الباكستانيون يدلون بأصواتهم في الانتخابات التشريعية.. من الأوفر حظاً؟
أدلى ملايين الباكستانيين بأصواتهم، الخميس، في الانتخابات التشريعية وسط توترات أمنية وسياسية غير مسبوقة، إذ يقبع سياسي يحظى بشعبية واسعة في السجن بينما يرجّح فوز المرشّح الأقرب بالنسبة إلى المؤسسة العسكرية.
وفي خطوة تفاقم المخاوف حيال نزاهة الاقتراع، أعلنت السلطات تعليق خدمات الهواتف المحمولة عبر البلاد «للمحافظة على القانون والنظام»، بعد حملة انتخابية شهدت أعمال عنف دامية بينها انفجاران، الأربعاء، أسفرا عن مقتل 28 شخصاً.
وتوقّعت الاستطلاعات أن تكون نسب المشاركة منخفضة في أوساط الناخبين المؤهلين للتصويت بعد حملة انتخابية باهتة خيّم عليها سجن رئيس الوزراء السابق عمران خان والسجالات بين حزبه «حركة إنصاف» والمؤسسة العسكرية.
وخارج مركز اقتراع في إسلام أباد، أكدت طالبة علم النفس البالغة 22 عاماً حليمة شفيق أنها عازمة على الإدلاء بصوتها.
وقالت لوكالة الأنباء الفرنسية: «أؤمن بالديمقراطية، أريد حكومة يمكنها جعل باكستان أكثر أماناً بالنسبة إلى الفتيات»، لكنّ ناخباً آخر عبّر عن الشكوك ذاتها التي تراود كثر.
وقال عامل البناء سيد تصوّر، 39 عاماً، «مصدر قلقي الوحيد يتمثّل في مسألة إن كان سيحسب صوتي للحزب الذي أدليت به من أجله، في الوقت ذاته، بالنسبة إلى الفقراء، لا فرق في من يحكم، نحتاج إلى حكومة يمكنها السيطرة على التضخم».
فتحت مراكز الاقتراع عند الثامنة صباحا (03,00 ت غ) ومن المقرر أن تغلق أبوابها تمام الساعة 17,00 مع مهلة ساعة إضافية للناخبين الموجودين داخل المراكز.
ونُشر أكثر من 650 ألف عنصر من الجيش والقوات شبه العسكرية والشرطة لتأمين الانتخابات التي شهدت أعمال عنف.
«إجراءات أمنية»
قُتل 28 شخصاً على الأقل، الأربعاء، وأصيب أكثر من 30 بجروح في تفجيرين وقعا خارج مكاتب مرشحين في جنوب غرب باكستان، تبناهما داعش الإرهابي بعد ساعات.
وقال ناطق باسم وزارة الداخلية، «خسرنا أرواحا ثمينة» في الهجمات الأخيرة في باكستان، مضيفاً أن «الإجراءات الأمنية ضرورية للمحافظة على القانون والنظام والتعامل مع أي تهديدات محتملة».
وأفاد في بيان «اتّخذ قرار بتعليق خدمة الهواتف المحمولة عبر البلاد مؤقتاً».
بدورها، حذّرت منظمة «نتبلوكس» المعنية برصد الإنترنت في أنحاء العالم من أن تعليق الخدمة يهدد نزاهة الانتخابات.
وذكرت وزارة الخارجية أنه سيتم أيضاً إغلاق الحدود البرية مع إيران وأفغانستان المجاورتين أمام حركة السير، الخميس، كإجراء أمني.
ويتنافس نحو 18 ألف مرشح للفوز بمقاعد في البرلمان الوطني وأربعة مجالس محافظات، تجري المنافسة على 266 مقعداً في البرلمان الوطني (مع 70 مقعداً إضافياً مخصصاً للنساء والأقليات) و749 مقعداً في البرلمانات الإقليمية.
انقلاب الحال
تُذكّر انتخابات، الخميس، باقتراع عام 2018 لكن مع انقلاب الحال، فحينذاك، استُبعد شريف من الترشح بسبب إدانته بالفساد في قضايا عدة، بينما وصل خان إلى السلطة بفضل تمتّعه بتأييد شعبي ودعم مؤسسات البلاد.
وحُكم على خان، لاعب الكريكت الدولي السابق الذي قاد باكستان للنصر في كأس العالم عام 1992، بالسجن لفترات طويلة بتهم الخيانة والفساد إلى جانب زواج غير شرعي.
وما لم يحصل شريف على الأغلبية التي تمكنه من الحكم، سيتولى السلطة على الأرجح من خلال ائتلاف مع شريك أو أكثر أصغر، بما في ذلك «حزب الشعب الباكستاني»، وهو حزب عائلي يقوده بيلاوال بوتو زرداري.
وأشارت الاستطلاعات إلى أن الانتخابات تركت لدى السكان شعوراً «بالإحباط» إلى حد غير مسبوق منذ سنوات.
ويؤكد مراقبون أن الفائز سيرث دولة تعاني انقسامات عميقة واقتصاداً منهاراً.
ووصل معدل التضخم إلى نحو 30 في المئة، بينما الروبية في حالة انهيار منذ ثلاث سنوات، فيما أدى العجز في ميزان المدفوعات إلى تجميد الواردات وعرقلة النمو الصناعي بشكل كبير.