إسرائيل تلاحق مستشفيات غزة.. والحرب تتمدد جنوباً
ضيق الجيش الإسرائيلي الخناق على المستشفى الإندونيسي، أمس الاثنين، وسط تهديدات باقتحامه على غرار ما حدث في مجمع الشفاء، بينما شهدت مدرسة بمخيم البريج، جنوبي القطاع، مجزرة إسرائيلية راح ضحيتها عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، في حين تعرضت تل أبيب لهجوم صاروخي كبير مع ارتفاع حصيلة القتلى بين الجيش الإسرائيلي، في حين قالت الأمم المتحدة إن 800 ألف فلسطيني في شمال القطاع لا تصلهم المساعدات.
وفيما تواصل «دائرة الموت» الإسرائيلية استهداف المنشآت الصحية والمدنية في قطاع غزة، استمر القصف على مستشفيي الإندونيسي والعودة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن القوات الإسرائيلية فرضت حصاراً على المستشفى الإندونيسي الذي يؤوي نحو 700 شخص من الطواقم الطبية والجرحى، إضافة إلى النازحين إليه.
وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، أن القوات الإسرائيلية قصفت الطابق الثالث في المستشفى الإندونيسي الذي يضم قسم مبيت المرضى وقربه قسم العناية المركزة، ما أدى إلى مقتل 12 مواطناً من المرضى ومرافقيهم، وإصابة آخرين أحدهم من الطواقم الطبية، فضلاً عن تدمير كبير لحق بالمكان. كما قتل عدد كبير من الفلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي لمدرسة الكويت التي تؤوي نازحين قرب المستشفى الإندونيسي.
وفي اليوم الخامس والأربعين للحرب كثف الجيش الإسرائيلي غاراته، وشن أحزمة نارية في مناطق عدة شهدت مزيداً من المذابح بحق المدنيين. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن إجمالي المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بلغ أكثر من 1340 مجزرة، وبلغ عدد المفقودين أكثر 6500 مفقود إما تحت الأنقاض أو أن جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات، بينهم أكثر من 4400 طفلٍ وامرأة، في بلغ عدد القتلى 13300، منهم 5600 طفل، و3550 امرأة.
وقال المكتب إن عدد قتلى الكوادر الطبية بلغ 201 من الأطباء والممرضين والمسعفين، كما قُتل 22 من طواقم الدفاع المدني، و60 صحفياً. وحذر المكتب أيضاً من تفاقم الحالة الإنسانية وتردّيها بشكل غير مسبوق، وازدياد الوضع الميداني كارثيةً، مشيراً إلى أن الأسواق والمحال التجارية باتت تعاني شح المواد الأساسية والغذائية المختلفة، وذلك بالتزامن مع التوقف التام لعمل المخابز، واختفاء مئات الأصناف من المواد الغذائية من الأسواق.
وبموازاة ذلك، مازالت المعارك العنيفة تدور على أكثر من محور في شمال القطاع. وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 جنود في المعارك. وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية المعترف بها إلى نحو 68 قتيلاً منذ بدء التوغل البري الإسرائيلي بقطاع غزة يوم 27 أكتوبر الماضي، في حين تقول الفصائل الفلسطينية إن خسائر تل أبيب الحقيقية أكبر من ذلك بكثير.
وقالت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» مساء أمس،أن مقاتليها استهدفوا 60 آلية عسكرية إسرائيلية في الأيام الثلاثة الأخيرة، بينها 10 ناقلات جند، جنوب الزيتون والرضوان والتوام وغرب جباليا وبيت لاهيا.«كما أشارت إلى أن» الاشتباكات لا تزال ضارية في عدة محاور في قطاع غزة.
وفي الأثناء، تعرضت تل أبيب لهجوم صاروخي كبير من قطاع غزة، بالتزامن مع دوي صفارات الإنذار في أسدود وقاعدة بالماخيم. وذكرت وسائل إعلام أن الهجوم الصاروخي استهدف الأماكن من شمال أسدود وحتى شمال تل أبيب وكل ضواحيها أو ما يعرف بتل أبيب الكبرى. ويعد هذا الهجوم الصاروخي الأكبر على تل أبيب منذ بداية الحرب.
إلى ذلك، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن نحو 800 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة لا تصلهم المساعدات نتيجة للوضع الأمني الحرج، مشيراً إلى أن المساعدات التي تتضمن الوقود، كانت تصل فقط إلى الأشخاص في الجزء الجنوبي من القطاع خلال الأسبوعين الماضيين تقريباً. وأضاف المكتب أنه لا يمكن توزيع المساعدات في مدينة غزة ومناطق أخرى بالشمال، حيث ما زال يوجد مئات الآلاف من الأشخاص، موضحاً أن الفلسطينيين في الشمال يقتاتون على الخضراوات النيئة والفاكهة غير الناضجة القليلة التي يستطيعون العثور عليها، حيث الكثير منهم لا يستطيعون الطبخ. كما توقفت المخابز عن العمل، ولم يعد المزارعون يستطيعون رعاية حقولهم. كما يتم ذبح الحيوانات، حيث لا يوجد طعام أو مياه لهم. (وكالات)