محطات

الأقمار الصناعية.. هل تهدد مستقبل الأرض؟

قبل 10 أعوام، كان عدد الأقمار الصناعية الموجودة في الفضاء يقترب من الألف، والآن في عام 2024، هناك نحو عشرة أضعاف ذلك العدد، ما يطرح التساؤلات حول مدى الخطورة التي تحدث في حال وقع صدام بين تلك الأجسام الكبرى التي تدور بسرعة كبيرة حول الأرض.

بلغ عدد الأقمار الصناعية النشطة في الفضاء 9900 قمر، بحسب آخر إحصائية لموقع Orbiting Now المختص برصد المدارات الفضائية، وتشير توقعات الخبراء إلى أن العدد سيستمر في التزايد ليقترب من 100 ألف قمر صناعي خلال عقد من الزمن.

وحدد خبراء الأقمار الصناعية 3 مدارات أرضية لإطلاق مشروعاتهم إلى الفضاء، تنقسم إلى منخفض، متوسط وجغرافي ثابت.

وكشفت الإحصائيات أن 84% من الأقمار الصناعية توجد في المدار الأرضي المنخفض الذي يتراوح نطاقه بين 160 إلى 2000 كيلومتر عن سطح الأرض، بينما توجد 3% في المدار المتوسط و12% في المدار الجغرافي الثابت.

أبرز الأقمار الصناعية

خصم يصل إلى 50% | عروض التصفية من أمازون

تمتلك شركة Space X المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، بمفردها 6 آلاف قمر صناعي تتبع مشروعها ستار لينك لتوصيل خدمة الإنترنت إلى 2.7 مليون مشترك عبر 76 دولة حول العالم.

ولا يعد مشروع إيلون ماسك وحده الأبرز في الفضاء، حيث إن «محطة الفضاء الدولية» تحمل أهمية عالمية كبرى، وهي نتاج تعاون 5 من أهم وكالات الفضاء حول العالم، وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، وكالة الفضاء الروسية «روسكوزموس»، وكالة جاكسا اليابانية، وكالة الفضاء الأوروبية، وكالة الفضاء الكندية.

وتعمل محطة الفضاء الدولية كمختبر لأبحاث بيئة الفضاء والجاذبية الصغرى، حيث تجري الأبحاث العلمية في علوم الأحياء الفلكية، الفلك، الأرصاد الجوية، الفيزياء ومجالات أخرى.

هل الأرض في مأمن من خطر الأقمار الصناعية؟

وجود تلك الأجسام المتطايرة في الفضاء يثير دائماً التساؤلات حول مدى إمكانية تصادمها، وهو أمر غير مستبعد لأن النسبة الأكبر منها تدور في النطاق الأقرب للأرض والأقل اتساعاً.

واجه كوكب الأرض عاصفة شمسية مغناطيسية لم تحدث منذ 21 عاماً، وأثارت مخاوف إيلون ماسك الذي خرج ليُعلن، السبت 11 مايو 2024، أن أقمار ستار لينك تواجه ضغوطاً غير مسبوقة، لكنها صامدة حتى الآن.

مخاوف ماسك ليست جديدة، فقد سبقه إليها علماء فلك وفضاء كرسوا حياتهم خلال السنوات الأخيرة لرصد المخاطر التي تحدث في مدارات الأقمار الصناعية.

ويُعد العالمان هيو لويس وجوناثان ماكدويل هما الأبرز في رصد ما يحدث في عالم الأقمار الصناعية، الأول يعمل أستاذاً للملاحة الفضائية في جامعة ساوثهامبتون البريطانية، ومديراً لمركز التميز في الاستشعار عن بعد، أما الثاني فهو عالم فلك وفيزياء فلكية في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية بالولايات المتحدة.

استعان هيو لويس بالبيانات التي كشفت عنها شركة Space X ليؤكد أن إدارة حركة المرور في الفضاء أصبحت أكثر تعقيداً مما كانت عليه في الماضي، حيث إن أقمار ستار لينك أجرت أكثر من 26 ألف مناورة لتجنب الصدام مع أقمار أخرى خلال الفترة 1 ديسمبر 2020 حتى 30 نوفمبر 2022.

