انتهاء العمل بـ «البند 42» يثير مخاوف أمريكية من تدفق آلاف المهاجرين
إل باسو – أ ف ب
انتهت، الجمعة، صلاحية القواعد التي سمحت لحرس الحدود الأمريكيين بطرد مئات آلاف الأشخاص الساعين للجوء في السنوات الثلاث الماضية طبقاً لتشريع «البند42»، ما يضع المهاجرين أمام مستقبل مجهول، ويفاقم جدل الهجرة.
ويتوقع أن يحاول عشرات آلاف الأشخاص عبور الحدود الأمريكية في الأيام القليلة المقبلة، أملاً في الهرب من الفقر والعصابات الإجرامية التي تعيث الخراب في بلدانهم، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنّه «أزمة نزوح غير مسبوقة». وتشترط القيود الجديدة على طالبي اللجوء ومهاجرين آخرين، طلب الدخول من خارج الولايات المتحدة. لكن لم يتضح بعد كيف ستسير الأمور فعلياً، وتسبب الوضع بتأجيج الجدل الدائر حول الهجرة.
وفي مدينة سيوداد خواريس الحدودية المكسيكية، أشار أوغستين سورتومي إلى أنّه حاول هو وزوجته وطفلاه الاستسلام للسلطات الأمريكية، لكن تمّ إبعادهم. وقال: «لا أعرف ماذا أفعل»، مضيفاً «لم نحقّق حلمنا. الله وحده يعلم متى سنفعل».
من جهته، قال وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس، الجمعة،: «نرى أشخاصاً يصلون إلى حدودنا الجنوبية، كما توقّعنا». وأضاف:«نأخذهم إلى الحجز. نقوم بمعالجة وضعهم. نقوم بفحصهم، وإذا لم يكن لديهم أساس للبقاء، فسوف نبعدهم بسرعة».
ولثلاث سنوات سمح الإجراء المعروف بـ«البند42» بهدف الحد من انتشار كوفيد-19، للسلطات الأمريكية بضبط الحدود مع المكسيك، عبر طرد الوافدين، قبل طلبهم اللجوء. لكن مع انتهاء حالة الطوارئ، انتهت صلاحية الإجراء لتحل مكانها قيود جديدة.
ويعني ذلك أنّ «الفصل الثامن» عاد إلى التنفيذ – وهي سياسة أمريكية عمرها عقود تسمح لعابري الحدود بطلب اللجوء – إلى جانب إجراءات سياسية صارمة جديدة يخشى كثيرون من أنّها تسرّع من عمليات الترحيل.
على سبيل المثال، يجب تقديم طلبات اللجوء قبل الوصول إلى الحدود تحت طائلة الطرد السريع. كذلك، فإنّ أي شخص حاول العبور بشكل غير نظامي مرة أولى يواجه حظراً لمدّة خمس سنوات من التقدّم بطلب للدخول بشكل قانوني.
ويُشترط على طالبي اللجوء إجراء مقابلات عبر الهاتف، علماً بأن عدداً من المستخدمين أفادوا عن خلل في التطبيق عدا عن وجود أشخاص ليس لديهم هواتف أو خدمة «واي فاي».
وفي براونزفيل، شوهدت سيارات الشرطة الأمريكية منتشرة على الجسر الذي يربط المدينة بماتاموروس المكسيكية. وتمكنوا من مشاهدة آليات ثقيلة تعمل على مسافة غير بعيدة، بينما كان عمال يحضرون الأرض لتركيب سياج شائك.
وفي إل باسو، كان مئات الأشخاص الذين دخلوا الأراضي الأمريكية عبر بوابة حدودية شرعية الخميس، نُظر في ملفاتهم وسُمح لهم بتقديم طلب أولي للجوء. لكن ظهر إرباك بين عناصر حرس الحدود بشأن ما سيحدث في الأيام المقبلة.
وفي الأثناء، سمح مسؤولون بالإفراج عن مهاجرين من دون مواعيد لخضوعهم لمحاكمة، في محاولة لتجنّب الزحام في المرافق الحدودية، ما يمنح إدارة بايدن وقتاً قبل أيّ زيادة في عمليات العبور – لكن، الخميس، أَوقف قاضٍ فدرالي تلك الخطّة.
وتجد إدارة بايدن نفسها في وضع صعب، بين عرض مسارات للجوء يطالب بها الحزب الديمقراطي، وتجنّب مشاهد تسلّل مئات الأشخاص عبر الحدود. وندد معارضو بايدن من الحزب الجمهوري بما اعتبروه «غزواً».
وقال السيناتور عن تكساس تيد كروز للصحفيين في براونزفيل، إن هناك 22 ألف شخص يخيمون على الجانب الآخر من الحدود.
وفي غضون ذلك، حذّرت الأمم المتحدة من أنّ أي حلّ دائم يجب أن يكون حلّاً إقليمياً – تتشاركه واشنطن مع جيرانها.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أولغا سارادو في جنيف، إنّ «الأمريكتين تمرّان بأزمة نزوح غير مسبوقة».
وأضافت: «مجرّد قرارات من دولة واحدة لن تعالج التحدّيات، ولا يمكننا أن ننسى أنّ هؤلاء هم بشر».