تحرك برلماني سريع لفتح ملف «معديات الموت» في مصر
القاهرة: «الخليج»
تواصل فرق الإنقاذ النهري في مصر عمليات البحث على مدار الساعة، لانتشال جثامين ضحايا «معدية الموت» المنكوبة في منطقة منشأة القناطر التابعة لمحافظة الجيزة، وسط تقديرات بارتفاع عدد الضحايا إلى 16 فتاة وامرأة مسنة.
وقال النائب مصطفى سالمان، عضو لجنة الإسكان والنقل والإدارة المحلية بمجلس الشيوخ، إن البرلمان المصري بغرفتيه، سوف يتخذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا النزيف المتواصل، عبر تعزيز إجراءات السلامة في منظومة النقل الخاص، للحفاظ على الأرواح، إلى جانب فتح تحقيقات موسعة في هذا الحادث المؤسف، ومعاقبة كل من تسبب في إزهاق أرواح الأبرياء، عبر تفعيل نصوص القانون على كل المخالفين، وتغليظ العقوبات.
وقال النائب نادر الخبيري، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن البرلمان سوف يفتح خلال جلساته المقبلة ملف المعديات، الذي يعد من أخطر الملفات التي تواجه وزارة النقل في مصر، مشيراً إلى أن غياب الرقابة والمواصفات الفنية لتلك المعديات يعد أحد الأسباب الرئيسية وراء تكرار تلك الحوادث، خصوصاً أن الغالبية العظمي من تلك المعديات تعمل في مناطق ريفية نائية.
وشدد على ضرورة إعادة النظر في معايير السلامة والأمان التي تتبعها تلك المعديات، وتنفيذ كافة القرارات الصادرة بحظر عمل عشرات من المعديات المنتهية الصلاحية، أو المتهالكة التي تكون دائماً السبب في وقوع كثير من تلك الحوادث.
وابتلعت مياه الرياح التوفيقي، وهو أحد فروع نهر النيل التي تخترق منطقة منشأة القناطر عدداً كبيراً من ركاب معدية أبو غالب، ومعظمهن من الفتيات والنساء اللاتي يعملن في الأراضي الزراعية، في مشهد متكرر لحوادث سابقة لمعديات الموت في مصر، وقال شهود عيان إن عدداً كبيراً من العاملات الزراعيات لقين حتفهن بعدما انزلق باص صغير كان يقلهن في مياه النيل، بعدما تغافل سائق الباص عن رفع فرامل اليد ودخل في مشاجرة مع آخر، بسبب أولوية المرور داخل المعدية.
وتقدر إحصاءات رسمية عدد المعديات العاملة في مصر بنحو عشرة آلاف معدية، يستخدمها سكان القرى والمدن الصغيرة في تحركاتهم اليومية، وتسجل الأوراق الرسمية ما يزيد على خمسة عشر حادثاً درامياً، وقع خلال السنوات الخمسة عشرة الأخيرة بسبب هذه المعديات، بمعدلات تصل إلى نحو حادث كل عام، فيما بلغت جملة ضحايا تلك الحوادث نحو 180 شخصاً على الأقل، حيث إن أكثر من 45% من تلك المعديات متهالكة وكثير منها غير مرخص وغير مطابق للمواصفات القياسية.
وتسببت الحوادث الدامية لمعديات الموت، في تحرك رئاسي قبل نحو عامين، حيث وجه الرئيس السيسي، بالعمل على إنشاء عدد من الكباري العلوية في عشرات من القري، لتكون بديلاً عن المعديات النيلية، خصوصاً أمام القرى التي يزيد عدد سكانها على 10 آلاف نسمة.