
«الحلاق وزبونه».. صداقة مصورة في 50 عاماً
إعداد: مصطفى الزعبي
يلتقط المصور البريطاني سام فار صورة لنفسه على كرسي الحلاقة مع الحلاق الذي أصبح صديقه منذ السبعينيات، وبينما يتغير شكل الكاميرا ونوعها بمرور الوقت، يظلان الصديقين الحميمين رغم تقدمها في السن.
في عام 1973، التقط فار الذي كان يعمل مصوراً لصحيفة باث إيفنينج كرونيكل صورة بالأبيض والأسود، وهو يجلس على كرسي الحلاق، بينما كان حلاقه جو بيس يقوم بقص شعره، في باث بريطانيا.
وفي المرة الأولى التي التقط فيها الصورة، كان قد اشترى الكاميرا من نوع «Rolleiflex» مقابل 100 جنيه إسترليني، وأراد تجربتها، وكيف تبدو على حد قوله فار.
وأضاف فار: «اعتدت التقاط صور للعديد من الأشخاص في ذلك الوقت، لكنني لم ألتقط صوراً لنفسي مطلقاً، لذلك قررت التقاط صورة، وبدأت بشكل عفوي ومؤقت». واستمر في توثيق الصور عند التقاطها.
وفي كل صورة، تكبر ابتسامة الحلاق مع نمو صداقتهما، وشوهد سام يرتدي كاميرا جديدة في كل مرة، وينتهي في سن 78 مع جهاز آيفون.
وقال فار، الذي يحصل دائماً على نفس قصة الشعر في كل مرة، واصفاً المظهر بأنه «فرقة البيتل المسنة»: «كان يقص شعري لفترة طويلة لدرجة أنه غيّر مواقعه ثلاث مرات، وفي كل عشر سنوات تمضي يقول مر 30 عاماً، 40 عاماً».
وعندما وصلنا إلى 50 عاماً اعتقدنا أنه سيكون من المميّز الاحتفال بها، حتى أنه قدم لي قصة شعر مجانية.
وقالت ناكاي ابنته فار: «إن هذه الصورة ستكون الأخيرة على الأرجح، بسبب تعرّض والدها لمرض باركنسون، فقد أصبح من الصعب عليه حمل الكاميرا بعد الآن.. لقد كان التقليد جميلاً بالنسبة له ولنا كعائلة على الرغم من ذلك».