ولفت لويس أن عدد أقمار ستارلينك في تلك الفترة كان 4 آلاف، مما يعني أن كل قمر صناعي منها تجنب الصدام 12 مرة خلال عامين، لكن الوضع سيصبح أكثر تعقيداً حيث تهدف الشركة لزيادة عدد أقمارها إلى 42 ألف خلال السنوات العشر المقبلة، وفقاً لموقع space.com المتخصص بعلوم الفضاء.

وأكد العالم البريطاني أن أقمار ستارلينك لن تكون وحدها في الفضاء حيث ستنضم لها آلاف الأقمار الأخرى التابعة لعدد من الشركات أبرزها أمازون.

وقال هيو لويس إن البيانات المُعلنة من شركة Space X تؤكد اتّباعها إجراءات سلامة وأمان تستحق الإشادة، لكنه يرى في المقابل أن أقمارها سينفد وقودها خلال 5 سنوات بسبب العدد الهائل من المناورات الذي تجريه لتجنب الصدام، مما يجعل عمرها الافتراضي أقل من المتوقع.

في نفس السياق، أطلق جوناثان ماكدويل مشروعه لمراقبة إطلاق الأقمار الصناعية في الفضاء المزدحم، وأصبح ينشر بشكل شهري عبر مدونته تقريراً أطلق عليه «تقرير جوناثان الفضائي» لرصد ما يحدث في مدار الأرض من ما وصفه بتدمير البيئة.

ولفت ماكدويل إلى أن استمرار إطلاق الأقمار الصناعية من الشركات الكبرى، سيجعل مدار الفضاء أشبه بالطريق السريع بين الولايات الأمريكية، في ساعة الذروة وسط عاصفة ثلجية، حيث يقود الجميع بسرعة كبيرة.

وقال إن بعض الشركات ستتمكن من إدارة أقمارها بشكل آمن، لكن ذلك لا ينفي أن هناك طرقاً سريعة متعددة بين الولايات، تتقاطع مع بعضها بعضاً، بدون إشارات توقف، في إشارة منه إلى تزايد خطر تصادم الأقمار الصناعية مستقبلاً.

ماذا يحدث حين تصطدم الأقمار الصناعية؟

التاريخ يذكر وقوع حوادث تصادم بين الأقمار الصناعية، آخرها كان في 18 مارس 2021، حين اصطدم القمر الصيني «يونهاي-1» مع بعض قطع حُطام القمر الأوكراني «زينيت-2».

وذكر تقرير لمتحف التاريخ الطبيعي في بريطانيا، أن تصادم الأقمار الصناعية، ينتج عنه الآلاف من قطع النفايات الفضائية والحطام الخطير، وهو ما لا يشكل تهديداً مباشراً على كوكب الأرض حتى الآن، بقدر تشكيله الخطورة على الأقمار الأخرى الموجودة في المدارات.

وأدى انتشار قطع الحطام في الفضاء إلى لجوء الأقمار الصناعية للابتعاد عن طريقها، للتأكد من عدم تعرضها للصدام واحتمالية تدميرها، وهو ما يؤدي إلى حدوث مئات المناورات سنوياً لتجنب الاصطدام.

ووضعت الأمم المتحدة قاعدة تلزم جميع الشركات بإزالة أقمارها الصناعية من المدار خلال 25 عاماُ بعد انتهاء مهمتها، وهو الأمر الذي يصعب تنفيذه في الكثير من الأحيان.

ولجأت الشركات إلى حلول بديلة لمعالجة هذه المشكلة، من بينها سحب الأقمار الميتة إلى الغلاف الجوي للأرض، حيث ستحترق فور دخوله.

وتوصل تقرير متحف التاريخ الطبيعي إلى نفس النقطة التي أثارت مخاوف جوناثان ماكدويل وهيو لويس، وهو أن ازدحام المدارات بأقمار Space X وأمازون سيجعل قطع الحطام الفضائي تشكل خطراً كبيراً، مع احتمالية وجود 50 ألف قمر صناعي لنشر الإنترنت حول العالم خلال السنوات المقبلة، وهو ما سيؤدي إلى العديد من عمليات المناورة وسط ازدحام الفضاء.

المصدر: صحيفة الخليج

amazon.ae

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى