أمريكا والصين تجريان مباحثات رفيعة المستوى في فيينا
واشنطن- أ ف ب
عقد مسؤولان كبيران في كل من الولايات المتحدة والصين، مباحثات صريحة في فيينا كانت الأولى على هذا المستوى منذ أسابيع، وتأتي في خضم توتر متزايد بين البلدين على خلفية قضايا عدة أبرزها تايوان، والأزمة الأوكرانية. وأعلن البيت الأبيض، الخميس، أن مستشار الأمن القومي جايك ساليفان التقى كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي في فيينا الأربعاء والخميس، في سياق لا يزال متوتراً بين بلدين يخوضان تنافساً دبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً شاملاً.
وجاء في البيان أن الجانبين عقدا محادثات صريحة وجوهرية وبناءة بشأن قضايا أساسية، شملت الحرب في أوكرانيا، والمسائل عبر المضيق، في إشارة إلى تايوان التي صعّدت بكين لهجتها حيالها في الآونة الأخيرة.
من جهتها، أشارت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إلى أن وانغ يي، عرض بوضوح الموقف الصيني الرسمي في ما يتعلّق بقضية تايوان، وأن الطرفين اتفقا على مواصلة الإفادة الجيدة من قناة التواصل الاستراتيجية هذه. وسيعيد اجتماع فيينا إحياء التكهّنات بشأن احتمال عقد لقاء قريب بينه وبين نظيره الأمريكي جو بايدن.
ورداً على سؤال بهذا الشأن، قال بايدن الأربعاء: «هناك تقدّم. وسينجح الأمر».
وتأتي استعادة الاتصالات الرفيعة بين واشنطن وبكين بعد أسابيع من الانقطاع، خاصة في أعقاب أزمة المناطيد.
وتصاعد التوتر بين البلدين في فبراير/شباط بعد رصد تحليق مناطيد صينية فوق الأراضي الأمريكية، الأمر الذي وصفته واشنطن بعملية تجسس.
وتشهد العلاقات بين القوتين الكبيرتين تجاذباً في مختلف المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية ضمن صراع نفوذ يشمل أنحاء مختلفة من العالم، خاصة في منطقة المحيط الهادئ.
وفي الأشهر الماضية، أضيف ملف الحرب الروسية ضد أوكرانيا إلى مسائل التباين المفتوحة بين البلدين. فعلى الرغم من أن الصين أبقت على موقف محايد رسمياً في الحرب التي بدأت فبراير/شباط 2022، فإن علاقتها بروسيا شهدت تقارباً في الفترة الماضية، وزار رئيسها شي جين بينغ، موسكو، حيث التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مارس/آذار الماضي.
وأثار هذا التقارب قلق الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، وفي مقدمها الولايات المتحدة. كما تبدي واشنطن قلقها الدائم بشأن تايوان، التي تعدها الصين جزءاً من أراضيها وتتعهّد بإعادتها إلى كنفها.
من جهتها، تعزز واشنطن حضورها في المحيط الهادئ، من خلال الوجود عسكرياً أو شراكات مع دول إقليمية مثل اليابان والهند وأستراليا، والفلبين.