لاي «أوّد أيضاً دعوة الصين إلى وقف ترهيبها السياسي والعسكري ضد تايوان». وشدد على أن «جمهورية الصين» (الاسم الرسمي لتايوان) وجمهورية الصين الشعبية «ليستا تابعتين لبعضهما بعضاً». كما حضّ بكين على «المشاركة مع تايوان المسؤولية العالمية المتمثلة بالمحافظة على السلام والاستقرار في مضيق تايوان.. وضمان أن العالم خال من الخوف من الحرب». وعبّر لاي مرة تلو الأخرى عن انفتاحه لاستئناف الاتصالات عالية المستوى مع الصين التي قطعتها بكين عام 2016 عندما تولت الرئيسة السابقة تساي إنغ-وين السلطة. وأعرب لاي أمس عن أمله في أن تختار الصين «الحوار على المواجهة». وبعد ساعات على خطابه، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن «توحيد الصين أمر لا رجوع عنه». وأضاف من دون أن يسمي لاي بأن «السلوك الانفصالي (للقوى الداعمة) لاستقلال تايوان يشكّل التحدي الأخطر للنظام الدولي والتغيّر الأخطر للوضع القائم في مضيق تايوان».
ومن جانبها، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «نرى أن واشنطن والبلدان التي تدور في فلكها تواصل تصعيد الوضع في مضيق تايوان وتقوّض عمداً الاستقرار والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتعرقل توحيد الصين بشكل سلمي».
ومع تولي لاي السلطة، ذكرت وسائل إعلام صينية رسمية بأن بكين فرضت عقوبات على ثلاث شركات صناعات دفاعية أمريكية على خلفية بيعها أسلحة إلى تايبيه. وتحافظ الطائرات الحربية الصينية وسفن سلاح البحرية على تواجد شبه يومي في محيط الجزيرة، لكن لم تسجّل أي زيادة تذكر في أعدادها خلال الأيام الأخيرة. وأعلنت وزارة الدفاع في تايبيه أمس الاثنين عن رصد ثماني سفن تابعة للبحرية الصينية في محيط الجزيرة.
إلى ذلك، حضر 8 رؤساء دول تعترف بتايوان حفل تنصيب لاي. كما أرسلت أكثر من 40 دولة أخرى بينها الولايات المتحدة واليابان وكندا وفوداً. (وكالات)